تقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

خطوط أنابيب الغاز المستعملة تنقل الهيدروجين من بحر الشمال قبل 2030 (دراسة)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • ثبتت جدوى نقل الهيدروجين في بحر الشمال عبر خطوط أنابيب الغاز
  • يعدّ إنتاج الهيدروجين الأخضر حلًا لتخزين الطاقة الزائدة من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
  • يُنقل الهيدروجين عادةً عبر الشاحنات والسكك الحديدية والشحن وخطوط الأنابيب
  • تعهدت ألمانيا وبلجيكا وهولندا والدنمارك ببناء ما لا يقلّ عن 150 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية في بحر الشمال بحلول عام 2050
  • تخطط ألمانيا وبلجيكا وبريطانيا والدنمارك والنرويج وهولندا لإنشاء شبكة خطوط أنابيب جديدة للهيدرجين تمتد بطول 4 آلاف و 200 كيلومتر

يلوح في الأفق إمكان إعادة استعمال خطوط أنابيب الغاز في نقل الهيدروجين من بحر الشمال، وهو ما يتيح وفورات ضخمة في التكلفة التي كان من الممكن أن تتحملها موازنات الشركات في إنشاء خطوط أنابيب جديدة، إلى جانب الفوائد المُتحققَة للبيئات الساحلية.

ويُعدّ إنتاج الهيدروجين الأخضر حلًا لتخزين الطاقة الزائدة من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لكن ما يزال أمامه طريق طويل قبل أن يصبح مجديًا من الناحية التجارية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتُنتَج غالبية الهيدروجين تقريبًا من الوقود الأحفوري، ولكي يُطلق عليه "الهيدروجين الأخضر"، يجب إنتاجه باستعمال الكهرباء المولدة من مصادر متجددة، عبر فصل الماء باستعمال تقنية التحليل الكهربائي إلى أكسجين وهيدروجين.

وفي هذا السياق، أظهرت دراسة بحثية حديثة إمكان إعادة استعمال خطوط أنابيب الغاز البحرية المملوكة لشركتي نوردغازترانسبورت Noordgastransport (إن جي تي) الهولندية وإن أو جي إيه تي NOGAT لنقل الهيدروجين من بحر الشمال قبل نهاية العقد الجاري (2030)، عبر إعادة توجيه مسارات بعض حقول الغاز، مع استمرار إتاحة خدمات النقل للغاز الطبيعي البحري الهولندي الآن وفي المستقبل، وفق ما أورده موقع أوفشور إنرجي OFFSHORE ENERGY.

فوائد عديدة

حللت الدراسة التي أجرتها شركتا غايدهاوس Guidehouse وإنرسي Enersea عملية نقل الهيدروجين الذي سيُنتَج في بحر الشمال عبر تقنية التحليل الكهربائي لطاقة الرياح، إلى البر، مستكشفةً إمكان إتاحة خطوط الأنابيب لنقل هذا الوقود منخفض الكربون، وتوقيت ذلك.

وكشفت الدراسة أن هناك فوائد أكثر لإعادة استعمال خطوط أنابيب الغاز البحرية، مقارنةَ بتركيب خطوط أنابيب جديدة، موضحةً أن عملية إعادة استعمال خطوط أنابيب الغاز تلك تُعدّ أكثر فاعلية من حيث التكلفة، وتُنجَز بوتيرة أسرع، كما تقلّ خلالها أعداد التراخيص المطلوبة، إلى جانب الآثار البيئية القليلة في ظل وجود خطوط أنابيب، وعدم الحاجة إلى تركيب أخرى جديدة في المناطق الساحلية المعرضة للخطر.

وفي إطار البحث، طورت غايدهاوس وإنرسي سيناريوهين يمكن تحقيقهما على الأرض قبل عام 2030، وفي كليهما يصبح هناك خط أنابيب متاح تمامًا لنقل الهيدروجين، بينما يستمر خط الأنابيب الأخر في تسهيل نقل إنتاج الغاز الطبيعي الآن وفي المستقبل.

وفي هذين السيناريوهين كشفت الدراسة أن مزج الهيدروجين بالغاز الطبيعي سيكون متاحًا -أيضًا- إلى جانب الهيدروجين النقي.

خطا أنابيب غاز بحريان
خطّا أنابيب غاز بحريّان - الصورة من cortec-me.com

خطّا أنابيب

تشغّل شركتا نوردغازترانسبورت و إن أو جي إيه تي خطَّي أنابيب غاز رئيسَين في بحر الشمال في هولندا، بسعة تتراوح من 10 إلى 14 غيغاواط، واعتُمِدا لنقل الهيدروجين من قبل مكتب اعتماد متخصص في العام الماضي (2022)، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت نوردغازترانسبورت و إن أو جي إيه تي، إن موقع خطَّي الأنابيب جيد جدًا فيما يتعلق بمزارع الرياح الكبيرة المُخطط إنشاؤها في بحر الشمال، وكذلك بالنسبة لمشروع "شمال وادن" التجريبي.

وأضافت الشركتان أنه لتوصيل مزارع الرياح، لا يستلزم سوى بناء بعض خطوط أنابيب الغاز البحرية القصيرة الجديدة، ما يقود في النهاية إلى إنشاء شبكة زائدة على الحاجة في البحر.

وعلى المدى الطويل، يُتوقع أن يكون خطّا الأنابيب مُتاحين لنقل 14 غيغاواط من الهيدروجين المُنتَج.

ووفقًا للشركتين، تتصل هذه الشبكة بالدنمارك، عبر خط أنابيب نوغات تيرا دنمارك NOGAT-TYRA-DENEMARK، وتتيح إمكان مدّ خطوط جديدة إلى دول أخرى مطلة على بحر الشمال، مثل خطوط أنابيب الفرع الغربي لشركة إن جي تي مع خطوط أنابيب الغاز الإنجليزية أو خط الأنابيب الخاص بمشروع أكوافينتوس/أكوادوكتوس الألماني.

وعلاوة على ذلك، فإنه من الممكن أن تعمل حقول الغاز القائمة بصفة مرافق للتخزين، وذلك لمواجهة التقلبات المؤقتة نتيجة تقلبات الرياح، و-أيضًا- للاحتفاظ باحتياطات الهيدروجين الإستراتيجية، وفق ما قالته الشركتان.

نقل الهيدروجين وتوزيعه

يُنقَل الهيدروجين -عادةً- عبر الشاحنات والسكك الحديدية والشحن وخطوط الأنابيب، ولكل من تلك الطرق تقنيات تخزين تختلف عن الأخرى، وكذلك مسافات سفر مختلفة.

وتتمثل طرق نقل الهيدروجين الرئيسة في الشحن وخطوط الأنابيب، ومع ذلك، يمكن -أيضًا- استعمال الشاحنات والسكك الحديدية لمسافات السفر القصيرة بين محطات التحليل الكهربائي وخطوط الأنابيب و/أو أرصفة الشحن.

كما يمكن استعمال الشاحنات والسكك الحديدية لنقل خزّانات الهيدروجين في شكليه الغازي والسائل، وكذلك الأمونيا لمسافات قصيرة، وهو متاح تجاريًا وسهل الإعداد.

محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة الرياح
محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة الرياح - الصورة من tractebel

شبكة ضخمة

تخطط ألمانيا وبلجيكا وبريطانيا والدنمارك والنرويج وهولندا لإنشاء شبكة خطوط أنابيب جديدة للهيدرجين تمتد بطول 4 آلاف و 200 كيلومتر، بكلفة استثمارية إجمالية تتراوح قيمتها بين 15.92 و23.36 ألف دولار، بحسب دراسة أجراها محللون في شركة "دي إن في" DNV الاستشارية، نشرته وكالة رويترز.

وقالت الدراسة التي جرت بتوصية من شركة تشغيل شبكة نظام نقل الغاز في ألمانيا غاسكيد Gascade، إن هناك ما يصل إلى 300 تيراواط/ساعة/عام من الهيدروجين الأخضر المنتَج من طاقة الرياح البحرية في بحر الشمال، يمكن نقلها عبر الشبكة، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن شأن هذا أن يُسهم في تغطية 15% من الطب على هذا الوقود الواعد بحلول عام 2050، وفق توقعات الاتحاد الأوروبي.

وتتطلع ألمانيا والاتحاد الأوروبي لتحويل إنتاج الطاقة في المستقبل إلى المصادر المتجددة، وإنتاج واستيراد وتسويق الهيدروجين المُنتَج من طاقة الشمس والرياح، للقضاء على انبعاثات غازات الدفيئة.

وفي العام الماضي (2022)، تعهدت ألمانيا وبلجيكا وهولندا والدنمارك ببناء ما لا يقلّ عن 150 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية في بحر الشمال بحلول عام 2050.

وبلغت سعة طاقة الرياح البحرية لدى الاتحاد الأوروبي 15 غيغاواط في العام قبل الماضي (2021).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق