رئيسيةتقارير السياراتسيارات

تراجع مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا 26%.. ما السبب؟ (تقرير)

دينا قدري

سجلت مبيعات السيارات الكهربائية على مستوى العالم، تراجعًا في يناير/كانون الثاني 2024، بنسبة 26% على أساس شهري، وسط خفض الإعانات وضعف الطلب.

ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، بلغت مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل، التي تعمل بالبطاريات، والسيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي 1.1 مليون وحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.

إلا أنها سجلت ارتفاعًا بنسبة 69% على أساس سنوي، إذ بيعت 660 ألف سيارة في يناير/كانون الثاني 2023، بحسب ما كشفته شركة أبحاث السوق "رو موشن" (Rho Motion).

يأتي هذا الانخفاض الهائل في المبيعات وسط تراجع شركات صناعة السيارات الكبرى عن خططها لدفع التحول إلى الكهرباء، بعد أن ظلت تكافح من أجل تلبية الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية.

مبيعات السيارات الكهربائية في يناير 2024

قال مدير بيانات شركة "رو موشن"، تشارلز ليستر، إن مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا وفرنسا انخفضت بنحو 50% على أساس شهري في يناير/كانون الثاني 2024، بعد أن ألغت ألمانيا الدعم، وشددت فرنسا متطلباتها للحصول على إعانات.

ومقارنةً بشهر ديسمبر/كانون الأول 2023، انخفضت المبيعات في الصين بنسبة 26% قبل حلول العام الصيني الجديد (الذي بدأ في 10 فبراير/شباط 2024)، وانخفضت بنسبة 32% في أوروبا، و14% في الولايات المتحدة وكندا.

وفي سوق الولايات المتحدة وكندا، ارتفعت مبيعات شهر يناير/كانون الثاني 2024 بنسبة 41% على أساس سنوي، وتضاعفت تقريبًا في الصين، كما ارتفعت المبيعات في الاتحاد الأوروبي ورابطة التجارة الحرة الأوروبية والمملكة المتحدة بنسبة 29%، وفق ما رصدته منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وشدد ليستر على أن حدود الكربون الجديدة للاتحاد الأوروبي -التي ستدخل حيز التنفيذ في عام 2025- تعني أن شركات صناعة السيارات ستنفق في العام الجاري (2024) لتعزيز عروضها من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والنماذج الهجينة.

وقال ليستر: "ما سيحفز المبيعات حقًا هو معايير الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي لعام 2025".

وفي الشهر الماضي، أعلنت شركة جنرال موتورز (General Motors) إطلاق سيارات هجينة قابلة للشحن الخارجي في أميركا الشمالية، ما يعكس إستراتيجية تفوق المحركات الهجينة في تلك السوق.

وارتفعت مبيعات السيارات الهجينة في الولايات المتحدة، مع رفض المستهلكين أسعار السيارات الكهربائية المرتفعة وتحديات إعادة شحن البنية التحتية.

وقال ليستر: "بالنظر إلى الولايات المتحدة وكندا، فإن القصة الرئيسة الآن هي احتمال عودة ظهور السيارات الهجينة التي أعلنتها جنرال موتورز".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدتّه منصة الطاقة المتخصصة- تطور مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا منذ عام 2015:

مبيعات السيارات الكهربائية المتوقعة بنهاية 2023

تغير زلزالي في 6 أشهر

يمثل تراجع مبيعات السيارات الكهربائية "صدمة" للعديد من المتفائلين بنتائج هذا القطاع، فمنذ عام مضى، كانت شركات صناعة السيارات تكافح من أجل تلبية الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية.

وكانت هناك مجموعة من العوامل دفعت العديد من المديرين التنفيذيين لصناعة السيارات إلى رؤية إمكان حدوث تحول مجتمعي كبير نحو السيارات الكهربائية، وفق ما رصدته منصة الطاقة، نقلًا عن تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal).

ويشمل ذلك اللوائح الحكومية، والأهداف المناخية للشركات، وصعود صانعي السيارات الكهربائية الصينيين، وتقييم أسهم تيسلا، البالغة نحو 600 مليار دولار، التي ما تزال تتفوق على شركات السيارات القديمة؛ إلا أن الشركات تجاهلت عنصرًا مهمًا في المعادلة، وهو المستهلك.

وقد تحولت شركات فورد (Ford) وجنرال موتورز وفولكسفاغن (Volkswagen) وغيرها، من الإنفاق المحموم على السيارات الكهربائية إلى تأخير حجم بعض المشروعات أو تقليصها.

والتجار الذين كانوا يتوسلون لشركات صناعة السيارات لشحن المزيد من المركبات الكهربائية بصورة أسرع يرفضون هذه الطلبات الآن.

على سبيل المثال تعمل أكبر شركة لتأجير السيارات في أميركا "هيرتز" (Hertz) على بيع ثلث أسطولها من السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، وإعادة الاستثمار في السيارات التي تعمل بالبنزين.

حتى إن الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا (Tesla)، إيلون ماسك، حذر من نمو "منخفض بصورة ملحوظة" في عمليات تسليم الشركة في عام 2024.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة فورد جيم فارلي، مطلع فبراير/شباط 2024: "لقد كان هذا تغييرًا زلزاليًا في الأشهر الـ6 الأخيرة من العام الماضي (2023)، سيؤدي إلى فرز الفائزين والخاسرين في صناعتنا سريعًا".

ويقول المسؤولون التنفيذيون في مجال السيارات، إنهم ما زالوا ملتزمين بالكهرباء، لكن الكثيرين يعيدون ضبط خططهم.

فقد تراجعت شركة فورد عن الاستثمار في السيارات الكهربائية، وقد تؤخر إطلاق بعض السيارات، مع زيادة إنتاج السيارات الهجينة، التي تعمل بالبنزين والكهرباء.

وخسرت الشركة 4.7 مليار دولار العام الماضي (2023) في أعمالها المتعلقة بالسيارات التي تعمل بالبطاريات، وتتوقع خسارة أكبر تتراوح بين 5 و5.5 مليار دولار، في العام الجاري (2024).

نقاط شحن السيارات الكهربائية
نقاط شحن السيارات الكهربائية - الصورة من منصة "إي في سولوشنز بلوغ"

فائز وحيد من تراجع الكهرباء

أدت صدمات سلسلة التوريد في عصر جائحة فيروس كورونا، وما نتج عنها من نقص في السيارات إلى خلق قوائم انتظار طويلة وضجيج مبكر للسيارات الكهربائية، ما جعل الصناعة مفرطة في التفاؤل.

وفي وقت لاحق فقط، مع وصول وابل من السيارات الكهربائية الجديدة إلى السوق، أدرك المسؤولون التنفيذيون أن مشتري السيارات كانوا أكثر فطنة مما توقعوا. كان الكثيرون مترددين في دفع علاوة مقابل سيارة تأتي مع تنازلات.

فقد انحسرت موجة مستعملي السيارات الكهربائية الأوائل الذين كانوا على استعداد للتفاخر، وتميزت الجولة التالية من العملاء المحتملين بتردد أكبر.

كان لدى المستهلكين المزيد من الأسئلة حول المدى الذي يمكن أن تقطعه السيارة بشحنة واحدة، والعمر المتوقع للبطاريات، كما كانوا قلقين بشأن أوقات الشحن، وعدم وجود أماكن كافية لتوصيلها بأجهزة الشحن، وتكاليف الإصلاح.

وكانت أسعار الفائدة ترتفع، ما أدى إلى ارتفاع المدفوعات الشهرية على المركبات الكهربائية، التي كانت تُباع -في المتوسط- بمبلغ يزيد بنحو 14 ألف دولار لكل مركبة على نماذج محركات البنزين، وفقًا لشركة الأبحاث جي دي باور (J.D.Power).

ما يزال الرئيس التنفيذي لشركة فورد جيم فارلي وغيره من الرؤساء التنفيذيين في الصناعة واثقين بأن السيارات الكهربائية ستنطلق في النهاية، وإن كان الأمر بوتيرة أبطأ مما كان متصورًا في البداية.

بحلول أواخر العام الماضي (2023)، أصبح من الواضح أن مبيعات السيارات الهجينة -التي رفضتها بعض شركات صناعة السيارات ذات يوم بوصفها إجراءً جزئيًا غير ضروري- كانت تنطلق بصورة صحيحة، وستتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية في عام 2023.

لسنوات عديدة، كانت شركة تويوتا (Toyota) وغيرها من شركات صناعة السيارات الحذرة بشأن السيارات الكهربائية تروج للسيارات الهجينة، بوصفها وسيلة صديقة للمستهلك للحد من انبعاثات الكربون.

وقال رئيس شركة تويوتا، أكيو تويودا: "لقد أصبح الناس يرون الواقع أخيرًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق