تقارير الهيدروجينالتقاريرتقارير دوريةرئيسيةسلايدر الرئيسيةهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا قد تتجاوز 31 ألف كيلومتر (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • خطوط أنابيب الغاز ستشكل 52% من شبكة الهيدروجين الأوروبية
  • شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا قد تصل إلى 57 ألف كيلومتر بحلول 2040
  • ألمانيا تخصص 22 مليار دولار لبناء شبكة خطوط تصل إلى 10 آلاف كيلومتر
  • هولندا تبدأ أعمال المرحلة الأولى لشبكة خطوط أنابيب وطنية ذات اتصالات عابرة للحدود
  • ضعف قرارات الاستثمار النهائية في مشروعات إنتاج الهيدروجين المعلنة خطر حقيقي

زادت خطط بناء خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا خلال السنوات الأخيرة بصورة ملحوظة، في إطار تهيئة البنية التحتية للقارة لاستقبال تدفقات الهيدروجين المحتملة من المشروعات تحت الإنشاء والتطوير بحلول عام 2030.

ورجح تقرير حديث حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة، نمو شبكة خطوط أنابيب نقل الهيدروجين في القارة الأوروبية إلى 31 ألفًا و500 كيلومتر بحلول عام 2030.

ويستند التقرير إلى بيانات 40 مشروعًا لبناء خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا، يتوقع تشغيلها هذا العقد ضمن مبادرة العمود الفقري للهيدروجين الأوروبية (EHB).

وتهدف هذه المبادرة التي تضم 33 مشغلًا للبنية التحتية للطاقة في أوروبا إلى تسريع تطوير البنية التحتية للهيدروجين في القارة، عبر إعادة تأهيل خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحالية وبناء خطوط أخرى جديدة، فضلًا عن تحقيق سوق تنافسية.

مشروعات خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا

تتألف المرحلة الأولى من مبادرة العمود الفقري للهيدروجين الأوروبية من 52% من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي المعاد استعمالها، في حين يأتي الباقي (48%) من خطوط أنابيب الهيدروجين المخصصة حديثًا.

وتتوقع المبادرة توسع شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا إلى 57 ألفًا و600 كيلومتر بحلول عام 2040، سيأتي 59% منها من البنية التحتية لخطوط أنابيب الغاز المعادة استعمالها مع تحول القارة بعيدًا عن الغاز خلال العقدين المقبلين، بحسب التقرير المنشور على منصة ستاندرد آند بورز كوموديتي إنسايتس المتخصصة (S&P Global Commodity Insights).

ويهتم المنتجون المحتملون للهيدروجين النظيف (الأخضر والأزرق) بخطط تشييد خطوط أنابيب نقل الهيدروجين في أوروبا، لما لها من أهمية كبيرة في نجاح اقتصادات هذه المشروعات الناشئة.

وتركز خطط إنتاج الهيدروجين النظيف في أوروبا لعام 2030 على المناطق الساحلية في شمال غرب أوروبا، في حين تتمتع شبه الجزيرة الإيبيرية بإمكانات هائلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

لماذا يهتم المنتجون بخطوط الأنابيب؟

يأمل المطورون في تعزيز شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا حتى يتمكنوا من توجيه خطط إنتاجهم حول الشبكة أو بالقرب منها، إذ تُعد تكاليف النقل من العوامل الحاسمة في تحديد جدوى المشروعات الإنتاجية للوقود الأخضر.

كما تؤثر خطط شبكات النقل في مناقصات شراء الهيدروجين النظيف واتفاقيات التوريد المستقبلية التي تتعهد بها الشركات المنتجة للوقود الأخضر على المدى الطويل.

وأعلنت شركة النفط والغاز الفرنسية الكبرى توتال إنرجي في سبتمبر/أيلول 2023، مناقصة لشراء 500 ألف طن متري من الهيدروجين الأخضر سنويًا، لاستعمالها في عملياتها الخاصة بالتكرير على مستوى أوروبا.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الشركات المالكة لخطوط أنابيب الهيدروجين في العالم:

أكبر الشركات ملكية لخطوط أنابيب الهيدروجين

كما تعكف شركة تيسن كروب الألمانية (Thyssenkrupp) على إعداد مناقصة، لشراء ما يصل إلى 151 ألف طن متري سنويًا من الهيدروجين الأخضر والأزرق بموجب عقود مدتها 10 سنوات.

ومن المقرر أن يبدأ توريد هذه الكميات من عام 2028، عبر خطوط الأنابيب إلى مصانع الصلب في مدينة دويسبورغ في ألمانيا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما أمّنت شركة إتش إتش 2 إي الألمانية (HH2E) اتصالًا بخط أنابيب الغاز الأوروبي عبر ربط محطة لومبن لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميغاواط التي تطويرها على ساحل بحر البلطيق في ألمانيا.

على الجانب الآخر، أعادت شركة الهيدروجين الأخضر الدنماركية إيفرفيول (Everfuel) تركيز إستراتيجيتها في عام 2023 على تطوير محطات إنتاج واسعة النطاق، وستكون متصلة بشبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا.

وسلطت الشركة الضوء على أهمية خط أنابيب الهيدروجين المخطط له بين الدنمارك وألمانيا، وسط توقعات ببدء تشغيله في عام 2028.

والتزمت ألمانيا بتخصيص مبلغ 20 مليار يورو (21.7 مليار دولار)، لتطوير شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين الأساسية، التي يبلغ طولها 10 آلاف كيلومتر.

كما بدأت هولندا أعمال البناء في المرحلة الأولى لشبكة خطوط أنابيب وطنية ذات اتصالات عابرة للحدود، بحسب مخطط الشبكة الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وتقول مبادرة العمود الفقري للهيدروجين الأوروبية (EHB)، إن مشروعات شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا، التي تعمل عليه بصورة جماعية بمشاركة 33 مشغلًا أوروبيًا للطاقة، يمكن أن تساعد في خفض تكاليف نقل إمدادات الهيدروجين النظيف بقيمة 330 مليار يورو (355 مليار دولار).

وتقوم فكرة شبكة خطوط أنابيب المبادرة على ربط مراكز الإنتاج منخفضة التكلفة بمراكز الطلب في جميع أنحاء القارة الأوروبية، ما يوفر منافع مشتركة لجميع الفاعلين، بحسب ماريا سيسيليا الرئيس المشارك في المبادرة.

مخاوف الإفراط في خطط البناء

تواجه خطط التوسع في بناء خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا انتقادات الذين يخشون من ضعف نضوج أسواق تجارة الهيدروجين التي ما زالت ناشئة.

ويخشى بعضهم مخاطر الإفراط في بناء خطوط أنابيب والتحديات المستقبلية التي قد تواجهها، على عكس "ماريا سيسيليا" التي ترى الخطر في عدم تشييد بنية تحتية كافية لتحقيق أهداف أوروبا من إزالة الكربون.

خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا
خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا - الصورة من state of green

ويستهدف الاتحاد الأوروبي استعمال 20 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، نصفها سيأتي من الواردات، إذ ما تزال سوق هذا النوع من الوقود الأخضر ناشئة في القارة.

ومع ذلك تشير بيانات مبادرة العمود الفقري للهيدروجين الأوروبية إلى أن مشروعات أوروبا قد تنتج 14.7 مليون طن متري من الهيدروجين بحلول عام 2030، وهو ما يزيد على المستهدف في خطة الاتحاد الأوروبي المسماة ريباور إي يو (REPowerEU).

ويمتلك المشغلون الأعضاء في نظام النقل الأوروبي (TSOs) مهلة زمنية تصل إلى 7 سنوات تقريبًا لإنجار المشروعات التي دخل كثير منها إلى مراحل التنفيذ، في حين تحتاج مشروعات أخرى لاتخاذ قرارات الاستثمار النهائية بين عامي 2026 و2027 حتى تكون قابلة للتشغيل بحلول عام 2030.

ورغم طموحات إنتاج الهيدروجين الواسعة في أوروبا فإن اقتصاد الهيدروجين الناشئ ما زال يواجه تحديات اضطراب سلاسل التوريد والتضخم وارتفاع تكاليف رأس المال.

وأصدرت وكالة الطاقة الدولية تحذيرًا صارخًا بشأن تطورات الهيدروجين العالمية في تقريرها لمصادر الطاقة المتجددة 2023، متوقعة تشغيل 7% فقط من مشروعات الهيدروجين المعلنة بحلول عام 2030، بسبب تردد المطورين في اتخاذ قرارات الاستثمار النهائية.

لهذا السبب، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى دعم سياسات الهيدروجين وتمويله لتحفيز الطلب عليه حتى يتمكن المطورون من إكمال مشروعاتهم والبدء في الإنتاج دون قلق بحلول عام 2030، بحسب التقرير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق