تقارير التغير المناخيالتغير المناخيرئيسية

خفض توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري تحدٍ كبير أمام كوب 28 (تقرير)

أسماء السعداوي

اقرأ في هذا المقال

  • الوقود الأحفوري ما زال المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء عالميًا
  • 36 % من الكهرباء العالمية جاءت من الفحم في 2023
  • 22.6 % هي حصة الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء خلال 2023
  • الطاقة المتجددة تضاعفت لكنها ما زالت دون 40% من الكهرباء المولدة
  • آمال عريضة بشأن دور كوب 28 في خفض استهلاك الوقود الأحفوري
  • الاحتفال بتفوق الطاقة المتجددة سيكون خلال مؤتمرات كوب لاحقة

ما زال توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري يشكّل النسبة الأكبر عالميًا، رغم الدعوات إلى خفض انبعاثات الكربون الناتجة عن ذلك الوقود الملوث للبيئة، واستبدال الطاقة المتجددة به.

وفي تقرير حديث، كشف مركز إمبر "Ember"، المتخصص في أبحاث الطاقة، عن أن أكثر من 60% من الكهرباء العالمية خلال أول 8 أشهر من العام الجاري (2023) جاءت من مصادر الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز الطبيعي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي تعليق له على التقرير، قارن الكاتب في شؤون الطاقة، غافين ماغواير، في مقال له نشرته وكالة رويترز، ارتفاع حصة الوقود الأحفوري بما وصفه بـ"نشر مصادر الطاقة النظيفة في جميع الاقتصادات الكبرى".

يأتي ذلك على الرغم من وجود دول -مثل الولايات المتحدة- على قائمة كبار مستعملي الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء بنسبة 59%.

واحتلت الهند رأس قائمة مستعملي الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء بنسبة 75%، تليها بولندا بنسبة 73%، والصين 65%، ثم اليابان 63%، والولايات المتحدة 59%، وتركيا 57%.

ولذلك، في ضوء تلك الأرقام الصادمة، أشار ماغواير إلى التحدي أمام مؤتمر المناخ كوب 28، المنعقد حاليًا في الإمارات، بشأن تحقيق أهداف خفض الوقود الأحفوري في مزيج الكهرباء لصالح الطاقة النظيفة، متوقعًا إحراز ذلك الهدف خلال مؤتمرات أخرى لاحقة.

معدلات توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري

احتل موضوع التخلي عن الوقود الأحفوري مكانة رئيسة خلال فعاليات اليوم الأول من مؤتمر المناخ كوب 28 في الإمارات، إذ يعوّل كثيرون على هذه الدورة لتسريع وتوسيع نطاق خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لإبقاء حرارة الأرض دون مستوى 1.5 درجة، بحسب ما تنص عليه اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015.

ودعا الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سايمن ستيل، العالم إلى الدخول في "المرحلة النهائية من عصر الوقود الأحفوري الذي نعرفه".

وحذّر خلال فعاليات المؤتمر اليوم قائلًا: "إذا لم نعطِ إشارة انطلاق المرحلة النهائية من العصر الأحفوري كما نعرفه، فإننا نعد أنفسنا لانحدار نهائي".

لكن الأرقام المذكورة بشأن نسبة توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري وهذا العدد الضخم من الاقتصادات العالمية المنتجة والمصدرة لهذا الوقود، تكشف عن التحدي الكبير الذي يواجه مؤتمر المناخ لهذا العام، بحسب كاتب المقال.

ويقول ماغواير، إن استمرار اعتماد أنظمة الطاقة على الوقود الأحفوري في العديد من الدول المؤثرة عالميًا من الولايات المتحدة والصين والهند، يقلّل فرص خروج كوب 28 بإصلاحات جريئة في قطاع الكهرباء بالدرجة التي يطمح إليها الناشطون المدافعون عن المناخ.

شعار كوب 28 في الإمارات
شعار كوب 28 في الإمارات - الصورة من "إندبندنت عربية"

الفحم على القمة

شكّل الفحم النسبة الأكبر من توليد الكهرباء عالميًا خلال الأشهر الـ8 الأولى من عام 2023 الجاري، إذ جاء نحو 36% من الكهرباء العالمية من محطات حرق الفحم، بحسب بيانات مركز إمبر.

وعلى أساس سنوي، فإن هذه النسبة تقل بنسبة طفيفة مقارنة بأول 8 أشهر من العام الماضي (2022).

لكن من حيث الإنتاج الفعلي، ارتفع توليد الكهرباء بالفحم ليسجل مستوى جديدًا عند 837.7 تيراواط/ساعة، بزيادة 0.6% على أساس سنوي، وأعلى بنحو 7% -أيضًا- عن المدة نفسها من عام 2019.

يقول الكاتب غافين ماغواير، إن استمرار الفحم بوصفه حجر أساس لتوليد الكهرباء عالميًا، ينفي صحة الافتراضات السائدة بشأن خروج الفحم من أنظمة الطاقة في ضوء إغلاق المحطات بدول الغرب خلال السنوات الأخيرة.

لكن حصة الفحم في مزيج الكهرباء الإجمالي انخفضت من نحو 16% في دول أوروبا، و21% في و أميركا الشمالية، إلى نحو 14% على الجانبين خلال هذا العام.

وعلى صعيد آسيا، ظلت حصة الفحم في مزيج الكهرباء الآسيوي مستقرة بنسبة كبيرة عند 56%.

وارتفع متوسط الإنتاج الشهري للفحم في آسيا من نحو 590 تيراواط/ساعة إلى 686 تيراواط/ساعة خلال أول 8 أشهر من 2023، بسبب النمو القوي في الصين والهند ودول أخرى.

وفي السنوات الأخيرة، خفّضت الصين حصة الفحم في مزيج الكهرباء من أكثر من 65% في 2019 إلى دون 59% في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام (2023).

لكن حصة الهند ما زالت مرتفعة فوق 70%، كما تنتج إندونيسيا والفلبين وبولندا أكثر من نصف الكهرباء المولدة من الفحم.

وبحسب الكاتب، فإن تلك النسب المرتفعة تضمن استمرار الدعم الكبير لاستهلاك الفحم الإجمالي على مدار السنوات المقبلة، رغم الجهود المبذولة محليًا في كل مكان للحد من استعمال الفحم.

محطة كهرباء تعمل بالفحم
محطة كهرباء تعمل بالفحم - الصورة من شبكة "سي إن بي سي"

الغاز الطبيعي

يشكّل الغاز الطبيعي ثاني أكبر مصادر توليد الكهرباء عالميًا، وأسهم بـ22.6% من النسبة الإجمالية حتى نهاية أغسطس/آب 2023، بحسب بيانات مركز إمبر لأبحاث الطاقة.

وفي أغسطس/آب وحده، ارتفعت النسبة الإجمالية لتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي إلى مستوى جديد عند 630 تيراواط/ساعة.

ويُعزى ذلك بصورة رئيسة إلى الارتفاع القوي في معدلات التوليد باستعمال الغاز في الولايات المتحدة خلال فصل الصيف، بسبب وصول الطلب على تبريد الهواء إلى ذروته.

وفي الصين -أيضًا- ارتفعت معدلات توليد الكهرباء بالغاز خلال هذا العام، ونجح في أن يحل بدلًا من الفحم في بعض المناطق، بيد أنه ظل دون مستويات الاستهلاك القصوى السابقة في أسواق رئيسة مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية.

وعلى عكس الصين والولايات المتحدة، واجه استهلاك الغاز في أوروبا حجر عثرة بسبب التراجع المتواصل للنشاط الاقتصادي نتيجة للقفزة في أسعار الطاقة في عام 2022 المنصرم.

يقول الكاتب، إن أي تعافٍ مستدام لنشاط المصانع وإنتاج الصناعات الثقيلة قبل حلول عام 2024 الوشيك، سيعزّز استهلاك الغاز في أوروبا حتى ولو تمكن منتجو الكهرباء من زيادة إمدادات الطاقة المتجددة المنتجة بوساطة طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

كوب 28 والطاقة المتجددة

منذ عام 2019، ارتفعت معدلات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة عالميًا، بما يقارب 3 أضعاف نظيرتها بالوقود الأحفوري، وهو ما غذّى آمال تحول الطاقة بعيدًا عن الوقود التقليدي.

إلا أن حصة الطاقة المتجددة في النسبة الإجمالية لتوليد الكهرباء لم تتجاوز حاجز 40% خلال المدة بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب 2023، بحسب بيانات مركز إمبر.

ولذلك، ما زال توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري المصدر الرئيس للكهرباء في العالم.

وفي ضوء ذلك، لا يتوقع كاتب المقال غافين ماغواير أن يحقق كوب 28 المنعقد حاليًا تقدمًا بشأن مساعدة مصادر الطاقة النظيفة في تجاوز الوقود الأحفوري، ولذلك فمن المحتمل أن يستمر الانتظار لتحقيق تلك الأهداف خلال مؤتمرات لاحقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق