التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

مصير تجارة الغاز المسال العالمية حال توقف العبور من قناة السويس (تحليل)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • قناة السويس تتحكم في مرور 8% من شحنات تجارة الغاز المسال
  • اضطرابات باب المندب دفعت عددًا من الناقلات لتحويل مسارها نحو رأس الرجاء الصالح
  • صادرات الغاز المسال القطرية الأكثر تأثرًا بتوقف العبور بقناة السويس
  • تسليم صادرات الغاز المسال القطري إلى أوروبا يتأخر أسابيع

تتزايد التكهنات بشأن تجارة الغاز المسال العالمية مع زيادة الاضطرابات في البحر الأحمر وتأثيراتها المتصاعدة في حركة مرور شحنات الطاقة عبر قناة السويس.

وتتحكم قناة السويس في مرور 8% من شحنات الغاز الطبيعي المسال عالميًا، و10% من تجارة النفط العالمية المنقولة بحرًا؛ ما يجعل الاضطرابات الحالية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب تثير مخاوف واسعة بشأن تدفقات التجارة.

ومنذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023، انخفضت حركة تجارة الغاز المسال العالمية عبر خليج عدن والبحر الأحمر بصورة مطّردة، بسبب الصراع في المنطقة، وفق ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة دوريًا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.

واضطر عدد كبير من ناقلات الغاز المسال بالفعل إلى تغيير وجهته من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح، بما في ذلك بعض ناقلات الغاز القطرية، ثالث أكبر مصدر للغاز المسال عام 2023، بعد الولايات المتحدة وأستراليا، وفق تقديرات منظمة أوابك.

كما تعطلت التجارة العالمية وأسواق السلع الأساسية بسبب هجمات الحوثيين على السفن التجارية المارة من البحر الأحمر؛ ما دفع ملّاك السفن والمشغّلين إلى تحويل مسارها بصورة أضرّت قناة السويس.

وانخفضت إيرادات قناة السويس خلال الأشهر الأخيرة بصورة حادة، تراوحت بين 40% و50%، بحسب أحدث تصريحات صادرة عن الحكومة المصرية في 20 فبراير/شباط 2024.

ماذا لو توقف المرور من قناة السويس؟

رسم تحليل حديث أعدّته شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي سيناريوهات تجارة الغاز المسال العالمية في حالة تفاقم الاضطرابات إلى حدّ توقُّف عبور الناقلات من البحر الأحمر و قناة السويس.

وتوقع التحليل تأثّر عمليات تسليم شحنات الغاز المسال إلى كل من أوروبا وآسيا في هذه الحالة، بسبب اعتماد عديد من مورّدي الغاز المسال على العبور من قناة السويس، أبرزهم من روسيا والولايات المتحدة وقطر.

يوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- حجم تدفقات الغاز المسال المارة عبر مضيق باب المندب إلى قناة السويس خلال 6 سنوات:

تدفقات تجارة الغاز المسال العالمية عبر مضيق باب المندب

ومثّل الغاز المسال الروسي قرابة 25% من الشحنات المحملّة التي تعبر قناة السويس جنوبًا إلى آسيا بين عامي 2021 و2023، كما شكلت صادرات الغاز المسال الأميركية نحو 50% من الشحنات العابرة خلال المدة نفسها.

وعلى الجانب الآخر، شكّل الغاز المسال القطري أكثر من 90% من الشحنات المتجهة شمالًا، بمتوسط 220 عبورًا على مدى السنوات الـ3 الماضية، حسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ويمثّل توقّف المرور من قناة السويس تحديًا كبيرًا لجميع المورّدين، لما يعنيه من الاضطرار إلى تحويل مسارات الناقلات نحو طريق رأس الرجاء الصالح الأكثر زمنًا وتكلفة.

ورغم ذلك، لا ترجّح شركة أبحاث وود ماكنزي أن يؤثّر ذلك في الطلب على شحن الغاز المسال والأسعار الفورية في المدى القريب.

كيف ستتأثر صادرات أميركا وقطر؟

إذا تعذَّر مرور الناقلات من قناة السويس، فمن المتوقع أن تتأثر تجارة الغاز المسال العالمية في حوض الأطلسي، وخاصة في الولايات المتحدة، إذ لجأ الكثير من التجّار إلى توجيه الشحنات المسلمة على ظهر السفينة (FOB cargoes) إلى منطقة البحر المتوسط حيث توفر قناة السويس خيار التسليم إلى آسيا.

كما يُتوقع أن تكون قطر الأشد تأثرًا، إذ ستضطر ناقلاتها إلى أن تسافر لأوروبا عبر طريق الرأس الرجاء الصالح الأطول، ما سيضيف إلى الرحلة ما يصل إلى 8 آلاف ميل بحري في كل اتجاه.

وبافتراض استعمال ناقلة غاز مسال بسعة قياسية تبلغ 174 ألف متر مكعب، وتسافر بسرعة 16 عقدة، فإن رحلة الذهاب والعودة ستزيد بما يتراوح بين 24 و38 يومًا إضافيًا، وهو ما يعادل وقت الرحلة ذهابًا وإيابًا للتوصيل من قطر إلى أوروبا عبر قناة السويس.

وحتى تستطيع قطر الوفاء بالتزاماتها في جميع عقود توريد الغاز المسال الأوروبية، فربما تحتاج إلى ما يعادل 18 سفينة إضافية إذا اضطرت ناقلاتها لتغير مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، بحسب تقديرات وود ماكنزي.

ناقلات الغاز المسال
ناقلات الغاز المسال- الصورة من supply chain brain

كما سيتطلب وقت الرحلة الإضافية إعادة جدولة المدد الزمنية لتسليم الشحنات القطرية مع المستوردين، لكن إمداداتها إلى أوروبا لن تكون مقيدة بنقص الشحن، حسب شركة الأبحاث.

علاوة على ذلك، ستظل مخزونات الغاز المسال الأوروبية والآسيوية في حالة جيدة ضمن النطاق الأعلى لمتوسطات السنوات الـ5 السابقة.

وعلى الرغم من بعض مواسم الصقيع، فإن الطقس الشتوي لم يؤدِّ إلى سحب كبير من المخزونات الأوروبية أو زيادة الطلب على الغاز المسال الفوري.

على الجانب الآخر، يُتوقع أن يظل الطلب على الغاز المسال في كوريا الجنوبية واليابان ضعيفًا، بفضل زيادة توليد الكهرباء من الطاقة النووية.

أمّا الصين، فسيبقى الطلب على الغاز المسال فيها قريبًا من المستويات المتعاقد عليها، ما يرجّح انخفاض تجارة الغاز المسال عبر الحوض الأطلسي طوال المدة المتبقية من فصل الشتاء، لكن قد ترتفع الأسعار الفورية في فصل الربيع مع زيادة تكاليف الشحن الإضافية على صادرات قطر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق