تقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

قطاع البطاريات الأوروبي.. إستراتيجية بـ6 محاور قد تخرجه من أزمته

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • قطاع البطاريات في أوروبا يتطلع لإنهاء اعتماده على الصين
  • تمتلك أوروبا التقنيات الحديثة والخبرات المعرفية اللازمة لتطوير صناعة بطاريات محلية
  • يعتمد الاتحاد الأوروبي على واردات المواد الخام الرئيسة المستوردة من الصين
  • تلقى قطاع البطاريات ما لا يقل عن 1.7 مليار دولار في شكل منح أوروبية بين 2014 و2020
  • سوق البطاريات الأوروبية من الممكن أن تلامس قيمتها 250 مليار يورو سنويًا بدءًا من منتصف العقد الحالي

ما يزال قطاع البطاريات الأوروبي يعاني أزمة ضاغطة تحول دون أن يفطم نفسه عن وارداته من البطاريات الآتية من الصين، والمستعمَلة في تصنيع تلك التقنية الحيوية، ما يُديم تبعيته للمارد الآسيوي في هذا المجال.

وتمتلك أوروبا التقنيات الحديثة والخبرات المعرفية والعقول البشرية التي تمكّنها من أن تُحدث نقلةً نوعيةً في تلك الصناعة الإستراتيجية في القارة العجوز، عبر المساعدة في تجاوز التحديات التي تعترض تقدم هذا القطاع التي منها ما يعوق إعادة تدوير أنظمة الطاقة تلك.

وواقعيًا يعتمد الاتحاد الأوروبي -حتى الآن- على وارداته من المواد الخام الصينية المنشأ والضرورية لإنتاج البطاريات، ما يتركه دون مأمن من الصدمات المحتملة في سلسلة الإمدادات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

حُلم الريادة

تطمح أوروبا إلى أن تصبح رائدًا عالميًا في ابتكار البطاريات، وضمن ذلك نشرت الشراكة الأوروبية في قطاع البطاريات بي إيه تي تي4 إي يو (BATT4EU) أجندة جديدة للبحث الإستراتيجي والابتكار، وقدمت توصياتها بشأن أولويات البحوث والابتكار الخاصة في قطاع البطاريات الأوروبي، التي ينبغي تخصيص التمويلات العامة لها بكفاءة وفاعلية، وفق تقرير نشره موقع أوراكتيف (Euractiv).

وسجل الطلب العالمي على البطاريات زيادة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الاستعمال السريع للسيارات الكهربائية، وأنظمة تخزين الكهرباء المتجددة والأجهزة القابلة للارتداء، وهي فئة من الأجهزة الإلكترونية التي يمكِن ارتداؤها بصفتها ملحقات أو مضمنة في الملابس أو غرسها في جسم المستعمِل.

ونظرًا إلى النمو المتوقع في الطلب وفرص الأعمال ذات الصلة، تزداد حدة المنافسة في قطاع البطاريات عالميًا، وسط هيمنة الصين، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

متخصص يصنع بطارية
متخصص يصنع بطارية - الصورة من autovistagroup

هيمنة صينية

بشأن تصنيع البطاريات، تستحوذ الصين على ما يقارب 70% من سعة إنتاج خلايا البطاريات الحالية والمتوقعة، مع وجود خطط لتأسيس 101 مصنع بطاريات حتى عام 2029.

وفي الوقت نفسه، ستتجاوز سعة المصانع الـ30 التي من المخطط بناؤها، سعة 1 تيراواط/ساعة بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

ولتقليص اعتمادها على الصين في التحول إلى السيارات الكهربائية، يتعيّن على أوروبا ضمان استقلالية إستراتيجية مفتوحة والاقتراب من الوصول إلى هدف الحياد الكربوني، كما يجري تطوير مبادرات مهمة -حاليًا- في أوروبا وأميركا الشمالية.

ويؤدي تعزيز إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية دورًا رئيسًا في تحقيق هدف "الصفقة الخضراء الأوروبية"، المتمثل في تقليل انبعاثات وسائل النقل بنسبة 90%، بحلول أواسط القرن الحالي (2050).

وفي هذا الصدد يتوجب على الاتحاد الأوروبي تصنيع ما يكفي من البطاريات، لتشغيل ما لا يقل عن 6 ملايين سيارة كهربائية سنويًا بحلول عام 2025.

وترغب أوروبا في أن تصبح منافسًا قويًا بدعم من قواعد التصنيع القوية الحالية، وزيادة حصتها في الإنتاج إلى 25% خلال العقد الحالي.

الابتكار.. كلمة السر

لكي تتجاوز التحدي المتمثل في أن تصبح رائدًا عالميًا في إنتاج البطاريات المستدامة، تحتاج أوروبا إلى بذل مساعٍ طموحة ومستمرة في مجال الابتكار عبر كل سلسلة القيمة في قطاع البطاريات، بدءًا من المواد الخام، ومرورًا بالمواد الخام المتقدمة، وانتهاءً بتصنيع البطاريات وتطوير التطبيقات، وبالطبع إعادة تدوير البطاريات.

وتُظهر التقديرات الصادرة عن التحالف الأوروبي للبطاريات (European Battery Alliance ،(أن قطاع البطاريات الأوروبي من الممكن أن تلامس قيمته 250 مليار يورو سنويًا بدءًا من منتصف العقد الحالي.

ولضمان أن تطور أوروبا سلسلة قيمة بطاريات سريعة وتنافسية خاصة بها، لسد الطلب المحلي المتنامي على البطاريات الأكثر استدامة، تبرز أهمية تمويل جهود الابتكار المبذولة من قبل السلطات العامة، بالنسبة إلى القطاع لخفض تكاليف التقنية.

مشروع بطاريات
مصنع بطاريات في السويد - الصورة من impact-investor

منح أوروبية

خلال المدة بين عامي 2014 و2020، تلقّى قطاع البطاريات الأوروبي ما لا يقل عن 1.7 مليار دولار في صورة منح أوروبية، وضمانات قروض، بالإضافة إلى مساعدات حكومية تصل إلى ما قيمته 6 مليارات يورو خلال المدة بين 2019 و2021.

وتوصي إستراتيجية نشرتها الشراكة الأوروبية في قطاع البطاريات "بي إيه تي تي4 إي يو"، بوجوب أن تصل التمويلات الحالية المخصصة من قبل الاتحاد الأوروبي لقطاع البحوث والابتكار حتى عام 2027، إلى 925 مليون يورو (نحو مليار دولار) بموجب برنامج هوريزون يوروب (Horizon Europe).

(اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا)

لكن ما تزال كُلفة الابتكار باهظة، وعلى الرغم من التمويل السخي المتاح للصناعة والمنظمات البحثية في أوروبا، فمن الضروري تخصيص الموارد المالية المحدودة المتاحة بأفضل طريقة لتعظيم تأثير جهود البحث والابتكار.

أجندة البحث والابتكار

تلاشيًا للفجوات في التمويل وازدواجية جهود البحث والابتكار، طوّرت شراكة "بي إيه تي تي4 إي يو" أجندة جديدة للبحث الإستراتيجي والابتكار والمعروفة اختصارًا بـ"إس آر آي إيه" (SRIA).

وتأتي الوثيقة تتويجًا لمشاورات مكثفة مع أكثر من 200 عضو في جمعية الشراكة الأوروبية للبطاريات "بي إيه بي إيه" (BEPA)، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

كما تتضمن الوثيقة مدخلات تعاونية من مبادرات بطاريات أوروبية مهمة، بما في ذلك باتريز 2030+ (+Batteries 2030)، ويوروب باتريز (Europe Batteries)؛ ما يضمن اتباع نهج شامل وموحد لتطوير تقنية البطاريات في جميع أنحاء أوروبا.

6 محاور

تحدد إس آر آي إيه أولويات البحث والابتكار لكل جزء من سلسلة قيمة البطاريات، وتشير إلى 6 تعليمات ضرورية تحتاج إلى تطبيقها، لزيادة القدرة التنافسية لسلسلة قيمة قطاع البطاريات الأوروبي، وهي كالآتي:

  • التأكد من أن البحث والابتكار يتطابقان مع احتياجات الصناعة لترجمتهما إلى مصانع وأسواق ضخمة.
  • تعزيز الاستقلال الإستراتيجي لأوروبا عبر تقليص الاعتماد على المواد الخام المستوردة.
  • تعزيز القدرة على تحمل تكاليف البطاريات لتسريع التحول الأخضر والمحافظة على القدرة التنافسية للصناعة الأوروبية.
  • تعزيز مرونة أنظمة تصنيع وإعادة تدوير البطاريات.
  • تنفيذ إطار تصميمي آمن ومستدام للبطاريات.
  • دعم استمرارية بحوث البطاريات الأوروبية والصناعية الممتازة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق