أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: استثمارات النفط الروسي تتراجع.. وموسكو لا تثق في الهند (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الاستثمارات في قطاع النفط الروسي النفط انخفضت خلال العام المنصرم (2022)، لا سيما من جانب الشركات الأجنبية العاملة في القطاع.

وأوضح في تصريحات خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، بعنوان "النفط بين عودة بايدن للسحب من المخزون الإستراتيجي الأميركي.. وتخفيض بوتين للإنتاج الروسي"، أن هناك عدّة أمور مثيرة للانتباه حدثت في موسكو خلال غزو أوكرانيا.

على سبيل المثال، وفق الحجي، قامت الشركات الروسية في مدة غزو أوكرانيا بحفر أكبر عدد من الآبار خلال عقد كامل، ومن ثم فإن فكرة تراجع إنتاج النفط الروسي بشكل كبير قد لا تكون حقيقية أو صحيحة، كما أن هناك تركيزًا كبيرًا وواضحًا على الاستثمار في الغاز المسال.

الأسواق الجديدة لروسيا

النفط الروسي
إحدى ناقلات النفط الروسية - الصورة من رويترز

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن استثمارات روسيا في الغاز المسال تعني أنها تخطط على المدى الطويل، ولا ترغب في العودة إلى الأسواق الأوروبية كما كانت، وهي في النهاية ستبيع لأوروبا على كل الحالات، ولكن السوق الأوروبية لن تكون المركز الرئيس لمبيعات الغاز الروسي.

ولفت إلى أن الحل الوحيد بالنسبة لروسيا -وهو واضح تمامًا من بناء الأنابيب إلى الصين- هو التركيز على بيع النفط الروسي إلى آسيا، والتركيز على الغاز المسال وبيعه إلى أيّ دولة في العالم، لذلك من الواضح أن موسكو تخطط لمرحلة ما بعد الحرب، والابتعاد عن أوروبا.

وتابع: "ابتعاد موسكو عن السوق الأوروبية يعني أن تكاليف الطاقة في القارة العجوز ستكون مرتفعة لمدة طويلة من الزمن، لأنها ستعتمد على النفط من أماكن بعيدة، بالإضافة إلى أنها سوف تعتمد على الغاز المسال الذي ترتفع تكلفته بشكل كبير عن تكلفة الأنابيب القادمة من روسيا.

سداد ثمن النفط الروسي

أشار خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي إلى أنه من الواضح أن مبيعات النفط الروسي إلى الهند تشهد ارتفاعًا، إلّا أنه من الواضح أيضًا أن هناك مشكلة تتعلق بسداد ثمن هذا النفط، إذ إن هناك خلافًا يتعلق بالعملة التي تُستعمَل للسداد.

وأضاف: "الروس لا يريدون استعمال الروبية الهندية، بينما تريد الحكومة الهندية استعمالها للسداد مقابل النفط الروسي، إلّا أن الأزمة أنّ الروبية تنخفض قيمتها، في الوقت الذي تشهد فيه قرارات حكومة نيودلهي نوعًا من التخبط، لذلك لا تثق فيها موسكو".

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة، مصافي النفط التي كانت تشتري النفط الروسي قبل بدء تطبيق العقوبات في ديسمبر/كانون الأول 2022:

رسم يوضح المصافي التي تشتري النفط الروسي

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن الروس والحكومة الهندية قرروا خلال المدة الماضية التعامل بعملة الدرهم الإماراتي، وهو أمر تعدّ أسبابه واضحة من جهة، كما أنه يصبّ في مصلحة الجميع من جهة أخرى.

وتابع: "الأمر المضحك، أنه في الوقت الذي تريد فيه إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التخلص من الدولار الأميركي، تعود إلى استعمال الدرهم الإماراتي، وهي عملة مربوطة بالكامل بالدولار".

وعن فائدة التعامل بالعملة الإماراتية، قال الحجي، إن الدرهم يوفر خدمات مميزة للروس من جهة، ويجعلهم يضمنون أموالهم من جهة أخرى، وبوساطته تستطيع الشركات الهندية المستقلة التي تشتري النفط الروسي التخلص من التسلط الحكومي، خاصة أن الحكومة الهندية فرضت عدّة إجراءات كانت مسيئة جدًا لقطاع التكرير في البلاد.

وأوضح أن الحكومة الهندية حددت مستوى صادرات المشتقات النفطية، وفرضت ضرائب إضافية على صادرات البنزين والديزل، بالإضافة إلى فرضها ضرائب استثنائية على أرباح شركات التكرير في البلاد، مشيرًا إلى أن الشركات الهندية تستطيع التخلص من جزء من هذه الأزمات بتعاملها مع بنوك الإمارات بعملة الدرهم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق