هيدروجينأخبار الهيدروجينسلايدر الرئيسيةعاجل

المغرب يخطط لنقل الهيدروجين إلى أوروبا عبر الأنبوب النيجيري.. ومصادر: "مستحيل"

ياسر نصر

يدرس المغرب نقل الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا عبر مشروع الأنبوب النيجيري العملاق، الذي من المتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي به خلال العامين المقبلين.

كشفت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، أن بلادها تخطط لإضافة أنبوب مخصص لنقل الهيدروجين الأخضر إلى مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري الذي سيمرّ بـ11 دولة في غرب القارة السمراء.

بدأت شركة هولندية، مؤخرًا، عمليات مسح لمسار خط أنبوب الغاز الذي سيربط 13 دولة في غرب أفريقيا، ويُتوقع أن يبلغ طوله أكثر 5660 كيلومترًا، وفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

نقل الهيدروجين

قالت بنخضرة، إن المشروع الضخم سيضم أنبوبين، الأول مخصص للغاز الطبيعي والثاني للهيدروجين الأخضر، بعدما كان التركيز في البداية فقط على الغاز.

وأضافت -في تصريحات لتلفاز الشرق على هامش فعاليات القمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته (World PtX Summit) الذي اختُتِم أمس الأربعاء 20 سبتمبر/أيلول (2023) في مدينة مراكش-: "دراسات الجدوى جارية لحسم إمكان نقل الهيدروجين الأخضر عبر الدول المشاركة في مشروع أنبوب الغاز".

المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، أمينة بنخضرة
المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، أمينة بنخضرة

سينطلق أنبوب الغاز النيجيري وفق ما هو مخطط له من نيجيريا، ويمرّ عبر 11 دولة إلى المغرب، وهي بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.

وشددت على أنه من المفترض اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشأن المشروع الضخم خلال العامين (الجاري أو المقبل) من قِبل الدول المعنية، بعد توقيع مذكرات تفاهم بينها العام الماضي، بعد سنوات من إجراءات الدراسات الأولية بمساهمة من البنك الإسلامي للتنمية وصندوق أوبك للتنمية الدولية.

أنبوب الغاز المغربي النيجيري

أكدت بنخضرة أن هناك إرادة قوية لبناء أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب لمواكبة تطور أفريقيا، موضحة أن دراسة إمكان نقل الهيدروجين الأخضر ستُسرّع عمليات الإنتاج لتوجيهها للصناعة محليًا والتصدير نحو أوروبا.

تمتلك الرباط وعدد من الدول التي يمر بها أنبوب الغاز مشروعات عدّة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بالنظر لتوفر مصادر الطاقة المتجددة والموارد المائية البحرية.

ويخطط المغرب لإنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وفق سيناريو متفائل، بالاعتماد على إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر، ما من شأنه تسريع تحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050.

وفقًا للتوقعات الرسمية، فإن الإيرادات السنوية للطلب على الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في المغرب ستناهز 22 مليار درهم (2.1 مليار دولار) سنويًا بحلول 2030، وسترتفع إلى 330 مليار درهم (31.2 مليار دولار) بحلول 2050.

كما تعتزم موريتانيا، إحدى الدول التي سيمر بها أنبوب الغاز، إطلاق 4 مشروعات ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة إنتاج 85 غيغاواط، وباستثمارات تصل إلى 100 مليار دولار على مدى السنوات الـ10 المقبلة.

تحديات تواجه المشروع

أكدت مصادر متخصصة أن تنفيذ مشروع لنقل الهيدروجين إلى جانب أنبوب الغاز قد يكون من الأمور الصعبة، في ظل عدم اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في خط الغاز حتى الآن، والذي قد تتجاوز تكلفته 25 مليار دولار.

وأضافت المصادر أن الخريطة الزمنية لتنفيذ مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري تتوقع أن يستغرق نحو 25 عامًا، بما يعني أنه سيكون جاهزًا بحلول منتصف القرن، في حين تتسابق الدول على بدء تصدير الهيدروجين الأخضر وتسويقه قبل نهاية العقد الحالي.

وأشارت المصادر إلى أنه من الأفضل للحكومة المغربية دراسة نقل الهيدروجين إلى أوروبا مباشرة عبر إسبانيا، من خلال استغلال البنية التحتية المتوفرة حاليًا، أو تنفيذ مشروع جديد، خاصة مع مساعي أوروبا لعمل ممرات للهيدروجين للربط مع شمال أفريقيا.

ومن المتوقع أن يكون أنبوب الغاز المغربي النيجيري، بسعة 30 مليار متر مكعب سنويًا، امتدادًا لخط أنابيب الغاز الحالي في غرب أفريقيا، ويُرتقب نقل 3 مليارات قدم مكعبة يوميًا من الغاز على طول ساحل غرب أفريقيا، وصولًا إلى أوروبا، عبر أنبوب الغاز "المغاربي- الأوروبي".

ترصد الخريطة التالية -التي أعدّتها منصة الطاقة المتخصصة- مسار خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، مرورًا بـ11 دولة أفريقية:

خريطة أنبوب الغاز المغربي النيجيري

كان المحلل الإستراتيجي النيجيري المتخصص في مجال الطاقة، دان دي كونلي، قد وصف مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري بأنه سياسي، وليست له قيمة اقتصادية، في ظل الظروف الحالية التي تمرّ بها صناعة الغاز النيجيرية.

وأشار كونلي إلى أن مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري لم يخضع للمعايير التقنية والمالية الملائمة، كما لم تُراعَ فيه الاعتبارات البيئية، داعيًا المغرب ونيجيريا إلى استكشاف الاستثمارات في محطات الغاز المسال، ومنشآت إعادة التغويز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق