سلايدر الرئيسيةأخبار الغازغاز

إعلان الجزائر يرفض استغلال تغير المناخ لإعاقة الاستثمار في الغاز

ويشدد على أهميته لمعالجة فقر الطاقة

الجزائر: عماد الدين شريف

دعا إعلان الجزائر إلى ضرورة التوسع في استثمارات الغاز بوصفه وقودًا مستدامًا لمعالجة فقر الطاقة عالميًا، وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، رافضًا استغلال التغير المناخي من أجل تنفيذ إجراءات تعوق الاستثمارات الجديدة.

واختتمت، اليوم السبت 2 مارس/آذار 2024، القمة السابعة لرؤساء وحكومات دول منتدى الدول المصدرة للغاز التي ترأسها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، بالمصادقة على "إعلان الجزائر"، وحصلت منصة الطاقة على نسخة منه.

وأكدت القمة، التي انعقدت تحت شعار "الغاز الطبيعي من أجل مستقبل طاقة آمن ومستدام"، على الحقوق السيادية المطلقة للدول الأعضاء على مواردها من الغاز، التزامًا بأهداف منتدى الدول المصدرة للغاز وعزمها تعزيز دور المنتدى بالتركيز على مساهمته من أمن وعدالة واستدامة الطاقة في العالم.

وشدد إعلان الجزائر على أهمية التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء لتطوير البحث والابتكار ونقل المعارف والتكنولوجيات المتعلقة بالغاز الطبيعي، إلى جانب تبادل أفضل ممارسات وبناء القدرات.

ودعّم الإعلان إقامة حوار قوي وهادف بين المنتجين والمستهلكين والأطراف المعنية الأخرى ذات الصلة، من أجل ضمان تأمين كل من العرض والطلب وتعزيز استقرار السوق والدفاع من أجل أن تكون أسواق الغاز الطبيعي منفتحة وشفافة وخالية من العوائق ودون تمييز.

تغير المناخ

أقر إعلان الجزائر بالدور الأساسي للغاز الطبيعي في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وتلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة في العالم وضمان ولوج عالمي وللجميع، إلى طاقة في المتناول تكون موثوقة ومستدامة وعصرية.

وشدّدت قمة الجزائر على مساهمات الغاز الطبيعي في مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ وأهميته في تحقيق انتقالات طاقوية عادلة ومنصفة ومنتظمة وشاملة ومستدامة، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف والقدرات والأولويات الوطنية وأن النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي وحماية البيئة هي الركائز الـ3 للتنمية المستدامة.

صورة جماعية للزعماء المشاركين في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز في الجزائر
صورة جماعية للزعماء المشاركين بقمة منتدى الدول المصدرة للغاز في الجزائر

وأشار إعلان الجزائر إلى المخاطر والتحديات التي تواجهها سوق الغاز والناجمة عن الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية، والأهمية البالغة لضمان الطلب على الغاز ووضع أطر قانونية وتنظيمية شفافة وغير تمييزية، إلى جانب سياسات طاقوية وتجارية وبيئية يمكن التنبؤ بها لدى الدول المستوردة للغاز ودول العبور، مع الحاجة إلى اعتماد ممارسات قائمة على الابتكار وأبحاث موجّهة علميًا لتقوية الدور المهم للغاز في تحسين الوصول إلى الطاقة والحد من فقر الطاقة.

وشدد الزعماء والقادة المشاركون في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز على الدور المهم للغاز الطبيعي في سلسلة قيم صناعة البتروكيماويات بصفة عامة، إلى جانب مجموعة واسعة من أسواق الاستهلاك النهائي الأساسية لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة؛ بما فيها صناعة الأسمدة لضمان الأمن الغذائي العالمي والقضاء على المجاعة.

وأشار إعلان الجزائر إلى الحاجة الملحّة من أجل ضمان الطلب وتأمين الإمدادات، ومن أجل تعاون دولي منفتح وشفاف لحماية المنشآت الحساسة للغاز الطبيعي وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية والحوادث التكنولوجية والتهديدات الناجمة عن الإنسان.

فقر الطاقة

أكد إعلان الجزائر دعمه لجميع الدول في مكافحتها لفقر الطاقة وعزمها على تحقيق الازدهار لشعوبها، وممارسة حقوقها الأساسية في تطوير مواردها الطاقوية.

وأدانت قمة الجزائر جميع القيود الاقتصادية أحادية الجانب المتخذة دون الموافقة المسبقة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولأي تطبيق للقوانين والتنظيمات الوطنية خارج الحدود ضد الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز التي تؤثر سلبًا في تطوير الغاز الطبيعي وتجارته وتشكل تهديدًا على أمن الإمدادات.

وأبدى المشاركون في القمة قلقهم إزاء التذبذبات المتكررة في الطلب على الغاز الطبيعي والتي تؤثر سلبًا في الأداء الاقتصادي العالمي، وعزمهم العمل مع جميع الأطراف لبلوغ أسواق متوازنة وموثوقة للغاز الطبيعي.
وشدد إعلان الجزائر على أهمية عقود الغاز الطبيعي المتوسطة وطويلة الأمد، وأسعار عادلة ومستقرة للغاز الطبيعي، واستثمارات دائمة في مجال الغاز لتعزيز أمن الطاقة ودعم تطوير أنظمة طاقوية قادرة على الصمود.

وأوضح المشاركون في قمة الجزائر على عزمهم تعزيز التعاون بهدف الإبقاء على موثوقية أنظمة الغاز الطبيعي وتوفير إمدادات فعالة وموثوقة وتوسيع استعمال الغاز الطبيعي لتنمية مستدامة والتخفيف من وطأة تغير المناخ والتكيف معه.

وأكد الإعلان أهمية الاستثمار في الوقت المناسب من أجل استقرار السوق وتدفق الموارد المالية دون عراقيل، والولوج إلى التكنولوجيا ونقل المعارف بطريقة غير تمييزية، ورفض أي استعمال للتغير المناخي بوصفه مبررًا لتنفيذ إجراءات تعوق الاستثمارات في مشروعات الغاز الطبيعي ولاستحداث أي وسائل للتمييز أو أي قيود مقنعة تخالف بشكل مباشر قواعد التجارة الدولية.

ورحّب المشاركون في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز بالتوقيع على اتفاق المقر لمعهد البحث في الغاز التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز، والكائن بالجزائر العاصمة، مع العمل على ترقية التكنولوجيات المبتكرة للغاز الطبيعي والصناعات ذات الصلة، عبر معهد البحث في الغاز لفائدة الدول الأعضاء.

ودعّمت قمة الجزائر تطلعات البلدان الأفريقية ومساعيها لمعالجة فقر الطاقة ومواجهة التحديات المتعلقة بالوصول إلى الطاقة وتعزيز تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة، عادلة وشاملة مع حماية البيئة، بالتوافق مع برنامج التنمية للأمم المتحدة لعام 2030 وأجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063.

ورفض المشاركون في القمة أي تدخلات مصطنعة في أسواق الغاز؛ بما فيها محاولات التأثير بآليات وضع الأسعار، إلى جانب تسقيف الأسعار بدوافع سياسية، وهو ما يؤدي إلى تفاقم التضييق على الأسواق وتثبيط الاستثمارات اللازمة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.

جانب من فعاليات قمة منتدى الدول المصدرة للغاز
جانب من فعاليات قمة منتدى الدول المصدرة للغاز

منتدى الدول المصدرة للغاز

أكد إعلان الجزائر أهمية الغاز الطبيعي بوصفه مصدر طاقة وفيرًا ومتاحًا ومرنًا وموثوقًا به، إلى جانب تسخير وتطوير تكنولوجيات خاصة بالغاز تكون أكثر صداقة للبيئة وفاعلية واستدامة.

ودعا المشاركون إلى التوسع في استعمال الغاز الطبيعي بالأسواق المحلية والدولية، بوصفها أداة إستراتيجية لمكافحة فقر الطاقة وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة؛ بما في ذلك إعطاء الغاز الطبيعي مكان الريادة بوصفه مصدرًا محوريًا للطاقة لمستقبل عادل وشامل ومزدهر.

وشدد المشاركون على أهمية إدراج الغاز الطبيعي بوصفه موردًا طبيعيًا مستدامًا بيئيًا في مكافحة تغير المناخ والتنظيمات المتعلقة بالاستثمار والجباية والنظام البنكي الدولي والتجارة العالمية، مع أهمية تعزيز الاستعمال المتزايد للغاز الطبيعي في وسائل النقل البحري والبري، وتطوير البنى التحتية الضرورية لتوفيره بصفة فعالة وبتكلفة مجدية لجميع المستهلكين.

وأكد إعلان الجزائر الدور الأساسي لعقود الغاز الطبيعي طويلة الأمد بالإضافة لتسعير الغاز؛ استنادا إلى مؤشر النفط والمشتقات النفطية لضمان ثبات الاستثمارات في تطوير موارد الغاز.

ودعا الإعلان إلى تعزيز مكانة منتدى الدول المصدرة للغاز من خلال الترويج لحضوره دوليًا، واستقطاب أعضاء جدد وتشجيع الشراكات وتيسير الحوار بين المنتجين والمستهلكين وتوسيع التعاون مع المنظمات والهيئات الدولية، ودعم مواصلة تطوير خبرات المنتدى وآلياته في المشروعات المشتركة، لتعزيز دور المنتدى بوصفه منصةً رائدة للحوار والتعاون في شؤون الغاز.

وأوضح إعلان الجزائر أهمية الحفاظ على المنشآت الغازية الطبيعية الحساسة؛ بما فيها البنى التحتية العابرة للحدود لضمان موثوقيتها وقابليتها للصمود، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي في الحد من المخاطر والوقاية والحماية من الكوارث الطبيعية والحوادث التكنولوجية والتهديدات الناجمة عن الإنسان؛ بما فيها الهجمات المتعمدة والاستعمال الماكر لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات بما يقتضيه الوضع.

ورحّب رؤساء الدول والحكومات بانضمام موزمبيق وموريتانيا والسنغال إلى المنتدى، مؤكدين السعي الجماعي لمنتدى الدول المصدرة للغاز إلى تعزيز التعاون والحوار في مجال الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق