هيدروجينالنشرة الاسبوعيةتقارير الهيدروجينسلايدر الرئيسيةعاجل

تقرير يهاجم خطة أوروبا لاستيراد الهيدروجين من 3 دول عربية

أسماء السعداوي

تستحوذ خطط صادرات الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا على مساحة كبيرة من خريطة السياسات والتمويل؛ أملًا في تحقيق التحول الأخضر وبلوغ هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وأقرّ الاتحاد الأوروبي خطة "ريباور إي يو" (RePowerEU) التي تستهدف خفض الاعتماد على واردات الطاقة الروسية بعد غزو أوكرانيا في 2022، التي تتوقع بلوغ حجم الطلب 20 مليون طن بحلول 2030، وفق تقارير تتابعها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى نحو خاص، تأتي مصر والمغرب وسلطنة عمان من بين 6 دول تحتلّ صدارة قائمة المصدّرين المحتملين للهيدروجين الأخضر إلى بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27، لتصدّر ما إجماليه 2.61 مليون طن سنويًا من الهيدروجين.

لكن شركة الاستشارات الهندسية ريكاردو (Ricardo) حذّرت من انعدام جدوى واردات أوروبا من الهيدروجين الأخضر، قائلة، إن الاتحاد قد لا يكون بحاجة للواردات مرتفعة تكلفة النقل، وأنه بالإمكان إنتاج الهيدروجين محليًا.

وتقول الشركة، إن تكلفة تصدير الهيدروجين المغربي مرتفعة مقارنة بإسبانيا مثلًا، وستصدّر سلطنة عمان الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا عبر السفن، وهو ما سيرفع انبعاثات النقل، كما تعاني مصر من نقص المياه؛ ما قد يعوق عمل أجهزة التحليل الكهربائي.

واردات أوروبا من الهيدروجين الأخضر

تقول شركة ريكاردو في تقريرها الذي أعدّته لصالح منظمة "ترانسبورت آند انفايرنمنت" (Transport & Environment) غير الحكومية، إن مستهدفات واردات أوروبا من الهيدروجين الأخضر المنصوص عليها في توجيه الطاقة المتجددة المحدّث ملزمة قانونًا، وتتطلب استيراد أقل من 20 مليون طن.

وبموجب خطة ريباور إي يو غير المُلزمة، يستهدف الاتحاد إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر، واستيراد 10 ملايين أخرى بحلول 2030.

لافتة خطة ريباور إي يو على مبنى المفوضية الأوروبية
لافتة خطة ريباور إي يو على مبنى المفوضية الأوروبية - الصورة من "إنرجي مونيتور"

وتفصيليًا، فإن هدف استعمال 42% من الهيدروجين بقطاع الصناعة من مصادر متجددة فقط بحلول عام 2030 يستلزم 3.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر.

وبالنسبة لهدف "أن يشكّل الوقود المتجدد من غير أصل بيولوجي (RFNBOs) %1 من قطاع النقل"، فإنه سيُترجم إلى طلب بمليون طن سنويًا.

وبذلك، يصل إجمالي المطلوب توفيره من الهيدروجين الأخضر لتحقيق أهداف النقل والصناعة إلى 4.5 مليون طن فقط.

وحلّل التقرير تقديرات مختلفة لكمية الهيدروجين الأخضر التي يمكن إنتاجها عمليًا داخل الاتحاد الأوروبي، ولفت إلى سيناريوهات لوكالة الطاقة الدولية (IEA) تقول، إنه يمكن إنتاج ما يتراوح بين 5.8 ملايين و7.5 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر، وهي تكفي لتلبية الاحتياجات المطلوبة.

وبناءً على ذلك، تقول شركة الاستشارات، إن الاتحاد الأوروبي قد بالغ بصورة كبيرة في تقديره لحجم الهيدروجين الذي سيحتاج إليه ويستورده بحلول عام 2030، بحسب نص التقرير المنشور في الموقع الرسمي لمنظمة ترانسبورت آند انفايرنمنت.

نقل الهيدروجين الأخضر من المغرب

يرى بعضهم أن تكلفة واردات أوروبا من الهيدروجين الأخضر أرخص كثيرًا من إنتاجه داخل القارة؛ بسبب غنى الدول المصدّرة بموارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

لكن التقرير يؤكد أن تكلفة النقل قد ترفع بصورة كبيرة التكلفة النهائية لتلك الواردات وصولًا إلى أوروبا، وقارن معدّو التقرير بين التكلفة المستوية للهيدروجين في إسبانيا والمغرب عبر 3 وسائل نقل.

وفي حالة نقل الهيدروجين في صورته الغازية عبر خطوط الأنابيب، يُضاف ما بين 1.8 و3.9 دولارًا على الكيلوغرام الواحد.

وعند نقله عبر السفن في صورة سائلة، ستكون هناك تكاليف نقل إضافية تتراوح بين 1.2 و4.9 دولارًا للكيلوغرام.

أمّا عند تحويل الهيدروجين إلى أمونيا ثم تكسيرها لإنتاج الهيدروجين، فسترتفع تكلفة النقل إلى ما بين 0.8 و4.1 دولارًا للكيلوغرام.

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الدول المرشحة لإنتاج الهيدروجين:

الدول المرشحة عالميًا لإنتاج الهيدروجين

وبناءً على ذلك، ستتراوح تكلفة التوصيل النهائية للهيدروجين المغربي إلى أحد مواني مدينة مرسيليا في فرنسا بين 2.6 و8.1 دولارًا للكيلوغرام، في مقابل 2.28 كيلوغرام للهيدروجين الإسباني.

وبافتراض كفاءة محلل كهربائي عند 71% ومناطق حظر التطوير الحالية، يمكن تركيب قدرات كافية من طاقة الرياح البحرية لإنتاج ما يصل إلى 5.1 مليون طن سنويًا من الهيدروجين، بسعر يتراوح بين 1.8 و2.8 يورو (1.94 دولارًا و3.02 دولار) للكيلوغرام، و7.6 مليون طن بسعر 2.8 و4 يورو للكيلوغرام (3.02 و4.31 دولارًا).

مصدّرو الهيدروجين الأخضر

تُعدّ مصر والمغرب وسلطنة عمان والنرويج وتشيلي وناميبيا من الدول المرشحة لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا.

ومن المتوقع أن تصدّر تلك البلدان الـ6 مجتمعة 2.61 مليون سنويًا من الهيدروجين، لكن ذلك أقلّ من هدف استيراد 10 ملايين طن سنويًا المنصوص عليه في خطة ريباور إي يو.

كما أن صادرات البلدان الـ6 ستكون غير كافية وحدها لتلبية الطلب دون إنتاج الهيدروجين الأخضر داخل الاتحاد الأوروبي، حتى مع ظهور بلدان أخرى مصدّرة.

ويحذّر التقرير من أن واردات الهيدروجين الأخضر من سلطنة عمان وتشيلي وناميبيا ستأتي بحرًا لتطلق كمية كبيرة من انبعاثات النطاق 2 (غير المباشرة) حتى عام 2030، في حين إنه من غير المتوقع أن ينتشر الوقود البحري عديم الانبعاثات إلّا بعد ذلك العام.

إنتاج الكهرباء النظيفة

حذّرت شركة ريكاردو الاستشارية من أن الاستثمار في إنتاج الهيدروجين الأخضر قد يُبعد التمويلات عن إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بدلًا من مصادر الوقود الأحفوري.

وفي بعض الحالات، يتجاوز حجم أصول الطاقة المتجددة المخطط إنشاؤها لإنتاج الهيدروجين في النرويج وتشيلي وناميبيا كمية الكهرباء النظيفة المطلوبة لإزالة الكربون تمامًا من قطاع الكهرباء.

وستشهد مصر والمغرب وسلطنة عمان إزالة الكربون بصورة جزئية من قطاع الكهرباء، في حالة إعادة توجيه مصادر الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين.

كما تواجه البلدان الستة -باستثناء النرويج- مشكلات تتعلق بالإجهاد المائي أو الضعف الحادّ في موارد المياه.

واقترح بعض مطوري المشروعات هناك استعمال محطات تحلية المياه لتشغيل المحللات الكهربائية، لكن ذلك يأتي مع خطر تلويث النظام البيئي المائي بسبب كمية الأملاح التي سيجري تصريفها.

تكلفة نقل الهيدروجين

قال خبير الصناعات الغازية في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن تكلفة نقل الهيدروجين مرتفعة للغاية حاليًا، وقد تصل إلى أكثر من ضعف تكلفة إنتاج الهيدروجين نفسه.

خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي
خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي

وفي الدراسة الأولى من نوعها التي أعدّها الخبير عبدالمعطي، فإن هناك 4 طرق رئيسة للنقل عبر خطوط الأنابيب في شكل هيدروجين مضغوط، وهي الأقلّ تكلفة، أو إسالته إلى هيدروجين مسال، أو تحويل الهيدروجين إلى أمونيا سائلة وشحنها بوساطة الناقلات، أو تحويله إلى مركبات عضوية سائلة وإرسالها بالناقلات أيضًا.

وفي حالة خطوط الأنابيب، يمكن نقل الهيدروجين إلى أبعد من 8 آلاف كيلومتر وبكميات متنوعة، ما يجعل هذه الطريقة أكثر تنافسية من نقل الهيدروجين في صورة أمونيا.

لكن استعمال المواد العضوية السائلة الحاملة للهيدروجين فعال فقط مع الكميات الصغيرة لمسافات قد تصل إلى أكثر من 11 ألف كيلومتر، وبالنسبة لنقل الهيدروجين المسال فإنه يبدو محدودًا بالنظر إلى طول المسافة، إذ قد يتعرض للتبخر، وصغر حجم الكميات التي لا تتجاوز 1.5 مليون طن سنويًا.

وفي المستقبل، تتوقع الدراسة التي نشرتها منصة الطاقة المتخصصة انخفاض التكاليف التشغيلية لنقل الهيدروجين بالتزامن مع انطلاق مرحلة التشغيل التجاري بسعات كبيرة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق