التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

حالة شبه مستحيلة لانخفاض التلوث في الهند 40%.. ما القصة؟

أسماء السعداوي

يمثّل التلوث في الهند تهديدًا صريحًا لصحة الإنسان والبيئة، ويومًا بعد يوم، تُظهر آثاره المتفاقمة في جودة الهواء والتربة أهمية اتخاذ تدابير سريعة وفاعلة، عبر إرساء سياسات لإنقاذ البلاد صاحبة الـ1.4 مليار نسمة، وإذ يتصدّر الوقود الأحفوري قائمة مصادر التلوث، تتجلى حقيقة كون الطاقة المتجددة هي الحل المنطقي والجذري لكل ذلك.

وفي هذا الصدد، قال وزير النقل الهندي، نيتين غادكاري، إن بلاده قد تشهد انخفاض معدلات التلوث، عبر التخلي عن استعمال الوقود الأحفوري.

وأضاف: "يمكننا خفض التلوث بنسبة 40% عبر التوقف عن الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري، مثل النفط والديزل"، بحسب تقرير نشره موقع "إكونوميك تايمز" المحلي (economic times)، والذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

مخاطر التلوث في الهند

تشهد معدلات التلوث في الهند نموًا متسارعًا في ظل نمو قطاع الصناعة والنقل، إذ تضم البلاد 12 مدينة قائمة أكثر المدن تلويثًا في وسط آسيا وجنوبها، بحسب تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز.

وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، يتسبب سوء جودة الهواء في وفاة 7 ملايين شخص سنويًا، كما يقدّر البنك الدولي التكلفة الاقتصادية عند أكثر من 8 تريليونات دولار.

وكان تركيز الملوثات في كلٍ من نيودلهي الهندية وبغداد العراقية، خلال العام المنصرم (2022)، أعلى بنحو 18 مرة عن أقصى حدّ آمن للملوثات الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية.

يُشار إلى أن أكثر من 90% من الهنود يعيشون في مناطق تقلّ فيها جودة الهواء عن مستويات منظمة الصحة العالمية.

كما تمثّل محطات توليد الكهرباء من الفحم والمصانع والمركبات المصادر الرئيسة للتلوث في الهند، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ.

كما تعتمد الهند على الفحم لتوليد 70% من احتياجاتها من الكهرباء، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

الوقود الأحفوري في الهند

يقول وزير النقل الهندي: "نستورد وقودًا أحفوريًا بمقدار 16 تريليون روبية سنويًا، وهذا يفرض تحديًا اقتصاديًا أمامنا، كما يسبب التلوث، إلى جانب ذلك نستورد فحمًا بـ12 تريليون روبية".

(الروبية الهندية = 0.012 دولارًا أميركيًا)

وبحسب بيانات وزارة التجارة والصناعة الهندية الصادرة في 16 يناير/كانون الثاني من هذا العام (2023)، سجلت واردات الوقود الأحفوري قفزة كبيرة بنسبة 46% على أساس سنوي، خلال الأشهر الـ9 المنتهية في ديسمبر/كانون الأول 2022.

واستوردت الهند النفط الخام ومشتقاته والفحم وفحم الكوك بقيمة 163.91 مليار دولار خلال المدة من أبريل/نيسان إلى ديسمبر/ كانون الأول من العام المنصرم (2022).

وكانت روسيا في المرتبة الرابعة بين إجمالي مصدّري الوقود الأحفوري إلى الهند؛ إذ ارتفع حجم صادراتها إلى نيودلهي بنسبة 399.73% على أساس سنوي، بقيمة 32.88 مليار دولار.

يُشار إلى أن الهند والصين تنافستا على لقب أكبر مستوردي النفط والغاز الروسيين، واللذين شهدا خصومات مغرية في أعقاب حرب موسكو على أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تلتها.

في سياق متصل، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تتضاعف واردات الوقود الأحفوري الهندية خلال العقدين المقبلين.

وفي تقرير "مستقبل الطاقة العالمي" الصادر خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2022)، توقعت الوكالة أن يرتفع الطلب على الطاقة في الهند بأكثر من 3%، إذا استمرت السياسات الحالية.

وزير النقل الهندي- الصورة من موقع وان إنديا
وزير النقل الهندي- الصورة من موقع وان إنديا

الطاقة المتجددة في الهند

أكد الوزير أهمية تعزيز الطاقة النظيفة والخضراء، من أجل خفض التلوث في الهند، فضلًا عن تقليل تكاليف واردات الوقود الأحفوري في ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم.

وأشار إلى أهمية مؤسسات مثل المؤسسة الهندية للتكنولوجيا في جلب تقنيات حديثة لتعزيز دور الطاقة المتجددة بتوليد الكهرباء النظيفة في الهند.

ولفت إلى أن تلك التقنيات الحديثة يجب أن تكون قائمة على الاحتياجات ومُجدية اقتصاديًا، وأن تتوافر المواد الخام اللازمة لها داخل البلاد، بحسب التقرير.

كما سلّط الضوء على هدف زيادة قدرات توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة إلى 500 غيغاواط، مقارنة بـ172 غيغاواط فقط حاليًا.

وتحتلّ الهند المرتبة الـ4 عالميًا من حيث قدرات الطاقة النظيفة، بحسب وزير النقل الهندي.

وعلى نحو خاص، يقول الوزير: "تبلغ حصة الطاقة الشمسية في إجمالي إنتاج الكهرباء لدينا 38%".

وأضاف أن تكلفة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية انخفضت إلى 2.60 روبية للوحدة، في حين تبلغ تكلفة مصادر الطاقة المتجددة الأخرى 6.5 روبيات.

كما أشاد برغبة المرافق الحكومية في تقليل تكلفة توليد الكهرباء عبر زيادة حصة الطاقة الشمسية في مزيج الكهرباء.

وتابع: "لكننا بحاجة إلى تعزيز توليد الكهرباء من الوقود الحيوي في البلاد".

وعن إمكانات الطاقة النووية، قال، إن الهند تمتلك معدن اليوارنيوم النادر، وعلى الدولة تطوير مفاعلات نووية تعتمد على معدن الثوريوم لتوليد الكهرباء.

وبالرغم من أن 42% من الكهرباء تأتي من مصادر غير الوقود الأحفوري، سيؤدي التوسع العمراني والصناعة إلى ارتفاع معدلات الطلب على الطاقة، وهو ما سيعترض نمو مصادر الطاقة المتجددة، بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق