أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

خبير أوابك: صناعة الهيدروجين تسهم في تنويع مصادر الطاقة.. وهكذا انطلقت

أحمد بدر

خلال السنوات الـ3 الماضية، زاد الاهتمام بصناعة الهيدروجين على المستوى العالمي بصورة غير مسبوقة، وأصبحت كثير من الدول تتسابق لاحتلال مراكز متقدمة في سوقه العالمية، بجانب التنافس على وضع الأطر القانونية والإدارية المنظمة له.

يقول خبير الصناعات الغازية والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن الأمر يتمثّل في أن المقارنة التي جرى اتباعها دوليًا هي التوسع في إنتاج الطاقة المتجددة، بهدف التحول التدريجي عن الوقود الأحفوري.

وأضاف -في حلقة مؤخرًا من برنامج "أنسيّات الطاقة"، على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، بعنوان "خبراء أوابك يتحدثون عن قطاعي الهيدروجين والمصافي والتكامل بينهما"-، أن بداية صناعة الهيدروجين كانت عند الأوروبيين.

وأوضح أن صناعة الهيدروجين كانت من خلال محاولات أوروبية، للحصول على هذا الوقود النظيف من محطات الطاقة المتجددة، إذ أنتجوه بكميات محدودة حال وجود فائض من الكهرباء النظيفة الناتجة عن استهلاك طاقتي الشمس والرياح.

الطاقة المتجددة في أوروبا

بدأت أوروبا تتوسع في إنتاج الطاقة المتجددة للتحول تدريجيًا عن النفط والغاز والفحم، وهو نموذج ربما يكون قد حقق نتائج إيجابية في قطاع الكهرباء على وجه الخصوص.

يقول المهندس وائل حامد: "بدأت بعض الدول الأوروبية التي تملك موارد من الطاقة المتجددة -وبالأخص في طاقة الرياح- في بحر الشمال، تعزيز وجود مصادر الطاقة المتجددة والتقليل من استعمال الوقود الأحفوري في قطاع الكهرباء، ولكن لم تكن هناك قدرة على التوسع في هذا النموذج أو استعمال الطاقة المتجددة في قطاعات أخرى تعتمد على الوقود الأحفوري، مثل قطاع النقل الذي يُعد ثالث أكبر قطاع مسبب للانبعاثات عالميًا".

صناعة الهيدروجين

وأوضح المهندس وائل عبدالمعطي، أن هذه القطاعات لا يمكن الاعتماد فيها على الكهرباء 100%، مضيفًا: "الدكتور أنس الحجي لديه نظرية خاصة بموضوع السيارات الكهربائية، وهي أنها ليست حلًا للتخلص من الانبعاثات في قطاع النقل، وكذلك في قطاعات أخرى مثل الصناعة، لا يمكن الاعتماد على الكهرباء فيها لتوفير احتياجاتها من الطاقة".

وبرر ذلك بأن الوقود الأحفوري -خاصة الغاز الطبيعي- يدخل في بعض الأحيان بصفته مادة خامًا، ومصدرًا للطاقة، ويحتاج القطاع الصناعي إلى درجات حرارة عالية لا يوفرها إلا الغاز الطبيعي، ومن ثم فإن استعمال نموذج الكهرباء فقط في كل القطاعات، أو ما يُسمى "كهرباء القطاعات" لن يكون نموذجًا ناجحًا يمكّن من التحول التدريجي من الممارسات التي تنتج انبعاثات كبيرة.

وتابع: "هذا التوجه كان أحد محركات صناعة الهيدروجين، إذ إن الأوروبيين اعتمدوا في إنتاجه في البداية بكميات محدودة، على استثمار الفائض في إنتاج محطات الطاقة المتجددة، فعندما تزيد سرعة الرياح في المحطة عن الحد الذي تعمل به، تكون هناك قدرة على استغلال هذا الفائض في أوقات الذروة وتحويله إلى هيدروجين".

متى بدأت صناعة الهيدروجين الحقيقية؟

قال خبير أوابك المهندس وائل عبدالمعطي، إن البداية الحقيقية لصناعة الهيدروجين، التي كانت تعمل عليها أوروبا منذ سنوات طويلة، كانت في المدة بين آخر عامي 2015 و2020، إذ شهدت أكثر من 60 مشروعًا استرشاديًا كان الغرض منها تجربة إنتاج الهيدروجين عبر مصادر الطاقة المتجددة من خلال التحليل الكهربائي للمياه.

وأضاف: "نجحت الفكرة على هذا المقياس الصغير، وبالتالي بدأت أوروبا تروّج لصناعة الهيدروجين بأن تكون ركنًا أساسيًا بمنظومة الطاقة في المستقبل، إذ إنه -وفقًا للتجارب المبدئية ولحقائق لا يمكن إنكارها- يمكنه أن يتكامل مع مصادر الطاقة المتجددة".

الهيدروجين الأخضر

وبناء على هذا التكامل، بحسب خبير أوابك، يمكن توسيع مفهوم نموذج الكهرباء القائم على الطاقة المتجددة ليصبح هجينًا، يعتمد على الهيدروجين والكهرباء معًا، بما يسهم في اختراق الهيدروجين لقطاعات لا تستطيع الطاقة المتجددة أن تخترقها بصورة مباشرة.

وتابع: "الأمر الآخر، أن صناعة الهيدروجين يمكنها أن تقلل من الانبعاثات في بعض القطاعات، مثل القطاع الصناعي، إذ إن الهيدروجين ممكن استعماله في إنتاج الحديد -على سبيل المثال- أو كما هو معروف في الوقت الحالي باسم (الحديد الأخضر)، كما يمكن تقديمه بصفته عنصر طاقة جديدًا سيؤدي إلى تنويع مزيج الطاقة، وهو أمر ترغب فيه أي دولة".

وأوضح أن أي دولة تريد أن يكون اعتمادها على عدد كبير من المصادر، ليكون هناك تنويع في مزيج الطاقة لديها، ومن ثم يكون هناك أمل في تحقيق مستقبل مستدام، إذ إن تحقيق هذا المستقبل يأتي من خلال 3 عوامل، وهي: التكامل مع الطاقة المتجددة، والتوسع في القطاعات التي لا يمكن للطاقة المتجددة اختراقها، وتنويع مزيج الطاقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق