التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

خبير أوابك: تصدير الهيدروجين من الجزائر سينجح.. وهذه الدولة أوفر حظًا

أحمد أيوب

يُعَد تصدير الهيدروجين من الجزائر إحدى الفرص الواعدة للدولة الواقعة في شمال أفريقيا، ولا سيما مع توجهها نحو التوسع في هذه النوعية من المشروعات، وقربها من القارة الأوروبية التي تحتاج إلى المزيد من إمدادات الطاقة عوضًا عن الوقود الروسي.

وقال خبير الصناعات الغازية بمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن بنية الجزائر التحتية لنقل الغاز -التي تربطها مع الأسواق الأوروبية- يمكن استغلالها لتصدير الهيدروجين، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكان "عبدالمعطي" قد قال، في وقت سابق، إن البلد الأفريقي لديه خطوط أنابيب تمتد إلى الأسواق الأوروبية، وهو ما يُعزز فرص تصدير الهيدروجين من الجزائر.

صادرات الهيدروجين من الجزائر

لفت خبير "أوابك" إلى إمكان تصدير الهيدروجين من الجزائر عبر الخطوط التي تنقل الغاز الطبيعي إلى السوق الأوروبية، لكن هذا قد يحتاج إلى إجراء تعديلات فنية أو إنشاء مسارات موازية للربط مع ممر الهيدروجين الجنوبي "كوريدور ساد إتش2+" (Corridor Sud H2+).

وأضاف عبدالمعطي: "كما هو الحال مع نجاح الجزائر بوصفها مصدرًا للغاز للأسواق الأوروبية؛ فإن هذه الأسواق، وفي مقدمتها ألمانيا، هي المرشح الأبرز لاستيراد الهيدروجين من الجزائر، استنادًا لحاجة السوق الأوروبية لاستيراد 10 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين من خارج الاتحاد الأوروبي"، وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية في 24 فبراير/شباط 2024.

الهيدروجين من الجزائر
خبير أوابك وائل حامد عبدالمعطي

وفي هذا الصدد، عدّ خبير أوابك الخطوات التي اتخذتها الجزائر في هذا المسعى، ولا سيما الإعلان عن الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين في مارس/آذار 2023، خطوة مهمة لجذب الفاعلين الدوليين ولتمهيد الطريق أمام الاستثمار في هذا المجال، ومن ثَم زيادة معدلات تصدير الهيدروجين من الجزائر.

وكان "عبدالمعطي" قد أشاد بالمقومات التي تمتلكها الدول العربية لإنتاج الهيدروجين، سواء الهيدروجين الأخضر المُنتج عبر التحليل الكهربائي للمياه، أو الأزرق الذي يمكن إنتاجه من الغاز الطبيعي، وفق ما جاء في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة" على موقع إكس التي قدّمها مؤخرًا مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، بعنوان "خبراء أوابك يتحدثون عن قطاعي الهيدروجين والمصافي والتكامل بينهما".

وآنذاك، قال "عبدالمعطي" إن المنطقة العربية تحظى بـ4 عوامل رئيسة تُسهم في إقامة مشروعات الهيدروجين.

العوامل الأربعة

قال خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي إن العامل الأول -ضمن العوامل الـ4 الداعمة لمشروعات الهيدروجين في المنطقة العربية- هو عامل الموارد؛ لأن الهيدروجين لا يُوجد بصورة حرة في الطبيعة إلّا في حالات نادرة جدًا؛ لذلك فنحن بحاجة إلى إنتاجه من موارد أخرى.

أمّا العامل الثاني، وفق خبير أوابك؛ فهو وجود بنية أساسية تدعم مشروعات الهيدروجين العربية؛ إذ تتمتع المنطقة بوجود خطوط أنابيب موجودة للغاز الطبيعي، وهذه يُمكن استعمالها في بعض الحالات لإعادة تهيئتها لنقل الهيدروجين داخل منطقتنا العربية.

يوضّح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مشروعات تصدير الهيدروجين في الدول العربية:

مشروعات الهيدروجين ومشتقاته في الدول العربية

وتابع أن العامل الثالث هو الموقع الجغرافي القريب من الأسواق المعروفة بمراكز الطلب، مشيرًا إلى أن السوق الأوروبية لا تملك القدرة على تلبية احتياجاتها من الهيدروجين، التي حددتها بنحو 10 ملايين طن من خارج دول الاتحاد الأوروبي؛ ومن ثَم يمكن للمشروعات العربية للهيدروجين المساعدة في تلبية الطلب الأوروبي على الهيدروجين.

وبالنسبة إلى العامل الرابع، بحسب المهندس وائل عبدالمعطي؛ فهو الشراكة الإستراتيجية بين الشركات الوطنية في المنطقة العربية، التي تقود هذا النوع من الطاقات الجديدة والشركات العالمية، مع وجود توجه دولي لإيجاد أنواع من الوقود البديلة للوقود الأحفوري.

ميزة نسبية بقطاع الغاز

اعتبر خبير الصناعات الغازية بمنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط "أوابك" وائل حامد عبدالمعطي، أن الموقع الإستراتيجي للجزائر، يمكّنها من المنافسة في الأسواق الغازية الدولية، وكذا تسهيل تصدير الهيدروجين من الجزائر.

وأضاف: "هذا الموقع المتميز" يجعل الجزائر هي البلد "الأنسب" لعبور أي مشروعات مستقبلية لإمدادات الغاز، ولا سيما من نيجيريا نحو أوروبا، منوهًا بأهمية العقد متوسط المدى الذي وقّعته الجزائر مؤخرًا مع ألمانيا والذي يؤكد "الموثوقية العالية" التي تحظى بها بوصفها ممونًا بالغاز.

وأشار إلى موقع الجزائر المتميز جغرافيًا وقربها من مناطق أخرى غنية بالغاز كنيجيريا، يجعلها البلد الأنسب بوصفها نقطة عبور لأي مشروعات مستقبلية لضخ الغاز من نيجيريا إلى أوروبا، إذا توافرت الظروف الاقتصادية والسياسية لذلك، خاصة أنها تملك سعة تصديرية فائضة في خطوط التصدير القائمة التي تربطها بأوروبا، وفي الوقت نفسه يمكن الاستفادة من خطوط الأنابيب في تصدير الهيدروجين من الجزائر.

وأضاف: "علاوة على موقع الجزائر القريب من أوروبا، والذي يُمكنها من المنافسة في الأسواق الدولية، وتصدير كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال، حسب حاجة السوق وفائض الإنتاج؛ فإن بُعدها عن المناطق التي تشهد توترات واضطرابات كمضيق باب المندب يجعلها بلدًا موثوقًا في هذه الصناعة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق