تقارير الغازأسهم وشركاتالتقاريررئيسيةشركاتغاز

إستراتيجية أدنوك الإماراتية للاستحواذ.. هل تمتد لـ"بي بي" البريطانية؟

هبة مصطفى

جذبت إستراتيجية شركة أدنوك الإماراتية الأنظار، خاصة أنها تكثّف من عمليات الاستحواذ والاندماج مؤخرًا بوتيرة سريعة وغير نمطية، إذ تتنوع ما بين الشراكات الإقليمية والعالمية.

وتتعدد النجاحات بين اقتناص الشركة حصصًا في أصول مهمة، أو دراسة مدى جدوى صفقات أخرى، والقدرة على تقييم قدرتها السوقية للانتهاء بالرفض أو المضي قدمًا بها.

وتمتد أيضًا إلى فتح المجال للاستثمار في مجالات أخرى، بعيدًا عن التنقيب والإنتاج وأعمال التكرير، مثل محاولة الاستحواذ على شركة تجارة السلع "غنفور".

ورغم أن طموحاتها قد تمتد إلى شركة طاقة كبرى تعرضت لانخفاض قيمتها السوقية، فإن إستراتيجية أدنوك الإجمالية تُشير إلى أن دول الخليج ليست ببعيدة عن السيطرة على أصول نفط وغاز عالمية.

تحول جذري

خلال عام 2022، كانت شركة أدنوك الإماراتية توجّه أنظارها بالكامل إلى الأنشطة المحلية، وتأخرت بصمتها الدولية مقارنة بنظيراتها في الشرق الأوسط "أرامكو السعودية" و"قطر للطاقة".

لكن تطلعات وأعمال الشركة خلال العام الماضي 2023، حتى الآن، تُشير إلى تحول في سياساتها، إذ إن الاستحواذ على أصول خارج الحدود يُكسب شركات الطاقة صبغة أوسع نطاقًا.

وفي الوقت الذي تتجه خلاله كبريات شركات الطاقة العالمية إلى التخلي التدريجي عن أصول وقود أحفوري، للتركيز بصورة أكبر على الطاقة النظيفة، كانت أدنوك تستعمل تقنياتها المُخفضة للانبعاثات للتأسيس إلى عدم التعارض بين تحول الطاقة ومواصلة الاستثمار في النفط والغاز.

مرافق لتخزين الغاز تابعة لأدنوك
مرافق لتخزين الغاز تابعة لأدنوك - الصورة من موقع الشركة

وأمام الشركة فرصة سانحة للاستحواذ، أو الدخول في مشروعات مشتركة، مع مواجهة كبريات الشركات الأوروبية ضغوطًا من مساهميها ونشطاء البيئة والمناخ، وكذلك من الحكومات، للالتزام بالتعهدات وخطط الانتقال.

وقد ينطبق ذلك على أعمال المنبع والتنقيب وتطوير الحقول، في حين يعدّ أكثر صعوبة بالنسبة لأعمال المصب والاستحواذات في قطاع التكرير، وفق رؤية طرحها الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة (Qamar Energy) روبن ميلز، في مقال نشرته مؤخرًا صحيفة إربيان غولف بيزنس إنسايدر (AGBI).

وتتفوق أرامكو السعودية على أدنوك الإماراتية، إذ وسعت الأولى من أعمال التكرير في الأسواق التي تستوعب على نفطها الخام، مثل أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا.

هل تستحوذ أدنوك على بي بي؟

خاضت أدنوك الإماراتية محاولات عدّة لحسم صفقات شراء كامل، أو استحواذ على حصص في مشروعات، لكن من بين هذه الإجراءات كافة، هل يمكن أن نتوقع استحواذها على شركة النفط البريطانية بي بي يومًا ما؟

وربما يعكس وضع الشركة رجاحة الفكرة، إذ انخفضت قيمتها السوقية منذ عام 2019 حتى الآن، لتصل نسبة السعر مقابل الأرباح 4 إلى 1، في حين إن هذه النسبة في شركة أرامكو السعودية -على سبيل المثال- تُقدَّر بـ14 إلى 9.

وتقع شركة بي بي البريطانية تحت ضغط الالتزام بخطط خفض الكربون، ما يعطّل مسيرتها في تطوير النفط والغاز، ويزيد احتمالات استحواذ أدنوك عليها، خاصة في ظل مشروعات عدّة تجمع الشركتين، نستعرضها في هذا التقرير.

ورغم البيئة الخصبة لطرح صفقة استحواذ أدنوك على بي بي، إلّا أن هناك عوامل أخرى قد تشكّل تحديًا أبرزها الأبعاد السياسية.

وفي هذه الحالة، تزداد فرص استحواذ شركة شل (Shell) الأنغلوهولندية أو شركة من كبريات شركات الطاقة الأميركية، على بي بي.

شراكة مع بي بي في مصر

دخلت أدنوك الإماراتية في مشروع مشترك مع شركة النفط البريطانية بي بي (BP)، لتطوير عمليات التنقيب عن الغاز المصري وإنتاجه في امتيازات عدّة، من بينها أكبر الحقول المصرية "حقل ظهر".

وتملك بي بي حصة قدرها 51% من المشروع المشترك المعلن عنه منتصف فبراير/شباط الجاري، في حين تؤول 49% لصالح أدنوك، حسب بيان نُشر في الموقع الإلكتروني للشركة.

ووفق هذه الشراكة، تتولى أدنوك دفع قيمة مالية تعزز التطوير المستقبلي بين الشركتين، وسط توقعات بالاتفاق على الأطر النهائية للمشروع في النصف الثاني من العام الجاري، بعد الحصول على الموافقات التنظيمية.

جانب من الاحتفال بشراكة أدنوك مع بي بي لتطوير الامتيازات المصرية
جانب من الاحتفال بشراكة أدنوك مع بي بي لتطوير الامتيازات المصرية - الصورة من Or Noir Africa

وتغطي صفقة الشراكة الأحدث بالنسبة للشركة الإماراتية امتيازات عدّة، من بينها: امتياز الشروق الذي تملك بي بي فيه حصة قدرها 10% ويضم حقل ظهر، وامتياز شمال دمياط المملوك بالكامل للشركة البريطانية ويضم حقل أتول، وامتياز شمال البرج بنسبة 50%.

وبجانب الحقول الـ3، تشمل الصفقة المشاركة في اتفاقية استكشاف في منطقة شمال الطابية البحري، ومنطقة بيلاتركس.

وتنظر أدنوك إلى الشراكة بوصفها أحد عوامل تعزيز أمن الطاقة في مصر بالاستفادة مواردها، وتعول عليه بي بي لإنتاج طاقة موثوقة منخفضة الانبعاثات الكربونية.

محاولات استحواذ

تضمنت إستراتيجية أدنوك الإماراتية محاولات أخرى للاستحواذ على حصص أو مشروعات، من بينها المحاولة غير المكتملة -حتى الآن- للاستحواذ على شركة نيوميد (NewMed) الإسرائيلية مقابل 2 مليار دولار، بالشراكة مع شركة النفط البريطانية أيضًا.

ولم يقتصر الأمر على محاولات التعاون مع بي بي، إذ تتواصل محادثات مع شركة إيني (Eni) الإيطالية لتطوير مشترك للغاز في ليبيا.

وبخلاف الاستثمار في مصر وليبيا، أنجزت أدنوك -في أغسطس/آب العام الماضي 2023- صفقة استحواذ على حصة قدرها 30% في حقل مهم لإنتاج الغاز الأذربيجاني "حقل أبشيرون"، في حين تملك شركة النفط الأذربيجانية "سوكار" وشركة توتال إنرجي (Total Energies) حصة قدرها 35% لكل منهما.

واستهلت أدنوك الإماراتية العام الجاري 2024، بالاستحواذ على حصة قدرها 10.1% من شركة ستوريغا (Storegga) البريطانية، المعنية بتطوير مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه.

وتناقلت وسائل الإعلام معلومات حول مساعي أدنوك لشراء شركة فينترسال الألمانية للنفط والغاز (Wintershalldea).

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- عدد من صفقات الغاز المسال التي وقّعتها أدنوك في عام 2023:

صفقات أدنوك للغاز الإماراتية

لماذا استثمارات الغاز؟

يبدو أن مشروعات الغاز الخارجية جذبت اهتمام أدنوك الإماراتية، وربما يرجع ذلك إلى نظرة الشركة المستقبلية حول حجم الطلب الأوروبي على الغاز لتعويض غياب الغاز الروسي.

ويُدلل الحديث حول صفقة فينترسال على ذلك، إذ تستثمر الشركة في قطاع الغاز بمناطق عدّة، منها: "بحر الشمال، مصر، ليبيا، الجزائر".

وفي قطاع الكيماويات، تتواصل مشاورات أدنوك الإماراتية حول شراء شركة كوفيسترو (Covestro) الألمانية للكيماويات، مقابل 12.3 مليار دولار، منذ سبتمبر/أيلول العام الماضي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، طرحت أدنوك شراء حصة من شركة بيتروكيماويات برازيلية (شركة براسكيم Braskem)، قدرها 38.3%.

وانتهت صفقة استحواذ أدنوك على حصة (50%+1) من أسهم شركة أو سي آي (OCI)، المشاركة في مشروع فيرتيغلوب (Fertiglobe) المشترك لتطوير صناعة الأسمدة.

ودفعت الشركة الإماراتية، في ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الماضي، ما قيمته 3.62 مليار دولار مقابل الحصة.

وتستعد الشركة لإتمام صفقة دمج شركة بروج للبتروكيماويات في شركة بورياليس (Borealis) المملوكة جزئيًا لها، إذ توصف هذه الصفقة بـ"المعقّدة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق