طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازرئيسيةعاجلغاز

هولندا تدرس استغلال خط غاز أكبر حقل في أوروبا لإنتاج الهيدروجين وتخزينه

بعد قرار إغلاق حقل غرونينغن بسبب الزلازل

حياة حسين

تدرس شركة "غازيوني"، المملوكة للحكومة في هولندا، استغلال شبكة أنابيب تابعة لحقل الغاز غرونينغن، الذي يقترب نشاطه من التوقف، في نقل الهيدروجين وإنتاجه وتخزينه خلال العقد المُقبل، حسبما ذكر موقع "ذا إنرجي فويس".

ويَبرز الهيدروجين حاليًا بين البدائل المقترحة لاستغلال خطوط أنابيب نقل غاز حقل غرونينغن، وطولها 15 ألف كيلومتر مربع، في إطار تحرك أوروبا نحو تخضير اقتصادها.

ويُعَد غرونينغن أكبر حقل غاز في أوروبا، لكن إنتاجه تسبب خلال السنوات الأخيرة في نشاط الزلازل؛ ما دفع الحكومة الهولندية إلى اتخاذ قرار بإغلاقه العام الماضي.

ورغم ارتفاع أسعار الطاقة وخاصة الغاز في جميع أنحاء العالم وفي أوروبا؛ فإن حكومة هولندا أوضحت، في بيان، في سبتمبر/أيلول الماضي، أن هذا الأمر لن يُثنيها عن إغلاق حقل غرونينغن.

الطلب على الغاز

توقعت وكالة التقييم البيئي الهولندية عام 2020 أن يستمر الغاز في أداء دوره المهم في مزيج الطاقة بالبلاد حتى عام 2030، ومع ذلك قررت أمستردام إغلاق أكبر حقل في أوروبا، ودعم الأهداف المناخية؛ لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

وقال المدير التنفيذي لشركة غازيوني، هان فنيما: "لا توجد طريقة أخرى.. نحن مضطرون إلى التخلص من الغاز، وفي عالم الهيدروجين كل شيء يسير بشكل أسرع مما كنا نعتقد، ولدينا بالفعل أسئلة محددة من العملاء لتطوير محطة للأمونيا وزيادة البنية التحتية".

اكتشاف الحقل

جانب من خط أنابيب أكبر حقل غاز في أوروبا
جانب من خط أنابيب أكبر حقل غاز في أوروبا

اكتشفت شركتا إكسون موبيل ورويال داتش شل حقل غرونينغن عام 1959، وبلغ ذروته الإنتاجية عند 88 مليار متر مكعب في عام 1978.

غير أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا تدريجيًا في إنتاج حقل غرونينغن، بسبب تعرّضه لسلسلة من الهزات الأرضية الناجمة عن عمليات الحفر والتنقيب؛ ما أدّى إلى تدمير المباني في المنطقة ودفع البلاد إلى وضع خطط لإنهاء الإنتاج.

ودفع زلزال قوي في يناير/كانون الثاني 2018 الحكومة إلى التعهد بإنهاء الإنتاج بحلول عام 2030.

الوقود الأحفوري

تغطي هولندا 80% من احتياجاتها من الكهرباء من الوقود الأحفوري.

وتراجعت إيرادات الحكومة من الغاز الطبيعي إلى 140 مليون يورو (160 مليون دولار أميركي) في 2020، مقابل 10.7 مليار يورو ( 12.8 مليار دولار أميركي) قبل 10 سنوات، وفق بيانات رسمية.

وتتزايد الخسائر مع اضطرار شركة شل إلى نقل مقرها إلى العاصمة البريطانية لندن، عقب حكم قضائي يقضي بخفض انبعاثات الكربون.

وذكرت صناديق تقاعد كبيرة أن شل تبيع أصولها العاملة في مجال الوقود الأحفوري.

وكان الحقل الهولندي مصدرًا رئيسًا للغاز الطبيعي في أوروبا على مدار عقود. وأصبح التلوث أكثر تكلفة، مع وصول ارتفاع أسعار عقود الكربون في أوروبا إلى معدلات قياسية، ومن المتوقع زيادتها في الشتاء مع أزمة الطاقة، التي تدفع إلى ارتفاع أسعار الغاز.

كل العوامل السابق ذكرها تجعل من الهيدروجين بديلًا أكثر جاذبية، وربما أكثر تنافسية.

الهيدروجين أرخص

تشير توقعات "بلومبيرغ" لأبحاث الطاقة إلى أنه بحلول عام 2050، سيكون الهيدروجين المُنتج من مصادر الطاقة المتجددة أرخص من الغاز في 16 دولة، من بينها 3 أوروبية.

وعلق أستاذ الطاقة والاستدامة في جامعة غرونينغن، كاترينيوس جيبما، قائلًا: "إنها فرصة هولندا لتكون قائدة في قطاع الهيدروجين، كما كانت قائدة في قطاع الغاز في الماضي".

وتشير توقعات المفوضية الأوروبية إلى أن الهيدروجين النظيف ربما يغطي 25% من احتياجات العالم من الكهرباء بحلول منتصف القرن الحالي، ليبلغ إجمالي قيمة مبيعاته السنوية 630 مليار يورو (714 مليار دولار أميركي).

مصانع أوروبية

خطوط الغاز - نقل الهيدروجينترغب أوروبا في بناء مصانع لإنتاج كميات من الهيدروجين الأخضر تكفي لتوليد 40 غيغاواط بحلول 2030، وهو ما يفوق بمقدار الضعف ما ينتجه أكبر مصنع في العالم، بنته الصين.

والهيدروجين، سواء الأخضر عديم الانبعاثات، أو الأزرق منخفض الانبعاثات، يُعَد علاجًا مناسبًا لمشكلة الطاقة الملوثة في الصناعات الثقيلة، مثل النقل.

وتشمل التصورات الرئيسة للدراسة، إقامة عدة مصانع بحرية للهيدروجين في بحر الشمال، مع تطوير الموانئ، لنقل الوقود أو تصديره.

تخصيص 1.8 مليار دولار

تخصص شركة غازيوني الهولندية 1.5 مليار يورو (1.8 مليار دولار أميركي) لتحويل 1200 كيلومتر مربع من شبكة الخطوط؛ لتتمكن من استقبال الهيدروجين النقي بحلول عام 2027.

وقال فنيما: إن حكومة هولندا ستمول نصف هذا المبلغ، لتغطية المخاطر المتوقعة، وأعلنت استعدادها لتقديم المزيد إذا احتاج المشروع، مشيرًا إلى أن 80% من نظام العمل يمكن تحديثه.

وقالت محللة شركة بلومبيرغ لبحوث الطاقة، آديثيا باشيام: "إن كل الدول الأوروبية لديها رؤية لتسريع شبكة إنتاج الهيدروجين، لكن خطط هولندا تبدو الأكثر تقدمًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق