تقارير النفطالتقاريرسلايدر الرئيسيةنفط

3 دول عربية تملأ فراغ واردات الهند من النفط الأميركي

أسماء السعداوي

اختفى النفط الأميركي من قائمة واردات الهند من النفط خلال شهر يناير/كانون الثاني المنصرم (2024)، في مقابل انتعاشة لافتة لحصص العراق والإمارات والسعودية.

ووفق بيانات أولية نشرتها شركة التحليلات كبلر (Kpler) واطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، استوردت المصافي الهندية ما إجماليه 4.81 مليون برميل يوميًا من النفط الخام في يناير/كانون الثاني، بزيادة 9.3% عن ديسمبر/كانون الأول.

وخلال العام المنصرم (2023)، حلّت الولايات المتحدة على قائمة أكبر 5 موردين للنفط إلى الهند، بمتوسط 205 آلاف برميل يوميًا، وفي ديسمبر/كانون الأول، تراجعت إلى نحو 158 ألف برميل يوميًا.

لكن أزمة توترات البحر الأحمر وما تلاها من ارتفاع أسعار الشحن جعلا المصافي الهندية ترى أن النفط الأميركي أصبح غير مجدٍ اقتصاديًا.

والهند هي ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، وتعتمد على الواردات من الخارج لتلبية أكثر من 85% من الطلب في الدولة صاحبة أكبر تعداد سكاني عالميًا.

واردات الهند من النفط العراقي والسعودي والإماراتي

ارتفعت واردات الهند من النفط العراقي في يناير/كانون الثاني (2024) لتسجل أعلى مستوى لها في 21 شهرًا منذ أبريل/نيسان 2022، بحسب تقرير نشرته منصة "إنديان إكسبريس" (indianexpress).

والعراق ثاني أكبر مصدّر للنفط إلى الهند بعد روسيا، وبلغ حجم الصادرات العراقية خلال الشهر الماضي 1.19 مليون برميل يوميًا، في زيادة بمقدار الربع مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول السابق له.

علم العراق داخل أحد المنشآت النفطية
علم العراق داخل إحدى المنشآت النفطية - الصورة من سكاي نيوز عربية

وقفزت واردات الهند من النفط الإماراتي (رابع أكبر مصدّر للنفط إلى نيودلهي) في يناير/كانون الثاني بنحو 81% مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول، إلى 326.500 برميل يوميًا.

وسجّلت واردات الهند من النفط السعودي (ثالث أكبر مصدّر إلى نيودلهي) 690.172 برميلًا يوميًا في يناير/كانون الثاني، بانخفاض طفيف عن 706.759 برميلًا يوميًا في ديسمبر/كانون الأول.

وتصل شحنات النفط السعودي والإماراتي والعراقي إلى الهند عبر مضيق هرمز، وليس من طريق مضيق باب المندب في اليمن حيث مسرح المواجهات العسكرية بين جماعة الحوثيين المسلحة وتحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لتأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر الذي تمر منه 12% من حركة التجارة العالمية.

النفط الروسي

ما زالت روسيا تتسيد قائمة كبار مصدري النفط إلى الهند، وفي يناير/كانون الثاني بلغ حجم الواردات 1.53 مليون برميل يوميًا، بنسبة ارتفاع 5.6% مقارنة بالشهر السابق.

وكانت روسيا صاحبة حصة ضئيلة في واردات الهند من النفط، لكن غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 وما تلاه من نبذ الغرب لموسكو وفرض عقوبات وفرض سقف أسعار عند 60 دولارًا للبرميل، دفعا روسيا إلى تقديم خصومات مغرية، وهو ما أثار شهية المصافي الهندية للإقبال على الشراء، ليصعد النفط الروسي إلى رأس قائمة مصادر واردات الهند من النفط.

وكانت شحنات النفط الروسي محمية بشكل كبير من هجمات البحر الأحمر، وتوقع محللون ألا تتعرض ناقلات النفط لهجمات من جانب الحوثيين المدعومين من إيران، بسبب العلاقات الوثيقة بين موسكو وطهران.

لكن هجوم الحوثيين على الناقلة مارلين لواندا (MARLIN LUANDA) التي كانت تنقل شحنة من النافثا الروسية إلى سنغافورة، في 26 يناير/كانون الثاني المنصرم، قد أثار شكوكًا في هذا الصدد.

وتنطلق شحنات النفط الروسي إلى الهند من مواني بحر الشمال والبحر الأسود عبر قناة السويس في البحر الأحمر وصولًا إلى الهند.

مسلحون يمنيون وبالخلفية السفينة غالاكسي ليدر التي استولى الحوثيون عليها في ديسمبر
مسلحون يمنيون وبالخلفية السفينة غالاكسي ليدر التي استولى الحوثيون عليها في ديسمبر - الصورة من رويترز

ويقول كبير محللي النفط في كبلر، فيكتور كاتونا، إن الأورال هو الخام الرئيس للنفط في روسيا، ويشكل الركيزة الأساسية لواردات الهند من النفط الروسي.

وفي يناير/كانون الثاني، حافظت واردات الهند من خام الأورال على أداء قوي ومستقر وبلغت نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، ومن المحتمل أن يصل إلى نيودلهي الحجم نفسه في فبراير/شباط الجاري أو ربما أكثر، بحسب كاتونا.

في المقابل، لم تصل الهند إلى أي شحنات من خام سوكول خلال ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني في مقابل 140 ألف برميل يوميًا في المتوسط خلال أول 11 شهرًا من 2023.

وعزز اختفاء خام سوكول مشتريات الهند البديلة من النفط العراقي والإماراتي.

ويقول كاتونا إن شح واردات خام سوكول يثير صعوبة لوجيستية بالنسبة لأي من شركات النفط الدولية؛ لأنها ستحتاج إلى مصادر بديلة خلال وقت قصير.

وفي ضوء ذلك، ارتفعت واردات شركات النفط الدولية من النفط العراقي من 380 ألف برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول إلى 540 ألف برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني.

كما يتوقع المحلل البارز أن يشهد فبراير/شباط الجاري اتجاهًا صعوديًا مماثلًا لواردات شركات النفط الدولية من النفط العربي وخاصة القادم من السعودية؛ حيث توجد مؤشرات على اعتزام تلك الشركات مضاعفة شراء النفط السعودي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق