تقارير الطاقة النوويةأخبار التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريررئيسيةطاقة نووية

الطاقة النووية.. تقرير يحذّر من الإغلاق المبكر للمحطات في أوروبا

داليا الهمشري

سلّط تقرير حديث الضوء على أهمية الطاقة النووية في مستقبل منخفض الكربون، محذّرًا من أن الإغلاق المبكر لمحطاتها سيعرقل تحقيق الأهداف المناخية.

وأوضح التقرير -الذي أُعد بتكليف من منتدى فوراتوم لصناعة الطاقة النووية في أوروبّا- أن دعم نظام الطاقة منخفض الكربون في المستقبل القائم على مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة يحتاج إلى قدرة إضافية مرنة.

ويشير التقرير إلى أن الطاقة النووية توفّر ميزة تنافسية رئيسة، لأنها التقنية الوحيدة منخفضة الكربون القابلة للانتشار وغير المعتمدة على الطقس، ويمكنها دعم تحول الطاقة في ظل ظروف آمنة.

دعم مصادر الطاقة المتجددة

في عام 2018، كلفت فوراتوم شركة كومباس ليكسيكون الاستشارية الاقتصادية العالمية بتقديم تقرير لتقييم الدور الذي يمكن أن تؤدّيه الطاقة النووية في سيناريوهات إزالة الكربون على المدى البعيد.

وخلصت الدراسة -التي تحمل عنوان "المسارات إلى عام 2050: دور الطاقة النووية في أوروبا منخفضة الكربون"- إلى أن استمرار تشغيل أسطول محطات الطاقة النووية الحالي في أوروبا -على المدى القصير إلى المتوسط- سيساعدها على تحقيق أهدافها المتعلقة بخفض الانبعاثات، وتجنب الزيادة المؤقتة في الانبعاثات التي يمكن أن تنتج عن حصر الاستثمارات في الوقود الأحفوري.

وعلى المدى الطويل، يمكن للطاقة النووية أن تدعم مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة من خلال توفير الكهرباء والمرونة، كما أنها تقنية خالية من الكربون أثبتت فاعليتها.

انبعاثات من محطة غاز
انبعاثات من محطة لتوليد الكهرباء من الغاز

زيادة الانبعاثات

رأى منتدى فوراتوم أنه من الضروري طلب نسخة محدّثة من التقرير؛ وذلك نتيجة لتغييرين رئيسين: الأول يتمثل في نتيجة انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، والثاني يتعلق بأهداف الاتحاد الأوروبي المحدثة لإزالة الكربون لكل من 2030 و2050.

وقدّمت كومباس ليكسيكون تحليلًا مُحدثًا في يناير/كانون الثاني من هذا العام، حسب موقع "دبليو إن إن" المعني بأخبار الطاقة المتجددة.

وذكر منتدى فوراتوم أن الإغلاق المبكر لمحطات الطاقة النووية سيؤدي إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2025، ما يعوق الطموح المتزايد للتخفيف من آثار تغير المناخ في عام 2030.

كما سيتطلب ذلك قدرات حرارية جديدة من أجل ضمان أمن الإمدادات، ما سيتسبّب في زيادة ملوثات الهواء.

بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك حاجة إلى قدرات جديدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من أجل تحقيق الأهداف البيئية.

الاعتراف بإسهام الطاقة النووية

قال المدير العام لمنتدى فوراتوم، إيف ديسبازيل، إنه "وفقًا للتقرير الجديد، لن يؤدي الإغلاق المبكر لمحطات الطاقة النووية إلى زيادة تكاليف على المستهلك فقط، وإنما سيؤدي -كذلك- إلى آثار بيئية سلبية".

"وتشمل هذه الآثار زيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وملوثات الهواء الأخرى"، حسب ديسبازيل.

واستنادًا إلى هذا التقييم، حددت فوراتوم توصية سياسية تتمثل في الاعتراف بأن الطاقة النووية حل ميسور التكلفة سيساعد الاتحاد الأوروبي على تحقيق طموحاته المناخية وضمان أمن الإمدادات.

كما طالب التقييم بتفادي الإغلاق المبكر لمحطات الطاقة النووية، لأن ذلك قد يعرقل الأهداف طويلة الأجل لتحقيق الحياد الكربوني.

ودعا إلى إخضاع جميع التقنيات منخفضة الكربون للتقييم العلمي الدقيق نفسه لضمان الانتقال المستدام، وتطوير تصميم سوقيّ يدعم جميع التقنيات منخفضة الكربون، والاعتراف بإسهام الطاقة النووية في اقتصاد الهيدروجين المستدام.

اجتماع سابق لقادة الاتحاد الأوروبي - أرشيفية
اجتماع سابق لقادة الاتحاد الأوروبي - أرشيفية

انقسام أوروبي

تشهد قارة أوروبا انقسامًا منذ 3 سنوات حول ما إذا كان ينبغي إدراج الطاقة النووية ضمن تصنيف الاستثمارات الخضراء.

وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2020، أصبح من الواضح أن الطاقة النووية لم تعد تحظى بدعم الأغلبية داخل دول الاتحاد.

إذ تُعدّ بريطانيا وفرنسا من أكبر المدافعين عن الطاقة النووية، ومن ثمّ كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ترجيحًا لكفة ميزان الدول المعادية للطاقة النووية، وأبرزها ألمانيا.

وإلى جانب تراجع الطاقة النووية في جميع أنحاء أوروبا، تشير التكهنات إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعني نهاية التوسع النووي في أوروبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق