غازأخبار الغازرئيسية

استهلاك الغاز والكهرباء في بريطانيا يرتفع رغم التعهدات المناخية

حياة حسين

قفز استهلاك الغاز والكهرباء في بريطانيا وباقي أنحاء المملكة المتحدة بقيادة مجالس لندن المحلية، رغم ضجيجها المتواصل بشأن ضرورة التعامل مع قضية تغير المناخ وارتفاع حرارة الأرض بصورة جدية.

ورصد تقرير، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، معدلات استهلاك تلك المجالس للطاقة، والزيادة في مؤشراتها الملحوظة.

ويرى التقرير المبني على بيانات جمعتها مؤسسة "بوكس باور" (Box Power) غير الهادفة للربح، أن صعود استهلاك الغاز والكهرباء في بريطانيا، بقيادة مجالس بلديات لندن، التي تشمل ساوثوارك وهاكني وأكسفوردشير، ينطبق عليها المثل القائل "لا يفعلون ما يقولون".

ويرجع ذلك إلى إطلاق تلك المجالس تحذيرات عديدة بشأن تغير المناخ، ودعواتها للعمل على العلاج، في وقت أظهرت بيانات رسمية لاستهلاك الطاقة أنها استعملت أكبر كميات من الغاز والكهرباء.

طوارئ مناخية

في 2019، أعلن مجلس ساوثوارك في لندن حالة طوارئ مناخية، لكن بيانات حكومية، جمعتها مؤسسة غير ربحية، أظهرت أن هذا المجلس استهلك كميات من الغاز والكهرباء أكبر من البلديات المحلية الأخرى.

وفي 2021، نشر المجلس خطة المناخ، المكونة من 73 صفحة، أشار فيها إلى ارتفاع حرارة الحرارة، ووصفها "بالتحدي الحالي".

وكتبت عضوة المجلس الحكومية لحالة الطوارئ المناخية هيلين دينيس: "نحن لا نمتلك سوى سنوات قصيرة لمواجهة ارتفاع الحرارة، وإلا ستنتهي الحياة التي نعرفها على كوكب الأرض".

ووعد المجلس بإجراء عاجل، لكنه حتى مارس/آذار 2023، زاد استهلاكه للغاز بمقدار 4 أضعاف، والكهرباء ضعفي متوسط الاستهلاك في كل لندن، باستثناء ساوثوارك.

كما تمدد إنفاق ساوثوارك مقارنة بلندن على الغاز بنسبة 17%، والكهرباء بنسبة 8%، حسبما ذكر تقرير لصحيفة "ذا تايمز"، يوم الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024.

ألواح طاقة شمسية على سطح منزل بريطاني
ألواح طاقة شمسية على سطح منزل بريطاني - الصورة من ذا غيد

ويدّعي مجلس هاكني المحلي بالمملكة المتحدة، أنه الأكبر طموحًا مناخيًا بالبلاد، لكنه استهلك كميات من الغاز والكهرباء منذ 2021 حتى مارس/آذار الماضي، أكثر من أي منطقة أخرى؛ إذ احتل المركز السادس بين المجالس الأكثر استهلاكًا للغاز.

وخارج العاصمة لندن، يرى مجلس أوكسفوردشير أنه يقود البلاد في طريق المناخ وحماية البيئة، ويبحث تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2030، أي بعد أقل من 7 سنوات.

بينما ارتفع استهلاك هذا المجلس من الغاز والكهرباء في المدة ذاتها بنسبة 66%، مقارنةً بجاره باكينغهامشير، الذي يستهدف تحقيق الحياد الكربوني في 2050.

وارتفع استهلاك الغاز بنسبة 39% والكهرباء بنسبة 19% في المجلس، مقارنة بمتوسط الاستهلاك في مجالس لندن بصورة عامة.

وبرر مجلس هاكني الاستهلاك المتزايد للغاز والكهرباء، بتزويد المباني ذات الطلب العالي على الطاقة.

شفافية استهلاك الغاز والكهرباء في بريطانيا

قالت مؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ"بوكس باور" كورين دالبي: "ندعو مجالس لندن إلى إعلان البيانات لتوفير مزيد من الشفافية حول إنفاق أموالنا وقرارات الطاقة التي تتخذها".

وأضافت رئيسة حملات تحالف دافعي الضرائب إليوت كيك: "فرضت السلطات المحلية سياسات مكلفة وغير مريحة على السكان باسم إنقاذ المناخ، ومع ذلك فمن الواضح أن الموقف هو: افعل كما نقول، وليس كما نفعل".

وأكدت المجالس الثلاثة المتهمة بزيادة استهلاك الغاز والكهرباء في بريطانيا عدم عدل تلك المقارنات؛ لأن كل منطقة لها بنود استهلاك مختلفة، مثل عدد المدارس التي تزودها بالطاقة.

وعلى سبيل المثال، يوفر مجلس هاكني الطاقة لـ70 مدرسة، عدد منها مصمم بالطرز القديمة التي تحتاج إلى كميات أكبر من الطاقة عالية.

وأضاف المجلس: "نحن ثالث أكثر الأماكن كثافة سكانية في البلاد؛ ما يعني أن هناك حاجة للحفاظ على المزيد من إنارة الطرق، ورغم التحديات فإننا نعمل على توفير الطاقة في الطرق، وخفضنا الانبعاثات بنسبة 29% منذ 2010".

كما أشار المجلس إلى خطة طموحة لتركيب محطات طاقة شمسية على المباني تُنَفَّذ حاليًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

بينما أكد ساوثوارك أن معظم الانبعاثات الصادرة تأتي من المباني، وأن عدد منازل المجلس التي تستعمل شبكات التدفئة أكثر من معظم السلطات المحلية الأخرى.

ورغم ذلك؛ فقد أكد استمرار جهود بناء بيئة أكثر صحة للسكان، والتقدم الواضح لها. وأشار إلى أنه من بين تلك الجهود والإجراءات تركيب مضخات تسخين المياه الجوفية للحفاظ على دفء 2000 منزل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق