تقارير النفطرئيسيةنفط

كيف تضررت أسواق النفط الأوروبية من اضطرابات البحر الأحمر؟ وكالة الطاقة الدولية تجيب

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • استهدف الحوثيون نحو 40 سفينة شحن في البحر الأحمر خلال الأشهر الماضية
  • أسواق النفط تحتاج إلى حلول عاجلة لاضطرابات البحر الأحمر
  • تضررت أسواق النفط الأوروبية بسبب التأخيرات في تسليمات المشتقات النفطية
  • تراجعت أسعار النفط العالمية رغم التأخيرات والمخاوف بشأن تصاعد حدة التوترات في الشرق الأوسط
  • تتعرض صادرات النفط الروسية لمزيد من الاضطرابات في البحر الأحمر

تعدّ أسواق النفط الأوروبية أحد أبرز المتضررين جراء اضطرابات حركة الملاحة في البحر الأحمر والناجمة عن الهجمات التي يشنها المسلحون الحوثيون على السفن التجارية.

واستهدفت هجمات الحوثيين في اليمن قرابة 40 سفينة تجارية خلال الأشهر الأخيرة، ما يستلزم وضع حلول سريعة وجذرية لإنقاذ سلاسل الإمدادات النفطية من الانهيار، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولن يتأتى ذلك سوى بتضافر الجهود الإقليمية والعالمية للتوصل إلى حل سلمي لتلك المعضلة، وتعزيز أمن السفن، ووضع حد للأعمال العدائية التي تستهدف أطقم البحارة.

أسواق النفط الأوروبية

تأثرت أسواق النفط الأوروبية سلبًا جراء التأخيرات في تسليمات المشتقات النفطية، في أعقاب اضطرار سفن الشحن إلى تغيير مساراتها تجنبًا للهجمات التي يطلقها الحوثيون المدعومون من إيران على السفن التي لها صلة بإسرائيل، وفق ما صرح به مدير أمن وأسواق الطاقة في وكالة الطاقة الدولية كيسوكي ساداموري إلى وكالة رويترز اليوم الأربعاء 7 فبراير/شباط (2024).

وقال ساداموري: "نشهد في الوقت الراهن وضعًا صعبًا فيما يتعلق بالبحر الأحمر وقناة السويس"، في تصريحات أدلى بها على هامش أسبوع الطاقة في الهند المنعقد في ولاية غوا.

ويستهدف الحوثيون السفن التجارية بالطائرات المسيرة والقذائف في مياه البحر الأحمر منذ أواسط شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، في إطار ما يقولون إنه "نُصرة للقضية الفلسطينية في سياق الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة".

متمردون حوثيون أمام مضيق باب المندب
متمردون حوثيون أمام مضيق باب المندب - الصورة من "cgtn"

أسعار النفط تتراجع

رغم التأخيرات والمخاوف بشأن تصاعد حدة التوترات في الشرق الأوسط، فإن أسعار النفط العالمية تراجعت مع تداول سعر مزيج خام برنت القياسي عند أقل من 80 دولارًا للبرميل هذا الأسبوع.

وقال مدير أمن وأسواق الطاقة في وكالة الطاقة الدولية كيسوكي ساداموري: "الأسواق تشعر بارتياح نسبي إزاء الإمدادات"، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف ساداموري: "يحدث نمو الإمدادات خارج مجموعة أوبك+، ويأتي معظمها من الولايات المتحدة والبرازيل وغايانا، ونظرًا إلى مخاوف الاقتصاد الكلي لم يكن نمو الطلب قويًا".

قرار سعودي

أشار ساداموري إلى أنه لا يتوقع أن يُسهم قرار السعودية تجميد خططها بشأن زيادة الحد الأقصى من سعتها النفطية المستدامة إلى 13 مليون برميل يوميًا من 12 مليون برميل يوميًا، في إحداث أي تأثير مباشر في أسواق النفط الأوروبية والعالمية على المدى القصير.

وأضاف أن تخفيضات الإنتاج الطوعية المستمرة من قبل الرياض وأعضاء آخرين في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائهم قد أفضت إلى زيادة كمية الطاقة النفطية الفائضة المتاحة عالميًا.

وفي تجسيد حي لتأثر أسواق النفط الأوروبية بأزمة البحر الأحمر، أحجمت عملاقة الطاقة الفرنسية توتال إنرجي عن إرسال سفنها عبر مضيق باب المندب الموصل إلى الممر المائي الحيوي وقناة السويس منذ أسابيع عديدة، ما أدى إلى زيادة وقت الرحلة التي تستغرقها سفنها المتجهة إلى أوروبا، وفق بيان منشور على موقع الشركة في 7 فبراير/شباط (2024).

وتعطلت حركة الملاحة في مضيق باب المندب الواقع جنوب البحر الأحمر، بسبب هجمات الحوثيين على السفن التجارية، ما قاد إلى رفع تكاليف الشحن وتقييد مرور الحاويات والناقلات.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه، إن تكاليف المرور عير مياه البحر الأحمر قد ارتفعت، ويُعزى هذا -جزئيًا- إلى تكاليف التأمين المرتفعة.

وأضاف بويانيه: "الصراع بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية له آثار كبيرة في المنطقة، ولذا فإننا نتوخى الحيطة والحذر، ولم نعد نمر بسفننا عبر البحر الأحمر".

شعار شركة توتال إنرجي
شعار شركة توتال إنرجي - الصورة من الموقع الرسمي للشركة

وأجبرت هجمات الحوثيين العديد من سفن الشحن على تحويل مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، الذي يدور حول الطرف الجنوبي لقارة أفريقيا، ما يزيد عُمر الرحلة إلى أكثر من أسبوع كامل في بعض الأحيان.

اضطراب الإمدادات

تشعر الدول المستوردة للنفط بقلق متزايد وسط مخاوف من أن أي تصعيد قد يغيّر خريطة إمدادات الخام كاملًا، وذلك في ظل التوترات الحاصلة في البحر الأحمر، وما نتج عنه من انقطاع الإمدادات.

ورغم أن الهجمات قد عرقلت خطوط شحن الحاويات، فإن شحنات النفط ظلت مستقرة بوجه عام، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ومع ذلك، تنشأ المخاوف من حقيقة مفادها بأن سلاسل الإمدادات سيتعيّن عليها التكيف سريعًا مع الوضع الراهن وتعديل ديناميكياتها حال استمرت أزمة الملاحة في البحر الأحمر.

ونظرًا إلى صعوبة تغيير عقود ناقلات النفط في أغلب الأحيان، ستواصل بعض السفن الحالية مرورها عبر مياه البحر الأحمر.

وفي هذا الصدد ينبغي الإشارة إلى أن أي تأمين جديد يجري إصداره لطرق البحر الأحمر يمكن أن يضيف نحو دولار واحد لبرميل النفط أو أكثر إلى تكاليف الرحلة، وفقًا لمنصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

النفط الروسي في وجه المدفع

تتعرض صادرات النفط الروسية، على وجه الخصوص، لمزيد من الاضطرابات في البحر الأحمر، إذ تشحن موسكو نحو 80% من نفطها الخام إلى الأسواق الآسيوية.

ومن المتوقع أن تؤدي تلك الاضطرابات إلى إبقاء تكاليف التأمين مرتفعة، وتدفع العديد من الناقلات إلى اتخاذ طريق أطول عبر رأس الرجاء الصالح، ما يزيد من عدد الأميال ومدة الرحلة، فضلًا عن تشديد الإمدادات ورفع أسعار الشحن.

وحتى بالنسبة إلى المسار عبر قناة السويس، فإن الرسوم المرتفعة التي ستُفرض خلال العام الجاري (2024)، إلى جانب ضريبة الكربون المفروضة على الشحنات المتجهة إلى أوروبا، ستؤدي إلى زيادة التكاليف الإجمالية للمستأجرين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق