تقارير الكهرباءالتقاريركهرباء

عدد محطات توليد الكهرباء بالفحم في الصين يرتفع رغم تعهداتها المناخية (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • ليس من الضروري توفير المزيد من كهرباء الفحم لاستمرار الإنارة
  • • استثمارات الصين في الطاقة المتجددة شكّلت 55% من الإجمالي العالمي عام 2022
  • • شركتان صينيتان استحوذتا على أكثر من نصف سوق بطاريات السيارات الكهربائية في العالم
  • • 60% من مبيعات السيارات الكهربائية في عام 2022 حدثت في الصين

ارتفع عدد التراخيص الحكومية لإنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم في الصين، على الرغم من تعهد الرئيس شي جين بينغ، في إبريل/نيسان 2021، بفرض رقابة صارمة على هذه المشروعات في البلاد.

وفي العامين السابقين لتعهّد الرئيس شي، وافقت الحكومة على إنشاء 127 محطة، قادرة مجتمعة على إنتاج 54 غيغاواط من الكهرباء المولَّدة بالفحم، وفقًا لتحليل بيانات مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور الأميركية المعنية بتصنيف مشروعات الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم.

وفي العامين التاليين للتعهد، ارتفع عدد محطات توليد الكهرباء بالفحم في الصين إلى 182 محطة، تنتج 131 غيغاواط من الكهرباء، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقد تضاعفت قدرة الصين الجديدة على توليد الكهرباء بالفحم، بحسب تحليل لكبير المحللين في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، لوري ميليفيرتا، وكبير مستشاري السياسات في مكتب مؤسسة إي3جي في لندن، بيفورد تسانغ، نشرته مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy).

تعهدات بكين المناخية

قال مستشارون حكوميون، إنهم "متأكدون تمامًا" من قدرة بكين على تحقيق أهدافها المناخية، وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن استعمال الوقود الأحفوري في الصين سيصل إلى ذروته في العام المقبل.

ويهدد انتعاش استعمال الفحم بإبعاد الصين، أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم، عن مسار الوفاء بالتزاماتها للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

وهذا بدوره يعرّض للخطر الهدف الدولي المتمثل في الحدّ من الاحتباس الحراري العالمي دون مستوى 1.5 درجة مئوية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

توليد الكهرباء بالفحم في الصين
شاحنات نقل الفحم في ميناء غانتس مود قرب الحدود الصينية - الصورة من وكالة الأنباء الفرنسية

لذلك، يتعين على المجتمع الدولي أن يدفع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى أخذ تعهّده على محمل الجدّ، وتشكّل قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، التي تستضيفها سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة هذا الأسبوع، مناسبة ملائمة للبدء.

ويُعدّ التحول الأخير بشأن الفحم أمرًا غريبًا بالنسبة لبكين، التي تقلل، بوجه عام، من وعودها، وتبالغ بشأن الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالمناخ، وتُعدّ الرقابة على المشروعات الجديدة لتوليد الكهرباء بالفحم أحد التعهدات القليلة التي قدّمتها الصين من الآن وحتى عام 2025.

إضافة إلى ذلك، يرى المحللون أنه ليس من الضروري توفير المزيد من الكهرباء المولدة باستعمال الفحم لاستمرار الإنارة، إذ إن الصين لديها قطاع طاقة نظيفة مزدهر.

السباق العالمي للتكنولوجيا النظيفة

وفقًا للعديد من المقاييس، تُعدّ الصين في صدارة السباق العالمي للتكنولوجيا النظيفة، وشكّلت استثماراتها في الطاقة المتجددة 55% من الإجمالي العالمي في عام 2022.

واستحوذت شركتان صينيتان فقط على أكثر من نصف سوق بطاريات السيارات الكهربائية في العالم، و60% من مبيعات السيارات الكهربائية في عام 2022 حدثت في الصين، التي تمتلك أكبر أساطيل في العالم من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وشهدت الصين نموًا لافتًا للانتباه في مجال الطاقة الشمسية، إذ من المتوقع أن توفر المنشآت الجديدة في عام 2023 وحده ما يعادل مرة ونصف إجمالي القدرة المركبة للطاقة الشمسية في الولايات المتحدة.

الأهم من ذلك، أن توليد الكهرباء الإضافي المتوقع من مصادر الطاقة النظيفة المركّبة هذا العام يُعدّ أكثر من متوسط الزيادة السنوية في الطلب على الكهرباء في الصين، ما يمثّل نقطة تحوّل محتملة.

وعلى الرغم من هذا النمو، أدت المخاوف بشأن نقص الكهرباء في صيف عام 2022 إلى حدوث تحول جذري في السياسة.

جاء ذلك في تحليل لكبير المحللين في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، لوري ميليفيرتا، وكبير مستشاري السياسات في مكتب مؤسسة إي 3 جي في لندن، بيفورد تسانغ، نشرته، مؤخرًا، مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy).

ونتج هذا النقص عن الجفاف التاريخي الذي أدى إلى انهيار توليد الطاقة الكهرومائية، إلى جانب موجة الحر التي تسببت في ارتفاع الطلب على الكهرباء لتكييف الهواء.

وكان السبب الكامن وراء هذا النقص هو الطريقة الصارمة والمتأخرة التي تُشَغَّل بها شبكة الكهرباء في الصين، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

واضطرت المقاطعة الأكثر تضررًا، سيتشوان في الجنوب الغربي، إلى الاستمرار في تصدير الكهرباء إلى المقاطعات الشرقية النائية بموجب عقود غير مرنة خلال تقنين الكهرباء في الداخل.

محطة لتوليد الكهرباء بالفحم في شنغهاي
محطة لتوليد الكهرباء بالفحم في شنغهاي - الصورة من الغارديان

وفي حالة وجود شبكة كهرباء تعمل بشكل جيد، كان من الممكن إعادة ضبط تدفقات الكهرباء، إذ تستورد سيشوان الكهرباء وتعمل الأقاليم الأخرى على زيادة توليد الكهرباء.

في المقابل، يفتقر تشغيل الشبكة في الصين إلى المرونة للحدّ الذي لا يسمح له باستعمال القدرات والبنية الأساسية القائمة بكفاءة، ومن ثم تحتاج البلاد إلى قدرة كهرباء زائدة لتجنّب النقص.

وبدلًا من إصلاح نظام الكهرباء الذي يفتقر إلى الكفاءة، استجابت الصين للنقص من خلال التجاهل الفعلي لخططها الرامية إلى الرقابة "الصارمة" على محطات الكهرباء الجديدة التي تعمل بالفحم.

تزايد محطات توليد الكهرباء بالفحم

بعد التعهد الأولي الذي قدّمه الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن الفحم، أرسلت القيادة العليا في بكين مفتشين إلى إدارة الطاقة الوطنية، لإلقاء اللوم على الوكالة لفشلها في الرقابة على تزايد محطات توليد الكهرباء بالفحم الجديدة.

ردًا على ذلك، وضعت إدارة الطاقة الوطنية شروطًا صارمة لمشروعات الكهرباء الجديدة التي تعمل بالفحم: لا يمكن استعمال المحطات الجديدة "لتوليد الكهرباء بالجملة"، أو التشغيل المستمر على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.

ومع اقتراب الموعد النهائي لبلوغ انبعاثات الكربون ذروتها في عام 2030، يرى العديد من المسؤولين والمديرين التنفيذيين الصينيين أن السنوات الـ5 المقبلة فرصة لإضافة قدرة كثيفة الكربون، وفقًا لمسح لخبراء في قطاع الطاقة الصيني أجراه مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (سي آر إي إيه)، ومقرّه فنلندا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق