أخبار النفطرئيسيةنفط

سوناطراك الجزائرية تضع ليبيا في مقدمة استثمارات دول الجوار

وزير الطاقة: إنفاق 442 مليون دولار لزيادة الإنتاج بالخارج

أحمد بدر

تسعى شركة سوناطراك الحكومية في الجزائر إلى زيادة قدراتها الإنتاجية من خلال الاستثمار في 3 من "دول الجوار"، وهي ليبيا ومالي والنيجر، بالتزامن مع مساعي تحقيق الأمن الطاقي للدولة، ودعم مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين.

وكانت الشركة قد وقّعت في 14 يناير/كانون الثاني (2024) التعديل الأول لمذكرة التفاهم الموقّعة مع مؤسسة النفط الليبية في 10 فبراير/شباط (2022)، لتمديد مدّتها عامين إضافيين، وتوسيع مجالات التعاون الفنية في صناعة النفط والغاز والطاقات البديلة.

من جانبه، قال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن الأمن الطاقي من أولويات التزامات الرئيس عبدالمجيد تبون، التي ترجمتها قرارات المجلس الأعلى للطاقة عبر خطة عمل لتأمين الطلب على الطاقة على المدى البعيد.

يشار إلى أن وزير النفط والغاز الليبي محمد عون، كان قد أشار -خلال حوار أجرته معه منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن الجزائر تعدّ الدولة العربية الوحيدة التي تستثمر في قطاع النفط الليبي، ولا توجد دول عربية أخرى.

ولفت الوزير الليبي، في الحوار الذي أجراه على هامش مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر الذي نظّمته "أوابك" في قطر في ديسمبر/كانون الأول 2023- إلى عمل سوناطراك في مجال الإنتاج والاستكشاف في ليبيا.

تطوير قدرات الجزائر الإنتاجية

أكد محمد عرقاب أن شركة سوناطراك تكثّف جهود البحث والتنقيب عن النفط والغاز، بما في ذلك مناطق أعالي البحار، بجانب تسريع تطوير المكامن المكتشفة، بحسب ما نشرته مجلة "الجيش" الجزائرية.

ومن المقرر استعمال أحدث التكنولوجيا في أعمال التطوير التي ستجري تحت إشراف وزارة الطاقة والمناجم، وذلك بهدف تطوير القدرات الإنتاجية الجزائرية، بهدف زيادة الاحتياطيات، سواء بجهودها الخاصة، أو ضمن شراكات مع شركات أجنبية.

ورصدت الحكومة في المخطط متوسط المدى (2024-2028) مبالغ مالية كبيرة لتطوير القدرات الإنتاجية للمحروقات، وزيادتها بنسبة 1.3%، لزيادتها من 194 مليون طن مكافئ في 2023، إلى 207 ملايين طن مكافئ بحلول عام 2028.

وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب
وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب

 

وقال محمد عرقاب، إن هذا الإنتاج سيأتي من خلال عدد من المكامن، التي من شأنها الإسهام في إضافة إنتاج يُقدَّر بأكثر من 22 مليون طن مكافئ، أي 11% من الإنتاج الأولي لعام 2028، لافتًا إلى أن أهم هذه المشروعات هي حقول "تينرهرت" و"أوهانت" و"تينركوك" و"حاسي تيغران" و"حاسي باحمو" و"عين تسيلة" و"تي إف تي جنوب"، وذلك بالنسبة لحقول الغاز.

أمّا أهم مشروعات النفط، فهي حقول "توات غرب" و"حمرا" و"رود الخروف" و"بئر سبع" و"بئر الركائز"، بخلاف مساعي سوناطراك إلى دعم قدراتها الإنتاجية من خلال الاستثمار بالخارج، إذ تستثمر في دول الجوار مثل ليبيا ومالي والنيجر، وتعتزم استثمار نحو 442 مليون دولار، بين عامي 2024 و2028، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

الطاقات المتجددة والهيدروجين في الجزائر

قال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، إن بلاده تستهدف تنويع مزيج الطاقة لديها، لتحقيق الأمن الطاقي، إذ إنها في إطار الحفاظ على موارد النفط والغاز للأجيال القادمة تسعى إلى توجيه إستراتيجيتها نحو تنويع مزيج الطاقة واستغلال الغاز الطبيعي بالشكل الأمثل.

وتتجه الجزائر إلى تحقيق هذه الخطوة من خلال تطوير برنامج الطاقات المتجددة، الذي يهدف إلى تحقيق قدرات إجمالية تبلغ 15 ألف ميغاواط بحلول عام 2030، من بينها 3 آلاف ميغاواط أطلقتها الدولة بالفعل، للوصول بمساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني إلى 30% بحلول 2030.

وفي إطار الإستراتيجية الوطنية لتطوير الهيدروجين، وفق الوزير محمد عرقاب، تعتزم الجزائر تطوير قطاع الهيدروجين تدريجيًا لاستعماله في القطاع كثيفة الاستهلاك للطاقة، مثل مصانع الأسمنت والفولاذ والأسمدة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

الهيدروجين في الجزائر

ولفت وزير الطاقة إلى أن تطوير مشروعات الهيدروجين في الجزائر سيعتمد على المؤهلات والإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الدولة، والتي تسمح لها بأن تصبح طرفًا فاعلًا على المستوى الإقليمي في هذا المجال، خاصة بفضل قدرات البلاد في مجال الطاقة الشمسية، وشبكة الكهرباء والغاز العملاقة، وكذلك الطاقات الكبيرة لوحدات تحلية مياه البحر.

لذلك، حسب عرقاب، تعمل اللجنة الوطنية لتطوير الهيدروجين على تنفيذ خريطة طريق تتعلق بإستراتيجية تطوير الهيدروجين، بداية من إعداد الكوادر البشرية، وتحضير النصوص القانونية والتنظيمية.

تحول الطاقة في الجزائر

قال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، إن بلاده تستهدف بناء نموذجًا طاقيًا وطنيًا، وبذلك بإسهام كل القطاعات المعنية والمستهلكة للطاقة، بما يسمح بتصميم نموذج وطني يمهّد لإعداد رؤية مستقبلية لكل السيناريوهات المتوقعة، منها ما يرتبط بتحول الطاقة، وإدراج الطاقات الجديدة والمتجددة في المزيج الوطني، سواء طاقات الشمس والرياح أو الهيدروجين.

وأشار إلى أن دراسة مخرجات هذا النموذج الطاقي ستجعل الجزائر قادرة على وضع خريطة طريق متوسطة وبعيدة المدى، تركّز في جزء من أهدافها على ضمان أمن الطاقة في البلاد، وتحديد النهج المناسب لتحول طاقة سلس يراعي الإمكانات الطبيعية والبنى التحتية، بجانب تحديد الإجراءات لكفاءة الطاقة.

تحول الطاقة في الجزائر

وأوضح وزير الطاقة الجزائري أن بلاده تلتزم بخفض انبعاثات غازات الدفيئة من خلال تدابير وإجراءات لرصد ومراقبة الانبعاثات، وذلك بالتعاون مع شركائها على المستويين الوطني والعالمي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف: "تعتزم الجزائر إطلاق مشروع ضخم لاحتجاز الكربون، من خلال غرس وزراعة 420 مليون شجرة خلال 10 سنوات، وذلك بهدف خفض انبعاثات بنسب تتراوح بين 7 و22% بحلول عام 2030، بجانب خفض الحجم الإجمالي للغاز المحترق إلى أقل من 1%".

وتابع: "أنشأت الجزائر لجنة مختصة، لوضع ورقة طريق، لإنشاء أداة وطنية تسمح بكشف وتقدير انبعاثات غاز الميثان وخفضها، إذ تضم اللجنة خبراء من وزارتي الطاقة والمناجم، والدفاع الوطني، وشركة سوناطراك، والوكالة الفضائية الجزائرية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق