منوعاتتقارير منوعةرئيسية

توليد الكهرباء بالفحم في الصين "شريان حياة" رغم الوعود المناخية (تقرير)

أسماء السعداوي

اقرأ في هذا المقال

  • مخاوف من تفويت أهداف الحياد الكربوني بسبب الفحم في الصين
  • تزايد تراخيص بناء محطات كهرباء جديدة تعمل بالفحم
  • تحقيق أمن الطاقة وانقطاع الكهرباء أبرز أسباب العودة إلى الفحم
  • الصين تمتلك قدرات واعدة للطاقة المتجددة
  • مسؤولون يقللون من المخاطر الاقتصادية والبيئية لمحطات الفحم

يبدو أن التخلي عن محطات توليد الكهرباء بالفحم في الصين لن يسير بالوتيرة المرجوة، وهو ما يثير شكوكًا حول بلوغ هدف الحياد الكربوني في موعده بحلول عام 2060.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد تعهّد بالحدّ من استعمال الفحم بدءًا من عام 2026، وتقول السلطات، إنها أوقفت تشغيل محطات بقدرات مجمّعة تصل إلى 70.45 غيغاواط خلال العقد الماضي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

لكن تصاريح إنشاء المحطات الجديدة بأكبر مطلق لانبعاثات الكربون في العالم شهدَ قفزة مفاجئة، إذ سمحت بكين ببناء محطات جديدة يفوق عددها تلك الصادرة في عام 2021 بأكمله، وفق بيانات منظمة غرينبيس (Greenpeace) المعنية بالدفاع عن البيئة.

وحاليًا، يُسهم حرق الفحم بنحو 70% من الانبعاثات في الصين، ويتوقع محللون أن تصل معدلات استعمال الفحم لتوليد الكهرباء إلى ذروتها خلال هذا العام (2023)، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

ويقول مركز غلوبال إنرجي مونيتور (Global Energy Monitor) البحثي الأميركي، إن الصين شكّلت وحدها 95% من إجمالي قدرات محطات الفحم العالمية التي بدأ إنشاؤها خلال هذا العام (2023).

توليد الكهرباء بالفحم في الصين

يشكّل الحدّ من استعمال الفحم ركنًا أساسيًا في جهود العالم لمكافحة تغير المناخ، كما أنه أحد النقاط المحورية التي من المقرر أن يناقشها المشاركون بمؤتمر المناخ "كوب 28" الذي تنطلق فعالياته اليوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري (2023) في الإمارات.

ومؤخرًا، أعلنت فرنسا طرحها خطة خلال فعاليات المؤتمر، للمطالبة بحظر تمويل القطاع الخاص لمحطات الكهرباء الجديدة العاملة بالفحم، إلّا أن أصوات الصين إلى جانب الهند تعالت رافضةً الخطة.

ففي الوقت الذي يُعدّ به الفحم التهديد الأول لأهداف المناخ في الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، تراه الصين والهند أساسيًا لتحقيق أمن الطاقة ودعم الاقتصاد.

من جانبهم، يؤكد مستشارون حكوميون صينيون قدرة بكين على تحقيق تعهداتها المناخية، لكن الطفرة في تراخيص محطات الفحم الأخيرة تهدد بخروج الصين أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم عن المسار المنشود، وهو ما يعرّض هدف خفض مستوى حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية، للفشل.

ويرى محللون أنه ليس من الضروري للصين إنتاج المزيد من الكهرباء عن طريق الفحم، إذ إن لديها قطاع طاقة نظيفة مزدهرًا، فالبلاد في صدارة سباق التقنيات النظيفة عالميًا، وشكّلت استثمارات الطاقة المتجددة 55% من الإجمالي العالمي في عام 2022 المنصرم.

واستحوذت شركتان صينيتان على أكثر من نصف سوق بطاريات السيارات الكهربائية العالمية في 2022، كما تمتلك البلاد أكبر أساطيل العالم من محطات الطاقة الشمسية والرياح.

محطة كهرباء تعمل بالفحم
محطة كهرباء تعمل بالفحم - الصورة من سي إن إن

تحقيق أمن الطاقة

أثيرت مخاوف بشأن أمن الطاقة في الصين، بعد شحّ إمدادات الفحم وانقطاع الكهرباء في عام 2021، وكذلك بعد أزمة الطاقة الأوروبية وما نتج عنها من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أعقاب الحرب على أوكرانيا.

أحد المستفيدين من فورة تصاريح محطات توليد الكهرباء بالفحم في الصين هو المدير العام لشركة شينهوا إنرجي (Shenhua Energy) (أكبر شركة فحم بالبلاد) شو مينغ جون، الذي قال أمام مستثمرين في شهر سبتمبر/أيلول المنصرم (2023)، إن شركته تستغل هذه الفرصة السانحة لتعزيز تطوير الفحم.

بدوره، قال مدير منظمة غرينبيس، قاو يو هه، إن أمن الطاقة أصبح كلمة السر لاستعمال الفحم في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الطريق ممهد للحصول على موافقات جديدة.

ورغم الضغوط الدولية، دافع مبعوث المناخ الصيني، شيه تشن هوا، عن استعمال الفحم، قائلًا، إن المخاوف بشأن أمن الطاقة تفترض بأن التخلص التدريجي من مصادر الوقود الأحفوري مازال أمرًا غير واقعي.

وفي السياق نفسه، يتوقع باحثون من مركز التطوير والأبحاث التابع للحكومة أن ترتفع قدرات توليد الكهرباء بالفحم في الصين بأكثر من 200 غيغاواط بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، وهو ما يزيد على كل قدرات الكهرباء في كندا.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- خطة الصين لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060:

الحياد الكربوني - الصين

دعم الأعمال والوظائف

حملت الطفرة في تصاريح إنشاء محطات توليد الكهرباء بالفحم في الصين "شريان حياة اقتصاديًا" لبعض السكان المحليين، بحسب التقرير.

من هؤلاء السكان مالكة متجر فاكهة تدعى لي، غادرت مسقط رأسها بعد القيود على تطوير الفحم هناك، لتتجه للعيش بحوار محطة فحم أخرى يجري إنشاؤها بقدرة 700 ميغاواط، بتكلفة تزيد عن 3 مليارات يوان (419 مليون دولار) في يوتشون يو هنغ.

وتعهدت مدينة يولين بمقاطعة شنشي بخفض عدد مناجم الفحم بحلول عام 2025، إلّا أن إيرادات الفحم وفرص العمل تشجع على بناء المزيد حاليًا.

وسجلت إيرادات مدينة يولين قفزة بنحو 60% في عام 2022، بدعم من ارتفاع أسعار الفحم، إلّا أن تلك النسبة انخفضت بنحو 20% على أساس سنوي خلال أول 6 أشهر من هذا العام، بسبب مخاطر الاعتماد على الفحم.

لكن على طرف المدينة، تظهر محطة كهرباء تعمل بالفحم قيد الإنشاء في مجمع جينجي الصناعي، حيث تقوم المصانع بتحويل الفحم إلى نفط ومواد كيماوية.

وهناك -أيضًا- تخطط شركة شنشي يولين إنرجي (Shaanxi Yulin Energy) لاستثمار 6 مليارات يوان لبناء محطتي فحم جديدتين، على أن تدخلا حيز التشغيل في 2027.

من جانبهم، شكّك العديد من العاملين بصناعة الفحم بيولين في المخاطر الاقتصادية والبيئية لمحطات الفحم الجديدة، وقال أحدهم، إن "الموارد تحت الأرض لن تنفد أبدًا، وسيكون هناك فحم دائمًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق