سلايدر الرئيسيةالتغير المناخيتقارير التغير المناخيقمة المناخ كوب 27

مدير معهد بوستيريتي لـ"الطاقة": 3 دول تقود نجاح الطاقة المتجددة بالوطن العربي

حياة حسين

يرى المدير العام لمعهد بوستيريتي الدكتور يسار جرار، أن أزمة تغير المناخ في الوطن العربي قد تصبح فرصة خيالية إذا نجحت الدول في إدارتها بصورة جيدة، وتعاونت الحكومات مع القطاع الخاص وتبنّت التكنولوجيا الحديثة.

وقال جرار -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، على هامش قمة المناخ كوب 27، المنعقدة في مدينة شرم الشيخ المصرية-، إن الدول العربية هي الأكثر هشاشة في مواجهة تغير المناخ، بسبب أزمات المياه وارتفاع الحرارة، وتحتاج إلى التصرف بسرعة.

وأضاف أن أزمات الدول العربية لم تكمن يومًا في التمويل، لذلك لن يمثّل التزام الدول الغنية بتمويل تغير المناخ من عدمه فارقًا في مواجهة الأزمات، ما دامت الساحة خالية من إدارة صحيحة للموارد.

عدم الالتزام الكامل

استبعد المدير العام لمعهد بوستيريتي الدكتور يسار جرار، التزام الدول المتقدمة بكل التمويل الذي تطالب به الدول النامية في قمة المناخ كوب 27، من أجل مواجهة تداعيات تغير المناخ.

وقال: "أعتقد أن الدول الغنية لن تلتزم بهذه المبالغ الهائلة المطلوبة، لكن ستدفع مبالغ محدودة.. المشكلة في العالم العربي لم تكن يومًا في الأموال، ولكن في سوء استخدام الموارد".

وأضاف: "بعيدًا عن تمويل تغير المناخ.. هناك دول عربية تنفق منذ 30 عامًا على البنية التحتية، وبمساعدات من المؤسسات الدولية والدول الصديقة، ولم تحقق شيئًا، لذلك لا أستطيع لوم الدول المتقدمة على عدم منح دولنا التمويلات المطلوبة؛ لأنها لم ترَ نتائج ما منحته لك من قبل".

وتابع أن مشكلات العالم العربي لا تتمثّل في الموارد، فلدينا "دولنا الغنية بالنفط والغاز مثل السعودية والجزائر، وأخرى ثرية بالمياه والأراضي الخصبة مثل مصر والسودان".

وأوضح أن هناك نماذج ناجحة في مجال الطاقة المتجددة في المنطقة العربية، مثل الأردن والمغرب ومصر.

إلا أن جرار يرى أن إدارة الموارد في الوطن العربي الناجحة تشترط الشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص، و"لنا في إستونيا والهند وكوريا الجنوبية والصين نماذج يُحتذى بها".

تأسيس معهد بوستيريتي

تغير المناخ
عمال في محطة طاقة شمسية - الصورة من "غرين جوب"

تأسس معهد بوستيريتي عام 2020، خلال أزمة جائحة كوفيد-19، وهو معهد بحوث، له مقران في أبوظبي ولندن، ويركز على 3 تحديات تواجه مستقبل الوطن العربي وهي: تغير المناخ، والشمول الاقتصادي، والاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز تنمية الدول الناشئة.

وقال المدير العام للمعهد: "إننا نسعى لتفعيل مشاركة القطاع الخاص والشباب في العالم العربي في حركة مواجهة تغير المناخ.. نحن نقوم بأبحاث وبناء شراكات بين القطاع الخاص والحكومات".

وأضاف: "لدينا شراكات حاليًا مع حكومة دولة الإمارات، وبعض التعاون مع سلطنة عمان، ونسعى لعمل شراكات في مصر، ولدينا تعاون مع القطاع الخاص في مصر حاليًا".

وأوضح المدير العام للمعهد، أن تركيز العمل حاليًا على كيفية بناء مستقبل أفضل للشباب دون التأثير في الوضع التنموي للجيل الحالي.

وقال: "عند إجراء مناقشة حول تغير المناخ والتنمية الاقتصادية، يتجه النقاش دائمًا إلى أن هذا سيحدث بالضرورة على حساب جيل، بمعنى جيل الكبار يجب أن يضحي للجيل الجديد، وهذا غير صحيح".

3 تحديات

حدّد المدير العام لمعهد بوستيريتي، الدكتور يسار جرار، التحديات الرئيسة التي تواجه العالم العربي، والتي يركّز المعهد على إجراء أبحاث عليها، وإيجاد حلول لها في 3 نقاط.

وقال -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن "أولها يتمثّل في تغير المناخ، فالمنطقة العربية من أضعف وأكثر مناطق العالم هشاشة تجاه تغير المناخ، فهو يؤثر في كل مناحي الحياة مثل توفر المياه وارتفاع الحرارة".

كما تعاني الدول العربية أزمة ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب، و"عندما نتحدث عن الاستدامة، يجب أن ننظر إليها من منظور شامل، فهي ليست استدامة مناخية فقط، ولكن استدامة الاقتصاد أيضًا".

وقال: "نحن نعتقد أن التكنولوجيا سيكون لها دور كبير في علاج كل المشكلات، ولم نستثمر في المنطقة العربية بصورة كافية، سواء في تكنولوجيا التعليم أو الاستدامة، لذلك نحاول عمل أبحاث عن كيفية استغلال التكنولوجيا الحديثة لبناء مستقبل أفضل للشباب، وتوفير وظائف أكثر، ويُفضّل أن نجمع بينهما".

وأوضح أن المعهد أجرى عددًا من الأبحاث التي خلصت إلى أن الوظائف الخضراء ستتفوّق على أي وظائف أخرى في العالم العربي، إذا نفّذت التزاماتها المناخية، وضخت استثمارات في البنية التحتية.

فرصة خيالية

تغير المناخ
صورة تعبّر عن دور التكنولوجيا في توفير وظائف خضراء - الصورة من "ناتشرال تك جوب"

قال المدير العام لمعهد بوستيريتي الدكتور يسار جرار: "نستطيع أن نرى أن أزمة تغير المناخ فرصة خيالية في العالم العربي، بدلًا من أنها (مصيبة) نواجهها، فيمكن علاج البطالة من خلال تبني التكنولوجيا، وبناء وظائف وتحسين المستقبل، فالموارد موجودة في العالم العربي".

وقال: "في عام 2001، وجدت دراسة للبنك الدولي -شاركتُ في إعدادها- أن الدول العربية تحتاج إلى توفير 100 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2020، ولم يتحقق ذلك في الوقت الذي يدخل فيه ملايين من الشباب إلى سوق العمل سنويًا، ما يعني أننا قد نحتاج إلى 1.5 مليون وظيفة خلال 20 أو 30 سنة".

وأوضح أن التحدي الكبير -حاليًا- هو إعادة تدريب الشباب، حتى يستطيع الحصول على فرص عمل في ظل الاقتصاد الأخضر، فبالإضافة إلى البطالة، لا يصلح كثير من المناهج التعليمية للتوظيف مستقبلًا.

وقال: "هناك حاجة إلى إعادة تدريب، بالإضافة إلى أن ما يدرسه الشباب حاليًا غير مناسب للوظائف المستقبلية، حتى هؤلاء من خريجي كليات الحقوق والآداب لن يكونوا مناسبين للوظائف التي نوفرها حاليًا.. نحن نعمل على إيجاد وظائف في قطاعات البيانات والذكاء الاصطناعي على سبيل المثال".

ويعتقد أن الشباب العربي لديه رغبة في العلاج، لكنه يحتاج إلى توجيه، و"اليوم التكنولوجيا في صالحنا، فليس هناك شاب عربي حاليًا، سواء غنيًا أو فقيرًا، لا يمتلك هاتف محمول، نستطيع الوصول إليه وتعليمه والتفاعل معه".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق