التقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

هل يلغي الأردن اتفاق استيراد الغاز الإسرائيلي؟.. ودولتان في الصورة (خاص)

أحمد بدر - عبدالرحمن صلاح

تزداد الضغوط الداخلية في الأردن، مع تصاعد المعارك في غزة، إلى درجة مطالبة بعضهم بإلغاء اتفاق استيراد الغاز الإسرائيلي، الأمر الذي أثار موجة من الجدل بالأوساط السياسية في عمان.

وفي هذا السياق، قالت مصادر أردنية، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن المملكة لن تلغي اتفاق استيراد الغاز الموقّع مع تل أبيب بأيّ حل، خاصة أنها تحصل على أسعار تفضيلية رخيصة للغاية.

وأوضحت المصادر أن الضغوط الشعبية الحالية في الأردن، بسبب الحرب في غزة، والمطالب بقطع العلاقات مع تل أبيب، لن تمسّ على الإطلاق اتفاق استيراد الغاز الإسرائيلي الموقّع بين عمان وتل أبيب، من خلال الشركات العاملة في البلدين.

تنويع مصادر الغاز إلى الأردن

في السياق نفسه، قالت المصادر -في تصريحاتها الخاصة إلى منصة الطاقة-، إن الأردن يعمل منذ مدة طويلة على تنويع مصادر إمدادات الغاز، حتى لا يظل رهينة لإمدادات الغاز الإسرائيلي في المستقبل.

وأوضحت أن الخيار الوحيد سيكون استيراد الغاز المسال عن طريق ميناء العقبة، لافتة إلى أن كلًا من قطر والجزائر، ستكونان في مقدمة الخيارات العربية التي ستتجه إليها المملكة لاستيراد الغاز، "لكن ذلك غير مطروح حاليًا".

خطوط نقل الغاز

ولفتت المصادر إلى أن حديث وزير الخارجية أيمن الصفدي، الخميس 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري (2023)، عن إلغاء اتفاق مقايضة الكهرباء الأردنية بالمياه الإسرائيلية، يختلف تمامًا عن قضية استيراد الغاز الإسرائيلي، إذ إن اتفاق المقايضة لم يدخل حيز التنفيذ، وكان عبارة عن "إعلان نوايا" منذ عام 2022.

يشار إلى أن اتفاق مقايضة كهرباء عمّان بالمياه الإسرائيلية، الذي يُعَدّ برعاية أميركية، ينص على أن تُصدِّر المملكة نحو 600 ميغاواط من الكهرباء إلى إسرائيل، في مقابل الحصول على المياه المحلاة منها.

وينص الاتفاق على أن تبني دولة الإمارات مشروعًا للطاقة الشمسية في الصحراء الأردنية لإنتاج الكهرباء التي ستذهب إلى إسرائيل، في المقابل، تبيع تل أبيب 200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة التي ستنتجها من محطات تحلية على البحر المتوسط إلى عمّان.

من جهتها، لم تردّ وزارة الطاقة والثروة المعدنية في عمّان على طلب للتعليق، أرسلته منصة الطاقة المتخصصة.

الغاز الإسرائيلي إلى الأردن

في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2023، كشف وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، متوسط واردات بلاده من الغاز المصري، التي بلغت نحو 35 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.

وبالنسبة إلى الغاز الإسرائيلي، يعتمد الأردن بشكل كبير على تل أبيب في توليد الكهرباء، إذ يستورد منها نحو 300 مليون متر مكعب يوميًا، بموجب اتفاقية موقعة بين شركة الكهرباء الأردنية، وشركة نوبل إنرجي، التي كانت المشغّل الرئيس لحقلي تمار وليفياثان، قبل أن تستحوذ عليها شركة شيفرون الأميركية.

وكانت الأردن قد وقّعت اتفاقيتين ملزمتين لاستيراد الغاز الإسرائيلي، الأولى تتعلق بإنتاج حقل تمار لشركتي "بروميد"، وهي الشركة الرائدة المُنتجة والمُصنّعة للبروم ومشتقاته، وشركة البوتاس العربية، ثامن أكبر منتج للبوتاس عالميًا، لمدة 15 عامًا، بكميات تبلغ 124 مليون متر مكعب سنويًا.

أمّا الاتفاقية الثانية، فكانت لاستيراد الغاز من حقل ليفياثان لإنتاج الغاز الإسرائيلي، التي عقدتها شركة الكهرباء الوطنية الأردنية "نيبكو"، لاستيراد 3 مليارات متر مكعب سنويًا، لمدة 15 عامًا.

وأدت المعارك المندلعة في غزة منذ ما يزيد عن 40 يوميًا، إلى توقّف مؤقت لصادرات الغاز الإسرائيلي لكل من الأردن ومصر، خاصة مع تعليق الإنتاج في حقل تمار بعد 3 أيام من اندلاع حرب غزة، ما أدى إلى تعطّل وصول جزء من الإمدادات إلى البلدين، قبل أن تتخذ وزارة الطاقة الإسرائيلية قرارًا بتحويل مسار الإمدادات إلى خط الغاز العربي.

الغاز الإسرائيلي إلى مصر

يشار إلى أن نتائج أعمال شركة نيوميد إنرجي الإسرائيلية (NewMed Energy) في الربع الثالث من العام الجاري 2023، كانت قد أظهرت تحقيق صافي ربح قيمته 118 مليون دولار، بدعم من مبيعات الغاز الطبيعي إلى مصر والأردن، متراجعة بنحو 5 ملايين دولار، عن إجمالي ربح 123 مليون دولار في المدة نفسها من العام الماضي 2022.

الغاز في مزيج الكهرباء الأردني

يعتمد الأردن على وارداته من الغاز الإسرائيلي، لتلبية معظم احتياجاته من الكهرباء، إذ تحصل عمّان على الغاز من تل أبيب بأسعار مخفضة، تبلغ ما بين 8 و9 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية، شاملة تكلفة النقل، بينما السعر العالمي قد يبلغ 20 دولارًا حاليًا، وفق ما نشره موقع راديو "حُسنَى" الأردني.

وكان خبير الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، قد أشار إلى أن قطاع الكهرباء في الأردن يعتمد بنسبة 73% على الغاز الإسرائيلي، خاصة أن الإنتاج المحلي من حقل الريشة ضئيل للغاية، ولا يتجاوز مليون متر مكعب يوميًا، وفق ما جاء في تغريدة له بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا)، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري 2023.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، مصادر توليد الكهرباء في الأردن في المدة بين 2020 و2022:

مصادر توليد الكهرباء في الأردن من 2020 إلى 2022

في الوقت نفسه، أشار التقرير السنوي لوزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، إلى ارتفاع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني، إلّا أن الغاز الطبيعي ظل مستحوذًا على نصيب الأسد، إذ بلغت مساهمته خلال 2022 نحو 68%، متراجعًا من 73% في 2021.

وبالنسبة إلى الأرقام المتعلقة بالكميات، كشف تقرير وزارة الطاقة والثروة المعدنية أن معدل كميات الغاز الطبيعي المستهلكة في توليد الكهرباء في الأردن، خلال العام الماضي 2022، بلغ نحو 340 مليون قدم مكعبة يوميًا.

يشار إلى أن معظم واردات الأردن من الغاز الإسرائيلي يأتي من حقل ليفياثان، الذي تخصص تل أبيب إنتاجه للتصدير إلى الخارج، كما تحصل مصر -بدورها- على معظم إمداداتها من الغاز الإسرائيلي من الحقل نفسه، بما يصل إلى 650 مليون قدم مكعبة يوميًا، مقابل نسبة أقلّ بكثير من حقل تمار، الذي تخصص تل أبيب أغلب إنتاجه للاستهلاك المحلي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق