رئيسيةأخبار السياراتسيارات

خسائر السيارات الكهربائية تدفع فورد إلى تغيير إستراتيجيتها

مسؤول: سنطلق الجيل المقبل من السيارات الكهربائية عندما يصبح مربحًا

دينا قدري

يستمر ضعف الطلب على السيارات الكهربائية في إلقاء ظلاله على إستراتيجيات كبرى الشركات العالمية، على الرغم من الخطط الطموحة للابتعاد عن محركات الاحتراق الداخلي.

ومن بين تلك الشركات تأتي شركة فورد موتور الأميركية (Ford Motor) التي تعوّل على أرباحها من وحدة المركبات التجارية "برو" (Ford Pro)، ووحدات مركبات الاحتراق "بلو" (Ford Blue)، لتعويض الخسائر الفادحة الناجمة عن وحدة السيارات الكهربائية.

وأكدت شركة صناعة السيارات -سابقًا- خططها لتأخير الإنفاق أو خفضه، بقيمة 12 مليار دولار، على المركبات الكهربائية، في إشارة إلى خطط فورد المتغيرة، بسبب نمو المبيعات بمعدل أبطأ من المتوقع.

وبحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يُعيد الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، النظر في إستراتيجيات السيارات الكهربائية، بما في ذلك "إعادة تقييم" الحاجة إلى إنتاج البطاريات داخل الشركة.

أرباح شركة فورد في 2024

تتوقع شركة فورد أرباحًا قبل الضرائب تتراوح بين 10 مليارات دولار و12 مليار دولار لعام 2024، بعد أن حققت 10.4 مليار دولار قبل الضرائب العام الماضي (2023).

وأعلنت الشركة إعادة المزيد من الأموال للمساهمين، بدءًا بتوزيع أرباح إضافية قدرها 18 سنتًا للسهم في الربع الأول من عام 2024.

وستسهم أعمال الشركة في أميركا الشمالية في قطاع الشاحنات والسيارات الرياضية متعددة الاستعمالات -التجارية والاستهلاكية على حدٍ سواء- في التدفق النقدي الحر المتوقع الذي يتراوح بين 6 و7 مليارات دولار في 2024.

والتزمت الشركة الأميركية بإعادة ما بين 40% و50% من التدفق النقدي الحر للمستثمرين، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وقال المدير المالي للشركة، جون لولر، للصحفيين -في مؤتمر عبر الهاتف، يوم الثلاثاء (6 فبراير/شباط 2024)-: "عندما لا تصل الأرباح (العادية) إلى 40-50%، فسنقدم أرباحًا تكميلية".

وفي رد فعل واضح، ارتفعت أسهم فورد بنسبة 6.1% في تعاملات ما بعد ساعات العمل، بعد ارتفاعها بنسبة 4.1% خلال الجلسة العادية.

التوسع في السيارات الكهربائية بشرط!

تعمل شركة فورد على إبطاء الاستثمار في قدرة السيارات الكهربائية الجديدة، لتتناسب مع الطلب الأبطأ بعد التغيير الهائل في أسعار السيارات الكهربائية خلال العام الماضي (2023)، حسبما قال مسؤولون تنفيذيون في الشركة.

ويبدو أن عمليات السيارات الكهربائية ستظل بمثابة استنزاف نقدي للشركة خلال العام الجاري (2024).

فقد أفادت فورد بأن وحدة السيارات الكهربائية خسرت ما متوسطه أكثر من 47 ألف دولار لكل مركبة في الربع الرابع من عام 2023، متوقعة خسارة أوسع قبل خصم الضرائب تتراوح بين 5 مليارات و5.5 مليار دولار في عام 2024.

سيارة فورد الكهربائية "إكسبلورر"
سيارة فورد الكهربائية "إكسبلورر" - الصورة من الموقع الرسمي للشركة

وقال رئيس وحدة السيارات الكهربائية في الشركة، مارين جاجا، إن الجيل المقبل من سيارات فورد الكهربائية سيُطلق "فقط عندما تكون السيارات مربحة".

وأضاف المدير المالي للشركة، جون لولر، إن الشركة تعيد تقييم نظامها المتكامل لإنتاج البطاريات الخاصة بها عبر عمليات المشروع المشترك، بدلًا من الحصول على مصادر من مورد خارجي، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن منصة "سي إن بي سي" (CNBC).

وبالإضافة إلى ذلك، تتطلع الشركة إلى تعديل الطاقة الإنتاجية المثبتة لتتناسب مع الطلب، وربما تأجيل الجيل المقبل من السيارات الكهربائية "لضمان استيفائها لمعاييرنا للربحية، في ضوء واقع السوق الجديد".

وقال لولر، إن سيارات فورد الكهربائية لن تحقق هوامش ربح قبل الضرائب بنسبة 8% بحلول عام 2026، وهو الهدف الذي حددته الشركة في أوائل عام 2023.

السيارات الهجينة هي الحل

قال الرئيس التنفيذي للشركة جيم فارلي، إن الشركة تعمل على إصلاح إستراتيجية السيارات الكهربائية الخاصة بها، استجابةً لتباطؤ الاعتماد من قبل المستهلكين الرئيسين وحرب الأسعار التي شنتها شركة تيسلا (Tesla).

وتخطط فورد للاستثمار في السيارات الكهربائية الأكبر حجمًا مثل الشاحنات والشاحنات الصغيرة، وقال فارلي إن فريقًا "سريًا" يطوّر منصة صغيرة منخفضة التكلفة للمركبات الكهربائية.

وقال إن شركة صناعة السيارات ستستثمر المزيد في السيارات الهجينة التي تعمل بالغاز والكهرباء، والتي تحقق هوامش ربح "أعلى بكثير من هوامش السيارات الكهربائية".

وتوقع فارلي أن تنمو مبيعات السيارات الهجينة بنسبة 40% في العام المقبل (2025)، بعد أن باعت الشركة 133 ألفًا و743 سيارة هجينة في الولايات المتحدة في عام 2023.

الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي
الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي - الصورة من منصة "إنسايد إيفيز"

من جانبه، أكد لولر أن "قطاع السيارات الكهربائية يحتاج إلى الاعتماد على نفسه، ويجب أن يكون مربحًا ويوفر عائدًا" أعلى من تكلفة رأس المال بصورة مستقلة عن فوائد الامتثال للانبعاثات.

وأضاف أن كل سيارة كهربائية من طراز "إف-150 لايتنينغ" تبيعها فورد تسمح لها ببيع 12 شاحنة صغيرة تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي، والبقاء في حالة امتثال لقواعد الانبعاثات الأميركية.

توقعات المبيعات في 2024

ستكون وحدة المركبات التجارية "برو" محركًا رئيسًا للربح والعوائد النقدية المحتملة للمستثمرين في 2024، إذ من المتوقع أن تجني ما بين 8 و9 مليارات دولار في 2024، مقارنةً بـ7.2 مليار دولار من الأرباح قبل الضرائب في العام الماضي (2023).

وقال مسؤولون تنفيذيون في شركة فورد، إن زيادة مبيعات شاحنات البيك أب "سوبر ديوتي" المعاد تصميمها من فورد في أميركا الشمالية، هي السبب وراء افتراض ارتفاع أرباح وحدة السيارات التجارية.

وقال فارلي، إن وحدة المركبات التجارية "برو" تتوقع -أيضًا- تحقيق مبيعات من خلال شاحنات "ترانزيت" الكهربائية الجديدة في أوروبا، إذ تحظر بعض المدن مركبات الاحتراق في المناطق الوسطى.

وساعدت تخفيضات التكلفة والطلب على السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات والشاحنات الصغيرة، شركات صناعة السيارات الأميركية على تعويض الرياح المعاكسة التضخمية، والعلامات المبكرة على تراجع الطلب على السيارات الكهربائية.

فقد اختار المستهلكون السيارات الهجينة والسيارات الرياضية العائلية متعددة الاستعمالات، بدلًا من الكهربائية، لتوفير الراحة والسهولة النسبية من حيث الصيانة.

وفي استجابة لذلك، بدأت شركتا فورد وجنرال موتورز، اللتان كانتا تضعان خططًا طموحة للسيارات الكهربائية، في الميل نحو نماذجهما الهجينة ذات هامش الربح الأعلى التي تعمل بالغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق