رئيسيةالتقاريرتقارير النفطنفط

واردات الهند النفطية تترقب نتائج حرب غزة.. ودور مهم للسعودية

دينا قدري

قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، إن تنويع واردات الهند النفطية سيكون طوق نجاة حال تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وعرقلة الإمدادات.

وأكد بوري أن بلاده تراقب عن كثب الصراع الدائر في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى عدم وجود تهديد فوري للإمدادات، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال: "المكان الذي تجري فيه كل الأحداث هو في كثير من النواحي مركز صناعة الطاقة العالمية.. لذلك، سنراقب الأمر بعناية شديدة.. وبينما نمضي قدمًا، سنشقّ طريقنا عبر كل ذلك".

وتابع: "العالم الذي تواجهونه اليوم ليس عالمًا يتّسم بنقص النفط الخام.. أعني كمية الخام المطلوبة للحفاظ على المستوى الحالي للاستهلاك، وهو نحو 100 مليون-102 مليون برميل يوميًا.. إن النفط متاح.. ولكن سُحبت نحو 5 ملايين برميل يوميًا من السوق.. وهذه هي المشكلة".

واردات الهند النفطية من روسيا

استفادت شركات التكرير الهندية من انخفاض أسعار النفط الروسي، منذ الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وأصبحت موسكو أكبر مصدّر للنفط الخام إلى نيودلهي في عام 2023.

ووصلت تدفقات الخام الروسي إلى 1.8 مليون برميل يوميًا خلال المدّة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول، وهو ما يمثّل 38% من إجمالي واردات الهند النفطية، ارتفاعًا من 11.2% خلال المدّة نفسها من عام 2022، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة، نقلًا عن منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

ونتيجةً لذلك، انخفضت حصة خام الشرق الأوسط من 63%، أو 2.9 مليون برميل يوميًا، خلال المدّة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول 2022، إلى 45%، أو 2.1 مليون برميل يوميًا، خلال المدّة نفسها من العام الجاري (2023).

وانخفضت واردات الهندية النفطية من روسيا في شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول مقارنةً بالربع الثاني من عام 2023، بسبب أعمال صيانة المصافي وأنشطة التحول في بعض المصافي.

وعلى الرغم من هذه التقلبات، ظلت الشحنات الروسية تشكّل أكثر من 35% من إجمالي واردات الهند النفطية، وهي أعلى حصة من دولة واحدة.

وقد حلّ النفط الروسي في المقام الأول محلّ براميل الشرق الأوسط، يليه خام غرب أفريقيا، في المصافي الهندية.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات الهند النفطية منذ مطلع عام 2021:

واردات الهند من النفط قد تتراجع وسط تخفيضات إنتاج أوبك+

يقول محلل اقتصادات مصافي التكرير في "إس آند بي غلوبال" سوميت ريتوليا: "من المتوقع أن تشكّل واردات الهند من النفط الروسي ما يقرب من 40% إلى 45% من إجمالي وارداتها في عام 2023، وهو ما يعادل نحو 1.9 مليون إلى 2.2 مليون برميل يوميًا، ما دامت الأسعار الروسية قادرة على المنافسة مقارنةً بالمصادر البديلة، مثل الشرق الأوسط وأفريقيا".

ارتفاع أسعار النفط.. وتحول الطاقة

أكد وزير النفط الهندي هارديب سيتغ بوري، أن عدم اليقين الجيوسياسي -بما في ذلك الصراع بين روسيا وأوكرانيا- من شأنه أن يسرّع عملية تحول الطاقة لصالح مصادر الوقود المستدامة والنظيفة، وبعيدًا عن الوقود الأحفوري.

وأشار بوري إلى أن أسعار النفط التي تجاوزت 3 أرقام، من شأنها أن تُبعد المستهلكين عن الوقود الأحفوري، وتُسرّع عملية التحول في مجال الطاقة.

وقد شاركه الرأي العديد من المحللين، من بينهم مديرة شؤون جنوب آسيا في معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، فيبهوتي غارغ.

وقالت غارغ: "مع تصاعد الحرب في إسرائيل، قد لا تتأثر إمدادات النفط إلى الهند على هذا النحو، لكن أسعار النفط العالمية من المرجح أن ترتفع مع زيادة المخاطر الجيوسياسية".

وتابعت: "في ظل كل المخاطر الجيوسياسية، أصبح من المهم بشكل متزايد بالنسبة للهند أن تقلل من اعتمادها على النفط والواردات الأخرى من الوقود الأحفوري، وإلا فإنه سيكون عبئًا هائلًا على الاقتصاد مع زيادة التضخم وعجز الحساب الجاري وتضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي".

كما قالت غارغ، إنه بينما تسير الهند على طريق إزالة الكربون من قطاعات الطاقة والنقل والصناعات الأخرى، فإن سرعة النشر والاستثمار تحتاج إلى زيادة أكثر من 3 أضعاف الآن.

دور أرامكو في احتياطي النفط الإستراتيجي الهندي

تريد الهند أن تشارك شركة أرامكو السعودية في برنامج احتياطي النفط الإستراتيجي المخطط له البالغ 6.5 مليون طن متري (46.2 مليون برميل)، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي إطار سعيها لتعزيز العلاقات مع مورديها الأساسيين للنفط، بحثت الهند مع المملكة العربية السعودية -منذ سنوات- مشاركة أرامكو في برنامج الاحتياطي الإستراتيجي، إلّا أن المحادثات اكتسبت زخمًا بعد اجتماع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي الشهر الماضي.

وقالت الحكومة الهندية -في وثيقة داخلية-: "في إطار المرحلة الثانية من برنامج الاحتياطيات النفطية الإستراتيجية، جرت الموافقة على إنشاء احتياطيين نفطيين تجاريين وإستراتيجيين جديدين يبلغ حجمهما 6.5 مليون طن متري"، مضيفة أنه "يُمكن دعوة شركة أرامكو السعودية للمشاركة في المرحلة الثانية"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

يُذكر أن الهند أصلحت سياسة احتياطي النفط الإستراتيجي في عام 2021، بما يسمح بالبيع التجاري للنفط الخام لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في بناء مرافق تخزين جديدة، وهو ما يعكس النموذج الذي تبنّته دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

وتستورد الهند أكثر من 80% من احتياجاتها النفطية، وبَنَت مخزونًا إستراتيجيًا في 3 مواقع جنوب الهند لتخزين أكثر من 5 ملايين طن (35.5 مليون برميل) من النفط للحماية من انقطاع الإمدادات.

واستأجرت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) 750 ألف طن (5.3 مليون برميل) من مخزن النفط في احتياطي النفط الإستراتيجي بسعة 1.5 مليون طن (10.7 مليون برميل) في مدينة مانغالورو جنوب البلاد.

وأجرت الهند عرضين متنقلين للمرحلة الثانية من برنامج احتياطي النفط الإستراتيجي، الذي حظي باهتمام الشركات، مثل ترافيغورا، وبي بي، وبتروتشاينا، وهيونداي، وغلف إنرجي، وغلينكور، وشل، بحسب ما جاء في بيان حكومي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق