تقارير الهيدروجينالنشرة الاسبوعيةتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددةهيدروجين

كلين باور إنجنيرنغ: الجزائر مؤهلة للريادة في تصدير الهيدروجين والأمونيا الخضراء (حوار)

داليا الهمشري

عبّر مؤسس شركة كلين باور إنجنيرنغ Clean Power Engineering للطاقة المتجددة في الإمارات، الدكتور مولود بقلي، عن تفاؤله بمستقبل الطاقة المتجددة في الجزائر، وتحديدًا قطاع تصدير الهيدروجين والأمونيا الخضراء إلى أوروبا خلال الأعوام المقبلة، فضلًا عن الطاقة الشمسية.

وأكد أن الدول العربية كافة مؤهلة للريادة في إنتاج الطاقة المتجددة، وجميعها لديها خطط جيدة على الورق، إلّا أن العديد منها يعاني من بطء التنفيذ وإصدار الإطار التنظيمي في قطاع الهيدروجين الأخضر، على سبيل المثال.

وأشار في حوار أجرته معه منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات وعمان تتصدّر قائمة الدول العربية في إنتاج الطاقة المتجددة.

ويُعدّ الدكتور مولود بقلي أحد المخضرمين في سيليكون فالي (وادي السيليكون)، ولديه عقود من الخبرة في فورتشن 500 (Fortune 500 companies) الرائدة في صناعة الرقائق، ثم انتقل للعمل رئيسًا عالميًا للطاقة الشمسية في شركة إير ليكيد ‏الفرنسية (Air Liquide).

وهو مؤسس شركة كلين باور إنجنيرنغ (Clean Power Engineering) للطاقة المتجددة بالإمارات العربية المتحدة، التي أسست مشروعات تنمية عالمية، وهي تقدّم -كذلك- استشارات التصنيع في التجميع والتخزين الكهروضوئي وإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وسلّط الدكتور مولود بقلي، الضوء خلال حوار له مع منصة الطاقة، على عوامل نجاح تجربة تحلية المياه بالطاقة الشمسية في الجزائر، وعوامل نجاح الإمارات في قطاع الطاقة المتجددة.. وإلى نص الحوار:

ما هي أهم أنشطة ومشروعات "كلين باور إنجنيرنغ" في مختلف مجالات الطاقة المتجددة؟

تتركز أنشطة Clean Power Engineering بشكل رئيس على قطاع الطاقة المتجددة، إذ نعمل على تطوير مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بدءًا من التأسيس وحتى مرحلة الإغلاق المالي.

وهناك جانب آخر من أنشطة الشركة يتمثل في تقديم الدعم الفني لبناء مصانع الألواح والخلايا الكهروضوئية وتجهيزها بصورة كاملة، بدءًا من مرحلة التصميمات الأولية والتشغيل وضمان الجودة، وحتى مرحلة التصنيع والتعبئة والشحن للإنتاج، ويتضمن ذلك تركيب الهياكل وتجميع بطاريات التخزين.

بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الشاملة لدعم عملية تقديم العطاءات في الدول التي لدينا فيها وجود محلّي قوي.

الطاقة الشمسية في الجزائر

ما أسباب نجاح تجربة تحلية المياه بالطاقة الشمسية في الجزائر؟

في الواقع، الجزائر لديها أكثر من 11 محطة لتحلية المياه، بقدرة إنتاجية تتجاوز 2 مليون متر مكعب يوميًا.

كان النجاح الذي تحققَ في الماضي يرجع إلى طريقة تشغيل الشركة الجزائرية للطاقة (إيه إي سي AEC)، التي تولّت تنفيذ البرنامج الوطني لتحلية مياه البحر ورفع مساهمتها في تأمين الاحتياجات الوطنية من مياه الشرب، والتي تستهدف الوصول إلى 60% بحلول عام 2030.

بجانب مشاركات العديد من شركات القطاع الخاص في هذا القطاع من خلال عقود طويلة الأجل بشكل اتفاقية شراء المياه (دبليو بي إيه) WPA، والتي تضمنت -أيضًا- تطورًا مستمرًا في التشغيل والصيانة والتكلفة.

وأعتقد أن هذه كانت الوصفة التي ضمنت النجاح للجزائر في قطاع تحلية المياه، ويُخَطَّط -الآن- لمزيد من المشروعات الواعدة.

ما هي التوصيات التي تقترحونها لنجاح تجربة الطاقة الشمسية في الجزائر؟

في رأيي، أفضل طريقة لدفع عجلة التنمية في مشروعات الطاقة الشمسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو التوسع في تعميم نموذج مُنتِج الكهرباء المستقل "آي بي بي" IPP، وهو كيان، وليس مرفقًا عامًا، ولكنه يستطيع توليد الكهرباء وبيعها للمرافق والمستعملين النهائيين على حدّ سواء.

فهذا النموذج هو الوحيد الذي يمكن أن يضمن أفضل جدوى اقتصادية، بالإضافة إلى ضمان جودة الأداء على مدار 25 عامًا، ويمكن تحقيق أفضل استفادة منه من خلال الألواح الشمسية ثنائية الوجه وأجهزة التتبع وبناء العواكس، وما إلى ذلك.

ويمكن للجزائر الحصول على مزايا عديدة عند تطبيق نموذج مُنتج الكهرباء المستقل، -وهو منتشر في معظم الدول الرائدة بقطاع الطاقة المتجددة في العالم- لأنه يضمن أقلّ سعر للكهرباء الخضراء على امتداد ربع قرن أو أكثر.

طرحت الشركة الوطنية للكهرباء والغاز (سونلغاز) في مارس/آذار الماضي مناقصة لتنفيذ مشروع لإنجاز 15 محطة طاقة شمسية بطاقة إجمالية 2000 ميغاواط.. كيف تقيّم هذه الخطوة؟

هذه المناقصة كانت مفاجأة في قطاع الطاقة الشمسية بالجزائر، لأنها كانت تفتقر للمشروعات التي تزيد قدرتها الإنتاجية عن 50 ميغاواط، وكان هناك ترويج لمشروع بنظام مُنتج الكهرباء المستقل بقدرة 1 غيغاواط خلال الـ3 أعوام الماضية.

ولا بد أن يتحرك أصحاب المصلحة المحليون بسرعة، إذ زادت نسبة استهلاك الغاز محليًا وتناقصت حصة التصدير، ولم يعد لدى أصحاب المصلحة الوقت الكافي لإتقان جميع التطورات المطلوبة لإطلاق المشروعات بنظام مُنتج الكهرباء المستقل IPP مثل قابلية التعامل مع البنوك، وقبول حزمة الدفع، وبنود الإنهاء.

ومع ذلك، أعتقد أن هذه المناقصة تمثّل خطوة إيجابية أولى للبلاد، على الرغم من كونها مكلفة، للانتقال نحو توليد الكهرباء الخضراء.

وأنا متفائل بأن المستقبل سيشمل مزيجًا من مشروعات الطاقة الشمسية على المستويات كافة، الكبيرة والصغيرة والمتوسطة، بما يتماشى مع أكثر الممارسات المعيارية.

ومن المؤشرات الإيجابية -أيضًا- أن الجزائر قد حصلت على تمويل من البنك الأفريقي للتنمية من أجل إبرام عقود لمشروعات بنظام مُنتج الكهرباء المستقل IPP.

بعد أن خصصت البلاد موازنة تتراوح بين 20 و 25 مليار دولار لإنتاج الهيدروجين الأخضر.. هل تعتقد أن الجزائر ستكون رائدة في التصدير، لا سيما أنها تمتلك شبكة نقل جاهزة لتصدير الأمونيا الخضراء وخطوط أنابيب الغاز إلى إيطاليا وإسبانيا؟

الهيدروجين الأخضر في الجزائر

أعتقد أن دول شمال أفريقيا، بما تتمتع به من إمكانات هائلة لتوليد الكهرباء الخضراء بأسعار رخيصة، لديها فرصة كبيرة لتصدير الهيدروجين والأمونيا الخضراء لأوروبا، ولا سيما في ظل الاحتياجات الضخمة المتوقعة للقارة العجوز، والتي من المتوقع أن تتجاوز الـ30 مليون طن بحلول عام 2030.

كما أنه من الواضح أن خبرة الجزائر الطويلة، وإتقانها في نقل الغاز إلى أوروبا من خلال خطوط أنابيب الغاز، وما تتمتع به من مميزات من توافر البنية التحتية واللوجستية والقرب الجغرافي من القارة، يؤهلها للريادة في تصدير الهيدروجين والأمونيا الخضراء.

وحتى يمكن التوسع في مشروعات الهيدروجين والأمونيا الخضراء بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا بد من التوسع -كذلك- في مشروعات طاقة الرياح وتحلية المياه باستعمال الطاقة النظيفة لتحقيق الجدوى الاقتصادية المطلوبة من إنتاج الهيدروجين.

ومن أكبر التحديات التي تواجه الجزائر في تسريع مسيرة الطاقة المتجددة هو بطء مشروعات طاقة الرياح في البلاد، وخصوصًا أن سرعات الرياح العالية تتركز في التلال العالية، وليس بالقرب من البحر الأبيض المتوسط.

ولذلك، يجب وضع نموذج لحقن طاقة الرياح الخضراء في جنوب البلاد، وجمعها في الجزء الشمالي، لكن هذا قد يتطلب تنظيمًا متطورًا للإلكترونات الخضراء التي تُحقن في الشبكة الوطنية.

ما أسباب نجاح التجربة الإماراتية في مجال الطاقة المتجددة؟

ركّزت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ البداية على نموذج مُنتج الكهرباء المستقل IPP، مما أتاح للبلاد الفرصة للوصول إلى أقلّ سعر للكهرباء المتجددة، كما طورت البلاد معرفتها حول قضايا مهمة مثل القابلية المصرفية وتمويل المشروعات والهيكلة، وتمهيد الطريق لأفضل عمليات التشغيل والصيانة.

واكتساب هذا التعلم القيم جعل دولة الإمارات العربية المتحدة جذابة للغاية، وما تزال تواجه التحدي الكبير الذي يتمثل في الكفاح من أجل تحقيق أرخص الأرقام القياسية العالمية في إنتاج الكهرباء النظيفة.

ما هي الدول العربية المؤهلة للريادة في مجال الطاقة المتجددة، وخاصة الهيدروجين الأخضر؟

فيما يتعلق بالدول العربية المؤهلة للريادة في إنتاج الطاقة المتجددة، أعتقد أن جميعها لديها خطط جيدة على الورق، ولكن العديد منها بطيء في التنفيذ وإصدار الإطار التنظيمي في قطاع الهيدروجين الأخضر، على سبيل المثال.

ومع ذلك، تأتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على رأس القائمة، ثم عمان.

هل سيواجه تصدير الهيدروجين الأخضر من المنطقة العربية تحديات كبيرة في النقل إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب الغاز؟

فيما يتعلق بالنقل، أعتقد أننا ما زلنا ننتظر بعض التطورات الكبرى التي يمكن أن تغير قواعد اللعبة بالابتكارات اللوجستية في مجال النقل بالأنابيب.

وفي الوقت الحالي، يُعدّ التحول من الهيدروجين الأخضر إلى الأمونيا الخضراء مُكلفًا ومعقدًا، وأعتقد أننا ما زلنا نستكشف ابتكارات الشركات في مجال خطوط الأنابيب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق