التحول السريع إلى السيارات الكهربائية في أميركا يواجه معارضة المصنعين والعمال

اتجاه إلى تعديل مقترح وكالة حماية البيئة

حياة حسين

2024-02-19

0 548

يواجه التحول السريع نحو السيارات الكهربائية في أميركا معارضة واسعة من المصنّعين وعمال القطاع، ما يدعم التوقعات بإعلان تعديل مقترح لوكالة حماية البيئة، الشهر المقبل، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتأتي تلك الخطوة المرتقبة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نتيجة ضغوط من المنتجين واتحادات عمّال صناعة السيارات، إذ أكدوا أن وقت تقليص انبعاثات قطاع النقل المحدد سابقًا غير كافٍ.

وكانت وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة (EPA) قد أصدرت مقترحًا في أبريل/نيسان 2023 بضرورة خفض انبعاثات السيارات الجديدة بنسبة 56% بحلول عام 2032.

مطالب لبايدن

حثّ منتجو السيارات واتحاد عمال المركبات (United Auto Workers)، إدارة الرئيس جو بايدن، بإطالة أمد الوقت المسموح به لزيادة مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا.

وبرّرت تلك الأطراف مطالبها بارتفاع تكلفة تقنيات السيارات الكهربائية في أميركا للمستهلكين، ما يتطلب مزيدًا من الوقت لتطوير البنية التحتية اللازمة لشحن بطاريات المركبات. وفق ما نشرته وكالة رويترز، الإثنين 19 فبراير/شباط 2024.

وتشهد السيارات الكهربائية في أميركا، وعدّة دول أخرى انتكاسات متتالية خلال الأشهر الأخيرة؛ بسبب تخلّي بعض الدول عن دعم هذا القطاع، وارتفاع التكلفة مقارنةً بمركبات محرك الوقود الأحفوري، إضافة إلى مشكلات عديدة في الإنتاج.

وتراجعت مبيعات السيارات الكهربائية في أنحاء العالم في يناير/كانون الثاني 2024، بنسبة 26% على أساس شهري، وبلغت 1.1 مليون وحدة.

ووفق وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة، ومقترح خفض الانبعاثات العام الماضي، كان على المنتجين التحول لتمثّل السيارات الكهربائية 60% من إنتاجهم عام 2030، ترتفع إلى 67% في 2032، لتحقيق التزاماتها بخفض الانبعاثات.

وتوقعت مصادر رسمية تمديد مدة إلزام المنتجين، وخفض إنتاج السيارات الكهربائية في أميركا من إجمالي الإنتاج إلى أقلّ من 60% بحلول 2030.

اتهامات ترمب

اتهم الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترمب خلَفَه جو بايدن بتهديد وظائف قطاع السيارات، بسبب مقترح وكالة حماية البيئة بأن تمثّل السيارات الكهربائية في أميركا النسبة الكبرى من الإنتاج بحلول عام 2030.

وقال ترمب، في تصريحات سابقة: "إن التحول يجب أن يتحرك تدريجيًا، وخلال مدة أطول".

يُذكَر أن اتحاد عمال صناعة السيارات في أميركا كان قد أعلن تأييده لبايدن في سباق الانتخابات الرئاسية، والتي تُجرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وكان تحالف ابتكارات صناعة السيارات (AAI)، الذي يضم كبريات الشركات مثل جنرال موتورز ( General Motors) وفورد موتور (Ford Motor)، قد اعترض على مقترح وكالة حماية البيئة الأميركية، العام الماضي (2023)، مطالبًا بخفض حصة السيارات الكهربائية إلى نسبة تتراوح بين 40% و 50%.

وقال الرئيس التنفيذي للتحالف جون بوزيلا، الأحد 18 فبراير/شباط 2024، إن السنوات القليلة المقبلة ستكون حرجة للسيارات الكهربائية.

وأضاف مخاطبًا إدارة بايدن: "أعطوا الفرصة للسوق وسلسلة الإمداد الفرصة للتماسك، وللمستهلكين القدرة على الاختيار.. اتركوا الفرصة لمزيد من محطات شحن السيارات الكهربائية في أميركا، وانتظروا حتى ينعكس تأثير قانون الحدّ من التضخم على الصناعة ويساعدها على التحول".

مبيعات السيارات الكهربائية

بلغ حجم مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا من إجمالي المبيعات 8% العام الماضي (2023).

وكانت صحيفة "نيو يورك تايمز" قد أشارت إلى أن وكالة حماية البيئة تُراجع المقترح الخاص بمتطلبات خفض الانبعاثات.

وقال متحدث من الوكالة، إن المقترح يخضع للمراجعة المشتركة من الأطراف المعنية، وتخطط الوكالة إلى التوصل لقرار قابل للتحقيق، ويعمل على خفض تلوث الهواء وتحقيق منافع اقتصادية.

بينما صرّح مستشار البيت الأبيض للمناخ، علي زايدي، الذي أجرى محادثات مع منتجي السيارات حول هذا التشريع المقترح، في بيان، قائلًا: "سنسخّر كل طاقة الاستثمار الذكي والمعايير التي تجعل عمال الولايات المتحدة بمقعد قيادة العالم في قطاع السيارات".

وعقد التحالف لقاءات مع مسؤولي البيت الأبيض ووكالة حماية البيئة الأسبوع الماضي لبحث مقترح الأخيرة بشأن السيارات الكهربائية في أميركا.

وقال مدير شركة فولكس فاغن الألمانية (Volkswagen) في أميركا بابلو دي سي، الشهر الماضي: "إن حكومة بايدن استمعت إلينا -يقصد المنتجين- ونرجو أن ينعكس ذلك في النهاية بعمل تعديلات مطلوبة".

وكانت وزارة الطاقة الأميركية قد أرسلت المقترح إلى البيت الأبيض بعد مراجعته في 9 فبراير/شباط الجاري، بينما من المتوقع أن تقدّم وزارة النقل مراجعة منفصلة للمقترح، أيضًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..