أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

وحدة أبحاث الطاقة: وقف مشروعات الغاز المسال الأميركية يؤذي أوروبا.. وهذا دور قطر والجزائر

أحمد بدر

رصدت وحدة أبحاث الطاقة تبعات قرار إدارة الرئيس جو بايدن بوقف منح التصاريح لمشروعات الغاز المسال الأميركية الجديدة، حتى أجل غير مسمى، وما يمثّله هذا القرار من أهمية خلال المرحلة الحالية.

وفي هذا الإطار، قال مدير وحدة الأبحاث أحمد شوقي، إن القرار ليس محدد المدة، إذ إنه ممتد لحين تقييم آثارها في المناخ والتداعيات البيئية والاقتصادية، لافتًا إلى أن القرار نفسه مؤقت، وبشكل كبير يعدّ دعاية انتخابية.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "المستقبل المظلم: السيارات الكهربائية والنفط".

وأوضح مدير وحدة أبحاث الطاقة أن قرار وقف منح التصاريح لمشروعات الغاز المسال الأميركية يهدف إلى إرضاء نشطاء المناخ، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، التي من المقرر انعقادها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل 2024.

تصاريح مشروعات الغاز المسال الأميركية

لفت مدير وحدة أبحاث الطاقة أحمد شوقي إلى وجود أريحية كبيرة في اتخاذ قرار وقف منح التصاريح لمشروعات الغاز المسال الأميركية الجديدة، لا سيما مع ارتفاع صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال خلال المدة الأخيرة.

وأضاف: "الولايات المتحدة حاليًا هي أكبر مصدّري الغاز المسال في العالم، بأكثر من 89 مليون طن، لذلك فإن هذه الأريحية في مشروعات التصدير، والمشروعات التي ما زالت تحت الإنشاء، أعطت الرئيس الأميركي جو بايدن أريحية كبيرة في اتخاذ القرار".

الرئيس الأميركي جو بايدن
الرئيس الأميركي جو بايدن

وأشار مدير وحدة أبحاث الطاقة -خلال مشاركته في حلقة من برنامج أنسيات الطاقة بمنصة "إكس"- إلى أن هذا القرار لن يكون له تأثير كبير في صناعة الغاز المسال الأميركية، على الأقل في المرحلة الحالية.

وأوضح شوقي أنه في حالة استمرار العمل بقرار وقف منح التصاريح لمشروعات الغاز المسال الأميركية الجديدة، فإن مثل هذه القرارات تكون فيها استثناءات، خاصة في حالات الطوارئ المتعلقة بالأمن القومي في الولايات المتحدة.

لذلك، وفق شوقي، يمكن للإدارة الأميركية في أيّ وقت الموافقة على عدد من المشروعات، بهدف مواجهة أيّ اضطرابات لإمدادات الغاز المسال، لا سيما بالنسبة إلى الدول الحلفاء لأميركا، والدول الأقرب في هذه الحالة هي دول أوروبا.

وتابع: "النقطة الثالثة أن القرار يتعلق بمشروعات الغاز المسال الأميركية الجديدة فقط، أي إنه لن يؤثّر بأي شكل في المشروعات الحالية، التي وافقت عليها إدارة الرئيس جو بايدن، أو تلك المشروعات التي ما زالت قيد الإنشاء".

أوروبا قد تواجه أزمة كبيرة

قال مدير وحدة أبحاث الطاقة أحمد شوقي، إن مشروعات الغاز المسال الأميركية الحالية قدراتها كبيرة جدًا، إذ تبلغ نحو 100 مليار متر مكعب سنويًا، أي أن القرار لعبة سياسية، ولكن بغضّ النظر عن تأثيراته، حتى إذا استمر، سيكون على أوروبا البحث عن مورّد موثوق للغاز إذا أرادت التوقف عن الغاز المسال الأميركي.

وأرجع شوقي هذه الرؤية إلى أن الولايات المتحدة تتخذ قراراتها المتعلقة بمجال الطاقة على وجه التحديد، وفق مصالحها السياسية واتجاهاتها، وهو ما يضع أوروبا في أزمة كبيرة، مثلما حدث بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

وأضاف: "عندما تعرضت أوروبا لانقطاع كبير في إمدادات الغاز الروسي، إذ طمأن الرئيس بايدن حينها حلفاءه في أوروبا وتحدّث معهم بأن الغاز المسال الأميركي سيلبي احتياجات القارة، على الأقل حتى عام 2030، لكن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، نجده يعلّق تصاريح المشروعات الجديدة".

صادرات الغاز المسال الأميركية

ولفت مدير وحدة أبحاث الطاقة –خلال مشاركته في حلقة برنامج "أنسيات الطاقة" بعنوان "المستقبل المظلم: السيارات الكهربائية والنفط"- إلى أن خطوة تعليق تصاريح مشروعات الغاز المسال الأميركية، تأتي بعد أن شكّلت صادرات الغاز المسال من الولايات المتحدة نحو نصف الواردات الأوروبية.

بالإضافة إلى ذلك، وفق شوقي، هناك مطالبات سياسية دائمًا ما تحدث عند ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، إذ يطالب كثير من السياسيين الأميركيين حكومة بلادهم بالحدّ من الصادرات، حينما ترتفع الأسعار، مثلما حدث عند تراجع صادرات الغاز الروسي، ما يؤكد أن الأمر في الولايات المتحدة يحدث ضمن لعبة سياسية.

وتابع: "سواء واصلت الولايات المتحدة العمل بقرار وقف منح تصاريح مشروعات الغاز المسال الأميركية الجديدة أم لا، أصبح على دول أوروبا البحث عن مصدر موثوق ومستمر للغاز، حتى تبتعد أو تتفادى تكرار الأزمة التي حدثت لديها عند انقطاع الغاز الروسي عنها".

مخاوف استمرار القرار ودور قطر

قال مدير وحدة أبحاث الطاقة أحمد شوقي، إن المخاوف التي يحملها استمرار العمل بالقرار، سببها ارتفاع حصة الغاز المسال الأميركي في واردات أوروبا، إذ إن الولايات المتحدة كانت خلال وقت قصير جدًا ثاني أكبر مورّدي الغاز إلى قارة أوروبا بعد النرويج، بحصّة تتجاوز 20%.

وأضاف: "هذا بالطبع مع الوضع في الحسبان صادرات الغاز المسال والغاز الطبيعي عبر الأنابيب، لكن من حيث الغاز المسال فقط، فإن أميركا تمدّ أوروبا بنحو 50% من احتياجاتها".

وضرب مدير وحدة أبحاث الطاقة مثالًا على ذلك، بأحدث الأرقام الخاصة بالعام الماضي 2023، التي أصدرتها منظمة "أوابك"، والتي أفادت باستيراد أوروبا نحو 126 مليون طن من الغاز المسال، وكان نصيب الصادرات الأميركية من هذه الكميات، نحو 48%، أي إنها تمكنت في وقت قصير جدًا أن تكون بديلًا للغاز الروسي.

وبالنسبة إلى تأثير القرار -المشكوك في استمراره-، قال أحمد شوقي، إنه ليس من المتوقع أن يكون له أيّ تأثير، على المديين القصير والمتوسط، وذلك يرجع إلى 3 أسباب، أولها أن الطلب الأوروبي على الغاز في تراجع مستمر، إذ سجّل الطلب خلال العام الماضي 2023 أقل مستوى له منذ عام 1995، وهناك توقعات أن يهبط بشكل أكبر، بحلول 2030.

وأوضح أن السبب الثاني هو أن قدرات محطات إسالة الغاز الأميركية التي ما زالت قيد الإنشاء كبيرة جدًا، لدرجة أن هناك تحذيرات من "تخمة" المعروض من الغاز الأميركي، ومن ثم خفض أسعار الغاز، ما يؤدي إلى تأثُّر اقتصادات المشروعات، لتتحول هذه المشروعات إلى أصول عالقة.

وبالنسبة إلى السبب الثالث، فهو أن أوروبا تعمل حاليًا على تنويع مصادر الواردات، إذ تستورد الغاز المسال القطري، وتعمل على زيادة وارداتها من النرويج والجزائر، مؤكدًا أن هناك توجهًا كبيرًا حاليًا باتجاه الجزائر.

الغاز المسال القطري

ولفت مدير وحدة أبحاث الطاقة إلى أن القرار قد يكون له تأثير على المدى البعيد أو الطويل، لا سيما مع رغبة أوروبا في الاستغناء عن الغاز الروسي، إذ تريد حاليًا استبدال 50 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، وهذا لن يتمّ دون استيراد مزيد من الغاز المسال، سواء من أميركا أو قطر، أو الغاز الطبيعي من النرويج والجزائر.

وفيما يخص الغاز القطري، أشار شوقي إلى الاضطرابات في منطقة البحر الأحمر التي تعرقل صادرات الغاز المسال من قطر، وهو ما يمثّل خطرًا كبيرًا على أوروبا، حتى إذ أرادت استبدال جزء من الواردات الأميركية بالغاز القطري، لذلك عليها مراجعة بعض الأمور الخاصة بتنويع مصادر إمداداتها من الغاز المسال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق