أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير السياراتسلايدر الرئيسيةسيارات

وحدة أبحاث الطاقة: السيارات الكهربائية محاطة بالأزمات.. والصين تحتل عرش المبيعات

أحمد بدر

أصبح الحديث عن السيارات الكهربائية موضوعًا شائكًا للغاية، إذ ترصد وحدة أبحاث الطاقة تنوع الاتجاهات بين مؤيد ومعارض، في توقيت تراكمت فيه مئات الآلاف من السيارات حتى الآن، مع انخفاض مبيعاتها.

وفي هذا السياق، يقول الباحث رجب عزالدين، إن المركبات الكهربائية أصبحت محاطة بالإشكالات والتحديات، حتى في الدول الغربية المتصدّرة لصحوة هذا النوع من السيارات.

جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، التي يقدّمها بمساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا) مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، بعنوان "المستقبل المظلم: السيارات الكهربائية والنفط".

أسواق السيارات الكهربائية العالمية

أوضح الباحث رجب عزالدين، أنه لوحظ خلال العام الماضي وجود مجموعة من الملاحظات الرئيسة في أسواق السيارات الكهربائية العالمية، أولها كان تباطؤ نمو المبيعات، على الرغم من الحصص المضللة التي تُعلَن بشأن مبيعات هذه السيارات عالميًا.

وأضاف: "بالنسبة للأرقام المتعلقة بمبيعات السيارات الكهربائية حول العالم -التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة- فإنها قد نمت بنسبة 31% خلال عام 2023، إذ بلغ عدد السيارات المبيعة 13.6 مليون وحدة، من إجمالي 88 مليون سيارة بيعَت حول العالم".

لكن، وفق عزالدين، بلغ إجمالي عدد السيارات على الطريق حول العالم 1.5 مليار وحدة من مختلف الأنواع، كان من بينها نحو 26 مليون سيارة كهربائية على الطريق في 2022، وقد تصل إلى نحو 40 مليون وحدة بإضافة مبيعات العام الماضي 2023.

السيارات الكهربائية

ويوضح الباحث في وحدة أبحاث الطاقة، خلال مشاركته في برنامج "أنسيات الطاقة"، أن هذا الرقم يعبّر عن فجوة كبيرة جدًا، إذ إن رقم 40 مليون سيارة، لا يعدّ كبيرًا، مقارنة مع إجمالي 1.5 مليار سيارة على الطريق.

ولفت إلى أن هناك ملاحظة ثانية، تتعلق بتراجع أرباح شركة تيسلا الأميركية (Tesla)، إذ إنه للمرة الأولى تتراجع الأرباح التشغيلية إلى النصف، خلال الربع الأخير من العام الماضي 2023، في حين تراجعت الأرباح بنسبة 30% على أساس سنوي.

وتابع: "فيما يخص انخفاض أرباح تيسلا، يشير الأمر هنا إلى نوع من التحدي، إذ جاء بعد محاولة من مالك الشركة إيلون ماسك لخفض الأسعار، ليتمكن من منافسة شركة "بي واي دي" (BYD) الصينية، التي سبق له أن سخر منها في عام 2011، في أحد اللقاءات المتلفزة، حينما سألوه عن السيارات الكهربائية في الصين، فردّ بأنه لا يشعر أن الصينيين لديهم تكنولوجيا".

وأردف: "خلال العام الماضي 2023، تمكنت شركة بي واي دي الصينية من إزاحة تيسلا عن عرش أكبر بائعي السيارات الكهربائية حول العالم، وحازت على هذا اللقب، فيبدو أن سخرية إيلون ماسك ارتدّت إلى صدره".

الملاحظة الثالثة، وفق الباحث في وحدة أبحاث الطاقة، هي أن السيارات الكهربائية ما زالت حتى الآن منحصرة في نماذج السيارات الفاخرة، إذ أشار تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية أن نحو 91% من مبيعات السيارات العاملة بالبطارية في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث من 2023 كانت من الفئة الفاخرة.

ومن المفارقات، وفق عزالدين، أنهم سبّبوا هذه الظاهرة، بإعلانهم أن هذه الفئة هي القادرة على الدفع، لذلك ما زالت المركبات الكهربائية تعاني من العجز في اختراق الفئة الأساسية من المستهلكين، بسبب ارتفاع الأسعار، رغم الإعانات والحديث عن الإعفاءات الضريبية.

أزمات وتحديات السيارات الكهربائية

قال الباحث في وحدة أبحاث الطاقة رجب عزالدين، إن الحديث بدأ يتصاعد عن إشكالات وتحديات السيارات الكهربائية بداية من الأسعار، مرورًا بتكاليف التأمين المرتفعة عليها، ومشكلاتها المتعلقة بالوزن الثقيل، وتآكل الإطارات، وصولًا إلى تنافرها مع أنماط الحياة التي تعوَّد عليها البشر.

وأضاف: "مسألة تنافرها مع حياة البشر تعدّ نقطة مهمة، لأن الأصل أن الإنسان يبحث في مسألة السيارات عن الراحة، لذلك يرى بعضهم أن السيارة الكهربائية غير مألوفة بالنسبة لأنماط حياة تكونت على مرّ السنين، إذ يريد الإنسان أن يملأ خزان الوقود بسهولة، ولا يريد أن يشعر بالقلق حول ما إن كانت هناك محطة لشحن السيارة أم لا، وهل ستعمل، أم تكون معطلة".

شحن بطاريات السيارات الكهربائية

ولفت الباحث رجب عزالدين، إلى أن بعضهم يرون أن السيارات الكهربائية يمكن أن تقيّد حركة المسافر، لأن أماكن انتشار نقاط الشحن ليست واسعة، فيخشى بعضهم أن تفرغ البطارية وتتوقف السيارة.

وأشار إلى تقرير نشرته منصة الطاقة المتخصصة، عن المشكلات الضريبية المرتبطة بالسيارات الكهربائية، وما سيحدث بشأن الضرائب التي ستؤخذ على الوقود، والتي من المتوقع أن تتلاشى مع استبدال هذه السيارات، لا سيما أنها تُقدَّر في أوروبا بنحو 160 مليار دولار.

بالإضافة إلى ذلك، وفق الباحث، ستحتاج السيارات الكهربائية إلى دعم أكبر بكثير من ذلك، فهي من ناحية ستخفض الحصيلة الضريبية للدول، ومن ناحية أخرى ستحتاج إلى إعانات، لذلك فإن الأمر يمثّل إشكالًا كبيرًا بالفعل، على الرغم من أن الحديث هنا عن دول وضعها المالي قوي، فما بال الدول الأخرى التي تواجه أزمات مالية؟

وتابع: "لاحظنا كذلك وجود زيادة في مخزونات السيارات الكهربائية، وصلت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2023 إلى الارتفاع بنسبة 500%، وهو ما يعني وجود ضعف شديد في تصريف المركبات الكهربائية، مما أدى إلى أن بعض الشركات خفضت خطط إنتاجها، مثل فورد (Ford) وجنرال موتورز (GM)، لحين تصريف الإنتاج الزائد".

السيارات الكهربائية الصينية

قال الباحث في وحدة أبحاث الطاقة رجب عزالدين، ردًا على سؤال من مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي بشأن صناعة السيارات الكهربائية الصينية، إن بكين تستحوذ في الوقت الحالي على صناعة هذا النوع من السيارات.

السيارات الكهربائية في الصين

وأوضح الباحث في وحدة أبحاث الطاقة أن شركة بي واي دي الصينية استطاعت إزاحة منافستها الأميركية تيسلا عن عرش المبيعات، بالإضافة إلى وجود منافسة قوية جدًا فيما يتعلق بالأسعار، إذ إنه عندما حاولت الشركات الأميركية خفض الأسعار، شهدت هزة قوية جدًا في أرباحها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق