غازتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةنفط

خبير بريطاني: التخلص الفوري من الوقود الأحفوري يقتل معظم البشر

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • موت متوقع لنصف البشرية بعد توقّف الوقود الأحفوري بـ 100 يوم
  • فقراء المناطق الحضرية سيموتون أولًا
  • المطالبون بالتوقف الفوري للوقود الأحفوري عدميون
  • العالم استغرق قرنين من الزمن لتدشين البنية التحتية للطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري

رسم خبير اقتصادي ورجل أعمال بريطاني سيناريو شديد السواد لنتائج الاستجابة إلى دعوات التخلص الفوري من الوقود الأحفوري، إذ يرى أنه في غضون عام قد يموت معظم سكان الكرة الأرضية جوعًا أو تجمدًا، أو حتى بسبب انتشار الأوبئة.

وقال الخبير الاقتصادي السابق في بنك إنجلترا، مؤلف كتاب "إرث السير هيمفري"، الذي يناقش قضية إصلاح نظام المعاشات في بلاده، نيل ركورد، في مقال اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إن المشاركين في حملة أوقفوا النفط (Just Stop Oil)، هم أشخاص لطفاء حسني النية، لكنهم "عدميون، لا يدركون نتائج تحقق هذه الدعوة، التي يشيرون لكلمة "النفط" فيها لكل أنواع الوقود الأحفوري".

وأضاف قائلًا: "نريد طرح سؤال عمّا يمكن أن يحدث إذا أوقفنا استعمال الوقود الأحفوري غدًا، واستغنينا عن المصادر الطبيعية التي يعتمد عليها العالم في تلبية احتياجات الاقتصاد والسكان؟ الإجابة: إنه غالبًا سيموت 6 مليارات شخص خلال عام واحد"، حسب المقال المنشور بصحيفة "التليغراف"، في ديسمبر/كانون الأول 2023.

اليوم الأول

قال الخبير الاقتصادي السابق في بنك إنجلترا نيل ركورد، إن اليوم الأول في سيناريو وقف استعمال الوقود الأحفوري سيشهد وقف مناجم الفحم، وإغلاق آبار النفط، وآبار الغاز.

وأضاف في مقال، طالعته منصة الطاقة المتخصصة، أن أول تأثير سيأتي من مستعملي الغاز، موضحًا أن مخزونات الغاز الموجودة فوق سطح الأرض ليست مرتفعة عادة، لذلك، سيتعين على المملكة المتحدة وبسرعة كبيرة، خلال 10 أو 15 يومًا، وقف نظام توزيع الغاز الخاص بها؛ لأنها لن تكون قادرة على الحفاظ على الضغط.

ويعني ذلك إيقاف الإمدادات المحلية وإغلاق أنابيب الغاز عن نحو 21 مليون منزل، يقطنها نحو 74% من السكان، وهو ما يؤدي -بدوره- إلى قطع التدفئة.

وقد يلجأ المواطنون في المملكة المتحدة إلى الكهرباء لتدفئة أنفسهم، لكن توليد الكهرباء في البلاد يعتمد على الغاز بصورة رئيسة، ولا يمكن الاعتماد على كهرباء الطاقة المتجددة؛ كونها تتّسم بعدم الاستقرار.

وقال: "في اللحظة التي يتوقف فيها ضغط الغاز بنظام الطاقة في البلاد، ينهار توازن شبكة الكهرباء وينقطع التيار، ومن المستحيل تخيُّل مدى اتساق نطاق هذا الانقطاع".

ومع تزايد الطلب على شبكة الكهرباء لتلبية الاحتياجات مثل الطهي والتدفئة وغيرها، سيصعب السيطرة على الأمور.

بعد مرور 25 يومًا، تخيَّل الكاتب نضوب البنزين والديزل من الأسواق، "وأنا كريم في تقدير هذه المدة"؛ ما يعني فشل نظام توزيع الغذاء ونقل البضائع والسلع إلى الأسواق، واستحالة وصول معظم السكان الذين يعتمدون على الشراء إلى الأطعمة التي تحميهم من الجوع، خاصة في المناطق الحضرية.

وتوقّع الكاتب أنه لن ينجو من الجوع سوى سكان المناطق الريفية، الذين يعتمدون على زراعة المحاصيل وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها، وتخزين القدر الضئيل.

الموت جوعًا

يرى الخبير الاقتصادي السابق في بنك إنجلترا نيل ركورد، أنه عند الوصول إلى اليوم الـ50 من وقف استعمال الوقود الأحفوري، سيكون هناك كثير من سكان العالم في المناطق الحضرية على شفا الموت جوعًا، "وأظن أن النظام والقانون سيسقطان، ويبدأ صراع، وتحدث مذابح بسبب التنافس على ما يحافظ على البقاء"، بحسب الكاتب.

وبسبب عدم توافر الكهرباء والمياه وتعطُّل أنظمة الصرف الصحي، ستتفشى الأمراض المعدية مثل الكوليرا والدوسنتاريا.

ويتوقع الكاتب أنه في اليوم الـ100، أي بعد وقف استعمال الوقود الأحفوري بنحو 3 أشهر، سيموت نصف سكان العالم، أو ما يعادل 4 مليارات نسمة، وأول الضحايا سيكونون من فقراء المناطق الحضرية، ثم يلحقهم المنتمون إلى الطبقة المتوسطة، إلى أن تصل للطبقة الاجتماعية الأعلى. وفي اليوم 365، أي بعد مرور عام، يتوقع الكاتب وفاة ملياري نسمة آخرين جوعًا وتجمدًا، وذلك بعد نفاد الطعام المُخزن أو فساده، وأيضًا مع تصاعد العنف.

ولخّص الكاتب سيناريو متوقعًا لكابوس التوقف عن استعمال الوقود الأحفوري في العالم، لكنه أكد في المقال الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة، على حقيقة كل ما ذكره، واستغرق العالم قرنين من الزمن لتدشين البنية التحتية للطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري، التي تمثّل جزءًا ماديًا من المدخرات الاستثمارية في العالم؛ لأنها توفر كميات هائلة من الطاقة المرنة والقابلة للاستعمال بتكلفة محدودة جدًا، وفق الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال البريطاني.

وأسهم انخفاض تكلفة تلك الطاقة في دعم شعوب العالم الفقيرة، وساعدها على التحول نحو الخروج من هذا المستنقع، وخير دليل على ذلك الصين والهند.

منجم فحم
منجم فحم - الصورة من فوكس

نضوب الوقود الأحفوري

طرح الخبير الاقتصادي السابق في بنك إنجلترا نيل ركورد،، في مقاله الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة، تساؤلًا على المناهضين والمطالبين بتوقف الوقود الأحفوري، وهو: "هل يفهمون كيف يسير العالم؟ وقال: إنه "إذا كانت الإجابة بـ"نعم"، فهم عدميّون، وإذا كانت بـ"لا" فإنني سأطرح عليهم تساؤلًا آخر، وهو: لماذا تعطّلون حسن سير مجتمعنا، وتروّجون لمسار عمل متطرف لا تدركونه؟".

وقال الكاتب: "إذا كان المناهضون لاستعمال الوقود الأحفوري يرون خطأ توقعاتي، فعليهم أن يوضحوا كيف أن الوقف الفوري لهذا الوقود يمكن أن يؤدي إلى ازدهار العالم".

وأضاف أن هذا التصور لا يعني "أنني مؤمن بتغير العالم؛ لأن هذه طبيعة الأشياء، وقصة الوقود الأحفوري لن تستمر للأبد".

وأوضح أن البشر مبدعون وقادرون على التكيف، والوقود الأحفوري سينضب، ومع الوقت سيطور الإنسان مصادر طاقة رخيصة غير أحفورية. كما سيطور طرقًا لتخزين ونقل الطاقة.

وسيتحول الوقود الأحفوري بعد مدة من الزمن ليصبح من الماضي، ومعه سينتقل العالم إلى صورة أفضل من الأولى.

وقال الكاتب في ختام مقاله: "أعتقد أن شعار "أوقفوا الوقود الأحفوري" ليس جملة جذابة إلى أن تسمح التقنيات والاقتصادات بذلك، وبما يتفق مع تحسّن رفاهية الإنسان".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق