التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةنفطوحدة أبحاث الطاقة

هل تقلل الطاقة المتجددة في أميركا الشمالية الاعتماد على الوقود الأحفوري؟ (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • الطاقة المتجددة ستوفر النصيب الأكبر من إمدادات الطاقة في أميركا الشمالية
  • الطاقة الشمسية في أميركا الشمالية قد تنمو بمقدار 15 مرة
  • توقعات الكهرباء المولدة من طاقة الرياح معقدة على المدى القصير
  • استهلاك أميركا الشمالية من النفط سيتراجع 75% بحلول 2050

تكتسب الطاقة المتجددة في أميركا الشمالية أرضية واسعة بمزيج الطاقة، مع توقعات أن تحقق نموًا مطردًا بحلول عام 2050، في ظل زيادة المشروعات الخضراء مقابل تراجع الطلب على الوقود الأحفوري.

ويوضح تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن نسبة الوقود الأحفوري الذي يشكّل حاليًا 80% من إمدادات الطاقة في الولايات المتحدة وكندا مجتمعتين، من المتوقع أن تتراجع إلى أقل من النصف بحلول عام 2050.

ورغم أن القارة تُعرف بإنتاج النفط والغاز واستهلاكهما منذ أعوام طويلة، فقد توقع التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أنه في غضون 3 عقود تقريبًا ستوفر الطاقة المتجددة في أميركا الشمالية النصيب الأكبر من إمدادات الطاقة، في ظل القدرات المرتفعة لنوعيها الشمسية والرياح.

زخم الطاقة المتجددة في أميركا الشمالية

سيكون النمو السريع لاستعمال الطاقة المتجددة في أميركا الشمالية بتوليد الكهرباء، إلى جانب كهربة قطاعي النقل البري والمباني، هو الدافع الرئيس إلى تراجع حصة الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة لأقل من النصف بحلول 2050، بحسب التقرير.

وتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن تنمو حصة الكهرباء من إجمالي الطلب النهائي على الطاقة في أميركا الشمالية إلى 41% بحلول عام 2050، مقابل 21% في عام 2022.

وفي الوقت الحالي، تُعد الطاقة الشمسية ثالث أكبر مصادر الطاقة المتجددة في أميركا الشمالية المنتجة للكهرباء، بعد الطاقة الكهرومائية والرياح، مع توقعات أن تنمو بمقدار 15 مرة، لتمثل ما يقرب من نصف إجمالي الكهرباء المولدة لدى القارة بحلول 2050.

وفي المقابل، تُعد توقعات الكهرباء المولدة من طاقة الرياح معقدة على المدى القصير، وهو ما أرجعه المنتدى الاقتصادي العالمي إلى الضغوط التضخمية وسلاسل التوريد.

ورغم ذلك، من المتوقع نمو سعة طاقة الرياح 8 أمثال بدعم من قانون التضخم الأميركي وخطة الطاقة النظيفة في كندا لعام 2023، لتمثل 35% من توليد الكهرباء في البلدين بحلول منتصف القرن الجاري (2050)، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

محطة طاقة شمسية
محطة طاقة شمسية - الصورة من أوفشور تكنولوجي

مستقبل النفط في أميركا الشمالية

يقدر المنتدى الاقتصادي العالمي أن استهلاك أميركا الشمالية من النفط سيتراجع بنسبة 75% بحلول 2050، ليعادل نصف الانخفاض المتوقع للطلب العالمي على الخام.

وبلغ استهلاك النفط في أميركا الشمالية 19.14 مليون برميل يوميًا في 2022، ليشكل نحو 20% من الإجمالي العالمي، وفق المراجعة الإحصائية السنوية لمعهد الطاقة البريطاني.

وعلى صعيد الإنتاج، من المتوقع أن يصل إنتاج النفط في الولايات المتحدة وكندا إلى ذروته بحلول عام 2024، ثم يأخذ منحنى التراجع ليصل إلى 7 ملايين برميل يوميًا للدولتين معًا بحلول عام 2050، مقابل 17 مليون برميل يوميًا بنهاية العام الماضي 2022، وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي.

يُشار إلى أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة قد بلغ مستوى قياسيًا في أغسطس/آب 2023، فوق 13 مليون برميل يوميًا، وفق أحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ومع ذلك، يرى التقرير أن الولايات المتحدة ستظل من كبار منتجي النفط عالميًا حتى مع تراجع الطلب العالمي على الخام، إذ من المقدر أن تسجل صادراتها من النفط نموًا حتى عام 2030 ثم تستقر.

دور السياسات الحكومية

عدّ المنتدى الاقتصادي العالمي السياسات الحكومية عنصرًا مهمًا في تغيير طريقة توفير الطاقة واستهلاكها والتحول إلى الطاقة المتجددة في أميركا الشمالية.

ومن بين تلك السياسات قانون خفض التضخم الأميركي، الذي أقرّته الولايات المتحدة العام الماضي بنحو 370 مليار دولار، ويتضمن دعمًا غير مسبوق للتقنيات الضرورية لعملية التحول إلى الطاقة الشمسية والرياح وخلافه.

ويقدم قانون خفض التضخم دعمًا لمدة 10 أعوام للطاقة النظيفة، ومنها طاقة الرياح والهيدروجين وتقنيات التقاط الكربون من الهواء مباشرة.

ولفت التقرير إلى حالة التناقض التي تعيشها الولايات المتحدة، فعلى الرغم من قانون التضخم الذي يهدف إلى تسريع عملية تحول الطاقة، وافقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على تطوير مشروع ويلو النفطي في ولاية ألاسكا المثير للجدل، الذي يحتوي على 600 مليون برميل من النفط قابلة للاستخراج خلال مدة المشروع.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، أبرز الحقائق عن مشروع ويلو النفطي المثير للجدل في أميركا:

مشروع ويلو النفطي في أميركا

ويعكس ذلك -بحسب المنتدى الاقتصادي- أنه في الوقت الذي تكون فيه الإدارة الأميركية حريصة على زيادة إنتاج الطاقة الخضراء، تعطي أولوية لأمن الطاقة، مع النظر إلى النفط بأنه الوسيلة لتحقيق ذلك.

وحتى لو أدى قانون خفض التضخم إلى تسريع نشر الطاقة المتجددة في أميركا الشمالية عامة والولايات المتحدة بصفة خاصة، فإن هناك ضرورة لتنفيذ المزيد من الإجراءات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وتوقع التقرير أن يصل نصيب الفرد من الانبعاثات الكربونية في أميركا الشمالية إلى 3 مرات نظيره في أوروبا بحلول عام 2050.

ودعا المنتدى الاقتصادي العالمي إلى تسريع سياسات تعمل على تقليل استعمال الوقود الأحفوري، بالتوازي مع تسريع عمليات تحول الطاقة ودعم مصادرها المتجددة في أميركا الشمالية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق