التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

الانبعاثات الكربونية العالمية من قطاع الطاقة تشهد ارتفاعات قياسية خلال 2023

أحمد أيوب

ارتفعت الانبعاثات الكربونية العالمية الصادرة عن قطاع الطاقة إلى مستويات قياسية خلال العام الماضي (2023).

وعزت وكالة الطاقة الدولية هذه الزيادة -جزئيًا- إلى ارتفاع معدلات استعمال الوقود الأحفوري في البلدان التي عاق فيها الجفاف إنتاج الطاقة الكهرومائية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُثير هذا الارتفاع في معدلات الانبعاثات الكربونية العالمية الناتجة عن قطاع الطاقة تساؤلًا مهمًا حول قدرة الدول على الالتزام بما جاء في التعهد الذي وقّعت عليه 200 دولة خلال مؤتمر "كوب 28" بالتوسع ومضاعفة الطاقات المتجددة.

ارتفاعات قياسية

قالت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير لها: "بدلًا من الانخفاض السريع -كما هو مطلوب لتحقيق الأهداف المناخية العالمية المنصوص عليها في اتفاقية باريس- زادت الانبعاثات الكربونية العالمية إلى مستوى قياسي جديد"، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز في 1 مارس/آذار 2024.

أحد مشروعات الوقود الأحفوري التي تتسبب في الانبعاثات الكربونية العالمية
أحد مشروعات الوقود الأحفوري المسببة للانبعاثات الكربونية العالمية - الصورة من وكالة الطاقة الدولية

وأشارت الوكالة إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن قطاع الطاقة عالميًا ارتفعت بمقدار 410 ملايين طن، أو 1.1%، خلال العام الماضي 2023 لتصل إلى 37.4 مليار طن.

وكان عام 2022 قد شهد توسعًا عالميًا في استعمال تقنيات الطاقة النظيفة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، ما ساعد في الحد من نمو الانبعاثات الكربونية العالمية.

سبب زيادة انبعاثات قطاع الطاقة

أشارت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها، إلى أن هناك عددًا من العوامل التي أدت إلى زيادة الانبعاثات الكربونية العالمية من قطاع الطاقة، من بينها إعادة فتح الاقتصاد الصيني.

وأضافت الوكالة أن زيادة الانبعاثات حدثت كذلك بسبب ارتفاع استهلاك الوقود الأحفوري في البلدان ذات إنتاج الطاقة الكهرومائية المنخفض فضلًا عن انتعاش قطاع الطيران عالميًا.

وأوضحت أن التحركات لتعويض الفاقد من الطاقة الكهرومائية بسبب الجفاف الشديد شكّلت نحو 40% من زيادة الانبعاثات، أو 170 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وقالت وكالة الطاقة الدولية: "لولا هذا التأثير، لكانت الانبعاثات من قطاع الكهرباء العالمي قد انخفضت في عام 2023".

أين انخفضت الانبعاثات؟

انخفضت الانبعاثات الكربونية المرتبطة بقطاع الطاقة في الولايات المتحدة بنسبة 4.1%، وجاء الجزء الأكبر من تراجع الانبعاثات من قطاع الكهرباء، وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية.

وفي الاتحاد الأوروبي، انخفضت كذلك الانبعاثات الصادرة عن قطاع الطاقة بنسبة نحو 9% خلال العام الماضي، بسبب زيادة معدلات توليد الطاقة المتجددة وتراجع توليد الكهرباء من الفحم والغاز.

بينما ارتفعت الانبعاثات من قطاع الطاقة في الصين بنسبة 5.2%، مع نمو الطلب على الطاقة بعد تعافي البلاد من عمليات الإغلاق التي كانت إحدى تداعيات وباء "كورونا".

وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن الصين أسهمت -أيضًا- بنحو 60% من الإضافات العالمية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمركبات الكهربائية في عام 2023.

وعلى الصعيد العالمي، استحوذت السيارات الكهربائية على واحدة من كل خمس سيارات مبيعة جديدة في عام 2023، لتصل إلى 14 مليونًا، وبزيادة 35% عن مستوى عام 2022.

نتائج مُخيبة للآمال

جاءت هذه الزيادة في الانبعاثات الكربونية العالمية الصادرة عن قطاع الطاقة، على عكس ما يأمله المجتمع الدولي في الحد من هذه الانبعاثات تماشيًا مع اتفاقية باريس للمناخ.

وفي هذا الصدد، قال خبراء معنيون بالتغيرات المناخية، إن هذه النتائج تُظهر أنه يتعين على دول العالم جميعًا خلال الأعوام المقبلة الاتحاد من أجل الحد من الانبعاثات الكربونية، إذا أردنا تحقيق أهداف اتفاقية باريس لخفض معدلات الاحترار العالمي.

تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28" الذي استضافته مدينة دبي في نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، كان قد اختُتم بتعهد -هو الأول من نوعه على الإطلاق- لخفض استعمال الوقود الأحفوري، لدرء كارثة مناخية، إذ تعهّدت 200 دولة بمضاعفة سعة المصادر المتجددة 3 مرات بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، ووُقعت اتفاقية مشتركة من أجل هذا الغرض، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومثّل الموقعون على الاتفاقية 40% من الانبعاثات الكربونية العالمية المنطلقة من أنشطة حرق الوقود الأحفوري، و37% من إجمالي الطلب العالمي على الطاقة، و56% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

تراجع الحكومات والشركات

تراجع العديد من الدول الأوروبية مستهدفاتها من خفض الانبعاثات الكربونية عبر طرق مختلفة، بعضها من خلال تجديد الثقة بمصادر الطاقة النووية، والأخرى عبر التراجع عن أهداف جزئية لعام 2030 أو 2040، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا الإطار، قررت الحكومة البريطانية تأجيل بعض خطط الحياد الكربوني، في سبتمبر/أيلول 2023، كما خفضّت السويد موازنة بعض الأهداف المناخية لعام 2024، وشمل القرار تخفيض الإنفاق الحكومي لنحو 7 أهداف مناخية من بين 19 هدفًا بيئيًا كانت مدرجة بموازنة عام 2024.

وأعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية أنها قد لا تنجح في تحقيق هدف خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 65% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 1990.

وعلى صعيد الشركات، أعلنت شركة شل "Shell" العالمية متعددة الجنسيات، تراجعها عن خطط خفض إنتاج النفط، ما أثار صدمة في أوساط نشطاء البيئة والمناخ على مستوى أوروبا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أهداف شركة شل لتقليل كثافة الكربون بحلول 2050:

شل والانبعاثات

وفي فبراير/شباط 2023، تراجعت شركة النفط البريطانية "بي بي" كذلك عن خططها لخفض إنتاج النفط والغاز بنسبة 40% بحلول نهاية العقد الحالي إلى 25%.

وكانت شركة النفط البريطانية بي بي قد أعلنت في 2020 خطة لخفض إنتاجها من الهيدروكربونات بنسبة 40% بحلول عام 2030، وهو ما تراجعت عنه بشدة في عام 2023، وتثير هذه التعديلات في خطط الحكومات والشركات من مخاوف زيادة الانبعاثات الكربونية العالمية، خلال الأعوام المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق