التقاريرتقارير النفطتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةعاجلمنوعاتنفط

قناة السويس.. الرابحون والخاسرون من أزمة السفينة إيفر جيفن

توقف الملاحة يقلق أسواق الطاقة العالمية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الإغلاق المطول يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في التجارة العالمية
  • إيفر جيفن تمثل ضربة إضافية لسلسلة التوريد العالمية
  • الإغلاق المطول ينعش حركة شحن الحاويات المستفيد الأكبر من الأزمة
  • تخوفات من ارتفاع أسعار الشحن وزيادة أسعار الطاقة

يتخوف المراقبون والمحللون من أن الإغلاق المطول لقناة السويس قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في التجارة العالمية، وارتفاع أسعار الشحن، وزيادة إضافية في أسعار سلع الطاقة، وزيادة التضخم العالمي.

وتمثل أزمة ناقلة الحاويات إيفر جيفن، في قناة السويس، ضربة إضافية لسلسلة التوريد العالمية بعد عام قاسٍ سادته التأخيرات ونقص التوريدات وضغط الأسعار؛ على خلفية جائحة فيروس كورونا، حسبما ذكرت قناة سي إن بي سي.

وجنحت السفينة إيفر جيفن، التي يبلغ وزنها 220 ألف طن، بطول 400 متر وبسعة 20 ألف حاوية، بعد أن هبت عليها الرياح القوية أثناء دخولها قناة السويس المصرية من البحر الأحمر.

ولهذا أغلقت السفينة العالقة الممر بالكامل، الذي يمثل موطنًا لما يصل إلى 12% من التجارة البحرية في العالم، والتي تمر من خلاله 50 سفينة حاويات عادةً يوميًا.

قناة السويس
أعمال التكريك من موقع سفينة إيفر جيفن - الصور من هيئة قناة السويس (26 مارس 2021)

انعكاسات إغلاق قناة السويس

تعد قناة السويس، التي يبلغ طولها 193 كيلومترًا، نقطة عبور رئيسية تربط الشرق بالغرب؛ وتنقل 20 ألف سفينة تمر عبرها سنويًا كل شيء من النفط والغاز إلى أجزاء الآلات والسلع الاستهلاكية.

وقد تؤثر تأخيرات الشحن على كل شيء من الملابس والأحذية التي تسوّق عبر الإنترنت، إلى معدات الصالة الرياضية والإلكترونيات والمواد الغذائية وإمدادات الطاقة؛ ما يعني أن أسعار الغاز قد ترتفع أيضًا.

وفي مذكرة بحثية نشرت الخميس، قال محللون في جيه.بي مورغان، إن إغلاق ممر الحاويات في قناة السويس زاد من زعزعة سلاسل التوريد العالمية؛ ما يدفع الأسعار إلى الأعلى؛ نظرًا للطلب القليل.

وأوضح محللو جيه بي مورغان أنه سيتعين على السفن التحول إلى طرق مختلفة تمامًا؛ ما سيؤدي إلى إطالة أوقات الرحلات والتسبب في مزيد من التأخير.

وقد تعني هذه التأخيرات أكثر من 15 يومًا للعديد من السفن، حينما تلجأ للإبحار حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من إفريقيا، والذي يقول المحللون إنه سيزيد أوقات الشحن بنسبة تصل إلى 30%.

تأثير إيفر جيفن على أسواق النفط

تُعدّ قناة السويس نقطة عبور لنحو 8% من الغاز الطبيعي المسال العالمي، ويمكن أن يؤثر الاضطراب المطول على التدفقات إلى السوق الأوروبية، في المقام الأول.

ووفقًا لمؤسسة آركتيك سيكيوريتيز، اجتذبت أخبار إغلاق قناة السويس المشترين، إلى جانب بيانات اقتصادية أخرى أسهمت في تحقيق العقود الآجلة لخام برنت القياسي الدولي لمدة شهر واحد "أكبر مكاسبه في يوم واحد في ما يقرب من عام ليغلق عند 64.41 دولارًا" يوم الأربعاء.

ويُنقَل ما بين 5% و10% من جميع شحنات النفط المنقولة بحراً، عبر السويس؛ ما يعني أنه مقابل كل يوم تظل فيه السفينة عالقة، فإنها تؤخر شحن 3 ملايين إلى 5 ملايين برميل نفط أخرى يوميًا.

وذكرت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس"، يوم الخميس، أن العديد من الناقلات، التي تحمل وقود الطائرات والبنزين، توقفت أيضًا على طريق الخليج العربي-أوروبا، بالإضافة إلى ناقلات فارغة كانت تعبر لنقل نفط بحر الشمال.

ويقول رئيس شركة استثمار الطاقة هنرييتا ريسورسز، الكائنة في مدينة هيوستن الأميركية، بيتر ساذرلاند،إنه من المرجح أن يكون التأثير على السعر قصيرًا، لكنه سيساعد في تقديم الدعم في الفترة التي تسبق اجتماع أوبك+، حسبما ذكرت قناة سي إن بي سي.

قناة السويس
أعمال التكريك لمحاولة تحريك السفينة إيفر جيفن- الصورة من هيئة القناة

المستفيدون من إغلاق قناة السويس

يقول مراقبو السوق إن إغلاق القناة ليس خبرًا سيئًا للجميع، حيث يُتوقّع أن تقفز أسعار الشحن الفوري إلى أعلى بسبب الطلب المحدود؛ ما يعود بالأرباح على المشغلين.

وقال محللو جيه بي مورغان إن الإغلاق المطول لقناة السويس سينعش حركة شحن الحاويات باعتبارها المستفيد الأكبر، في حين أن الناقلات والبضائع السائبة الجافة والشحن الجوي قد تشهد -أيضًا- نوعًا من ارتفاع الأسعار المرتفعة، واصفين تشديد أسعار الشحن بأنه "خطر صعودي".

ويرى المحللون أن من المتوقع أن يكون هذا -بدلاً من الإضرار بالربحية- إيجابيًا بالنسبة للأرباح النهائية لخطوط الملاحة الآسيوية.

ويتفق محللو بنك أوف أميركا مع ذلك، حيث أوضحوا يوم الخميس أن إغلاق قناة السويس لبضعة أسابيع سيكون إيجابيًا للغاية بالنسبة لأسعار الشحن الفوري، من خلال غياب الإمدادات بشكل فاعل عن طريق إضافة 20-30% إلى مسافة الإبحار عبر رأس الرجاء الصالح.

وأضاف محللو بنك أوف أميركا أن من الممكن التعامل مع توقف الملاحة لبضعة أيام على نطاق واسع في صناعة شحن الحاويات - وربما ينطوي ذلك على تكلفة وقود إضافية حيث تقوم شركات الشحن بتسريع خدماتها لتعويض الوقت الضائع.

اقرأ أيضا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق