رئيسيةأخبار السياراتسيارات

أزمة السيارات الكهربائية في أميركا.. هيرتز تكشف ثاني ضحاياها بعد تيسلا

دينا قدري

تتقدم شركة هيرتز الأميركية (Hertz) في خطتها للتخلص من السيارات الكهربائية، بعد الخسائر الهائلة التي تكبدتها، في تحول كبير من شأنه أن يثير التساؤلات حول مستقبل السيارات العاملة بالبطاريات.

وتعتزم أكبر شركة تأجير سيارات في أميركا بيع ثلث أسطولها من السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، وإعادة الاستثمار في السيارات التي تعمل بالبنزين.

وبعد أن بدأت بالفعل بيع سيارات تيسلا (Tesla)، علّقت هيرتز اتفاقها مع شركة بولستار (Polestar)، في ظل ضعف الطلب على السيارات الكهربائية وارتفاع تكاليف إصلاحها، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

فقد تباطأ نمو مبيعات السيارات الكهربائية بصورة كبيرة على مدار عام 2023، إذ ارتفع بنسبة 1.3% فقط في الربع الأخير، بسبب عزوف المستهلكين عن التكاليف المرتفعة وأسعار الفائدة.

طموحات السيارات الكهربائية.. ولكن!

في عام 2022، وافقت شركة هيرتز على شراء 65 ألف سيارة بولستار على مدار 5 سنوات في صفقة تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار.

كما أبرمت صفقة لشراء 100 ألف سيارة تيسلا، وهو جزء من طموحها في أن تشكل السيارات الكهربائية ربع أسطولها المستأجر بحلول نهاية عام 2024، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأشاد محللون بإنفاق شركة هيرتز الكبير على السيارات الكهربائية بوصفه خطوة كبيرة نحو جذب المزيد من الأشخاص إلى السيارات الكهربائية، سواء كان ذلك يمثل تجربة "اختبار قيادة" لتأجير السيارات، أو لاحقًا في سوق السيارات المستعملة.

ولكن في أواخر العام الماضي (2023)، بعد انهيار قيمة إعادة بيع السيارات الكهربائية والإشارة إلى ارتفاع تكاليف الإصلاح عما كان متوقعًا، قالت شركة هيرتز إنها ستبيع بعض سيارات تيسلا التي اشترتها، وإنها لن تحقق هدف السيارات الكهربائية البالغ 25%.

وبدأت الشركة بيع نحو 20 ألفًا من أسطولها البالغ عدده 48 ألف سيارة من طرازي 3 وواي بأسعار منخفضة للغاية، لتحل محلها سيارات محركات الاحتراق التقليدية.

سيارة تيسلا طراز واي
سيارة تيسلا طراز واي - الصورة من منصة EV Database

تستعمل بعض مجموعات تأجير السيارات نموذج "إعادة الشراء"، إذ توافق الشركة المصنعة على إعادة شراء السيارة بسعر محدد.

ومع ذلك، تعمل شركة هيرتز إلى حد كبير على تشغيل نموذج "في خطر"، إذ تمتلك بموجبه المركبات بصورة كاملة، ما يعرّضها للخطر إذا انخفضت قيمة المركبات التي تحتفظ بها بصورة كبيرة.

اتفاق متبادل

حاليًا، وافقت بولستار على إيقاف الطلبات مؤقتًا لعام 2024، بشرط ألا تبيع شركة هيرتز سياراتها الحالية من بولستار خلال العام الجاري، ما قد يضر بمبيعات السيارات الجديدة وقيم السيارات المستعملة.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة بولستار، توماس إنغنلاث، إن هيرتز أوقفت مؤقتًا خططها لشراء عشرات الآلاف من السيارات التي تعمل بالبطاريات من بولستار خلال العام الجاري (2024)، بعد أن أدى انهيار قيم إعادة البيع العام الماضي (2023) إلى تقليص شركة التأجير العملاقة طموحاتها الكهربائية.

وأوضح أن الرئيس التنفيذي لشركة هيرتز، ستيفن شير، اتصل به في الخريف الماضي، ليسأله عما إذا كان بإمكانه إيقاف اتفاقهما مؤقتًا لشراء عدد معين من السيارات الكهربائية طوال عام 2024، حسب تصريحاته لصحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).

وبين عامي 2022 و2023، باعت بولستار نحو 13 ألف سيارة تعمل بالبطارية إلى هيرتز.

سيارة بولستار 2 الكهربائية
سيارة بولستار 2 الكهربائية - الصورة من منصة Top Gear

وقال إنغنلاث، إن شركة بولستار وافقت على التنازل عن شرط شركة هيرتز لشراء العدد المخصص لها من السيارات هذا العام، مقابل موافقة مجموعة التأجير على عدم بيع سيارات بولستار الحالية في وقت مبكر أو بسعر رخيص للغاية.

وأضاف أن الشركتين اتفقتا على أن "تحتفظ هيرتز بالسيارات لمدة تزيد على عام، ونحن نعمل معها، ولدينا الحق في الرفض الأول عندما يريدون إخراجها من الأسطول".

وقال إنغنلاث، إن هناك "نية واضحة" لاستئناف المبيعات على نطاق واسع لشركة هيرتز في المستقبل، لكن سيتعين على الشركتين مراجعة ما إذا كانت المبيعات ستُستأنف بصورة جدية في عام 2025.

صفقة وشيكة لـ"فولفو"

كان يُنظر إلى صفقة هيرتز لعام 2022 على أنها علامة على أن السيارات الكهربائية كانت على أعتاب الحصول على جاذبية كبيرة، وهو الأمر الذي يعطي انتقادات هيرتز للمركبات وزنًا إضافيًا.

وتقدمت المجموعة بطلب لشهر إفلاسها في عام 2020، بعد انهيار قيمة أسطولها، وعندما توقفت جميع الرحلات في الأشهر الأولى من جائحة فيروس كورونا.

كما تباطأ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم، إذ أبدى مستهلكو السوق المزيد من الشكوك حول التكنولوجيا وارتفاع الأسعار عما كان متوقعًا.

وباعت شركة بولستار العام الماضي (2023) نحو 54 ألف سيارة في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أنها ما تزال تتكبد خسائر كبيرة.

وفي الأسبوع الماضي، قالت شركة فولفو السويدية (Volvo)، إنها ستبيع حصتها البالغة 48% في شركة بولستار لشركة جيلي الصينية (Geely)، ولن تضخ المزيد من التمويل إلى العلامة التجارية، وفق ما رصدته منصة الطاقة، نقلًا عن منصة "فورتشن" (Fortune).

وقالت شركة صناعة السيارات السويدية الفاخرة: "ينصب تركيزنا على تطوير شركة فولفو للسيارات وتركيز مواردنا في رحلتنا الطموحة".

وحرصًا على تهدئة المخاوف بين المستثمرين، قالت شركة بولستار إن المحادثات لسد فجوة التمويل البالغة 1.3 مليار دولار "متقدمة بصورة جيدة".

وأضاف إنغنلاث: "لقد نجحنا في زيادة الإنتاج، وبدأنا مبيعات بولستار 4 في الصين وأوروبا وأستراليا"، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تبدأ عمليات تسليم العملاء الأولى لـ"بولستار 3" هذا الصيف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق