تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

"نيوتن غزة" يستغل طاقة الرياح لتوليد الكهرباء.. هل ينقذ القطاع من الظلام؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • طاقة الرياح طوق نجاة لإنقاذ سكان غزة من الظلام
  • حسام العطار يستلهم فكرة الرياح في توليد الكهرباء بأبسط الموارد
  • والدة نيوتن غزة تتمنى أن تراه يومًا في قائمة المخترعين العظام
  • تعتمد فلسطين اعتمادًا كليًا على إسرائيل لسد احتياجاتها من مصادر الوقود الأحفوري بنسبة 100%
  • تبرز طاقة الرياح والشمس والطاقة الحيوية بصفتها المصادر المتجددة الرئيسة في الأرضي الفلسطينية

تبرز طاقة الرياح في غزة بوصفها طوق نجاة من الظلام الدامس الذي يعيشه سكان القطاع المحاصر منذ بدء الحرب الإسرائيلية الشرسة عليه في 7 أكتوبر/تشرين الأول (2023).

وأسهمت الحرب في تدمير معظم البنية التحتية في قطاع الطاقة داخل قطاع غزة المحاصر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأعادت الحرب إلى الأذهان أهمية تسريع وتيرة التحول الأخضر في ظل ارتفاع أسعار مصادر الوقود الأحفوري، إذ تطرح المصادر النظيفة -مثل طاقة الرياح الشمس والمياه- نفسها على المشهد بديلًا للوقود التقليدي.

وتتمثل أهمية الطاقة المتجددة في كونها منخفضة الانبعاثات الكربونية، ما يجعلها رقمًا مهمًا في المعادلة المناخية، إلى جانب دورها الحاسم في الحفاظ على أمن الطاقة.

ومن المتوقع أن يلامس الطلب العالمي على الوقود الأحفوري ذروته بحلول (2030)، ما يعني انخفاض الطلب بعد هذا التاريخ، وفق تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية في 24 أكتوبر/تشرين الأول (2023).

نيوتن غزة

نجح مراهق فلسطيني لم يتجاوز عمره الـ15 عامًا في توليد الكهرباء من طاقة الرياح، مستعملاً أدوات بسيطة ومحدودة، وفق ما نشرته صحيفة ميدل إيست مونيتور (Middle East Monitor).

وتحقق هذا بفضل جهود حسام العطار الذي يُطلق عليه "نيوتن غزة" الذي كان طالبًا في مدرسة جبل المكبر شمال قطاع غزة، قبل أن تشن إسرائيل حربها المدمرة على القطاع المحاصر بعد الهجوم المباغت الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عليها في 7 أكتوبر/تشرين الأول (2023).

راودت فكرة طاقة الرياح خيال العطار حينما وجد نفسه مشردًا هو وأسرته، بعدما اضطر إلى الفرار من منزله في مدينة بيت لاهيا إلى مدينة النصر، ثم إلى خان يونس سيرًا على الأقدام، حتى وصل إلى مدينة رفح على الحدود المصرية.

وقال حسام العطار: "نظرت إلى أبناء أخي التوأم، ولم أشاهد في عينيهما سوى الخوف لشعورهما بالوحدة والعزلة داخل الخيمة، ولذا فكرت طويلًا في أن أجلب الفرحة إليهما بأي ثمن عبر إضاءة ذلك المكان الموحش".

وأضاف العطار: "استلهمت فكرة استغلال الطقس البارد وطاقة الرياح التي تتسلل إلى أجساد الأطفال الهزيلة، وتستنزف قواهم البدنية وتصيبهم بالوهن والتعب، وكيف أحولها إلى مصدر للدفء والحرارة".

وبالفعل تمكن العطار، رغم ندرة -إن لم يكن انعدام- الموارد، من صناعة مراوح قادرة على توليد الكهرباء الخضراء، وإن كانت بكميات قليلة، عبر مولدات الكهرباء.

إنجاز من العدم

أبدت والدة حسام العطار فخرها وإعجابها بما حققه ابنها، مستغلًا طاقة الرياح في قطاع غزة، قائلة: "كان (العطار) طفلاً نابغًا منذ نعومة أظفاره، ويعشق اللعب بأي شيء تصل إليه يداه".

وأضافت: "لقد صنع حسام شيئًا من العدم، وكانت الأسر تلجأ إليه لإصلاح أجهزتها الكهربائية المتعطلة"، في تصريحات إلى وكالة قدس برس، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتأمل والدة "نيوتن غزة" أن تراه يومًا في قائمة المخترعين العظام الذين ذاع صيتهم في العالم، وأن يفيد مجتمعه وقضيته الفلسطينية العادلة.

وتابعت: "هذا جيل فلسطيني لن يُقهَر، إنه جيل يبحث دومًا عن الحياة وسط الظلام والموت".

ثم عاد "نيوتن غزة" ليتحدث عن معجزة في توليد الكهرباء من طاقة الرياح قائلًا: "أنا أحب الحياة، وأعشق تفاصيلها، وكم يروق لي أن أصبح مخترعًا ومكتشفًا، ومن المستحيل أن تموت فلسطين داخلي".

وأودت الحرب الإسرائيلية على غزة بحياة أكثر من 26 ألفًا و900 فلسطيني، وأصابت 65 ألفًا و949 آخرين، وأجبرت أكثر من 85% -أو نحو 1.9 مليون شخص- من سكان غزة على النزوح حتى الآن، وفقًا لسلطات قطاع غزة والأمم المتحدة.

طاقة الرياح

سيطرة إسرائيلية

تعتمد فلسطين اعتمادًا كليًا على إسرائيل لسد احتياجاتها من مصادر الوقود الأحفوري بنسبة 100%، ونحو 87% من وارداتها من الكهرباء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتستورد فلسطين جميع منتجاتها النفطية -تقريبًا- عبر شركات إسرائيلية، ومن ثم تبسط إسرائيل سيطرتها على واردات فلسطين من الطاقة كافة، علمًا بأن إجمالي استهلاك الطاقة في الأراضي الفلسطينية يقل عن نظيره في كل دول الشرق الأوسط، وإن كانت تكلفته تزيد على أي مكان آخر في المنطقة.

وتبرز طاقة الرياح والشمس والطاقة الحيوية بصفتها المصادر المتجددة الرئيسة في الأرضي الفلسطينية، وقد تُسهم تلك المصادر النظيفة في تقليص اعتمادها على الطاقة المستوردة من الدول المجاورة، إلى جانب تعزيز وصول الفلسطينيين إلى الكهرباء النظيفة.

وبمقدور الطاقة الشمسية سد ما نسبته 13% من الطلب على الكهرباء في فلسطين مقابل 6.6% لطاقة الرياح، كما أن تحويل النفايات الحيوانية إلى غاز حيوي يمكن أن يلبي احتياجات 20% من سكان الريف، وفق تقديرات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق