تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

تلوث الهواء في الهند.. 9 مدن تتصدر قائمة الـ10 الأوائل عالميًا في التلوث

والمبعوث الأميركي للمناخ يستعد لزيارة نيودلهي

هبة مصطفى

خيّم تلوث الهواء في الهند على غالبية المدن، ورغم مرور عامين على إطلاق الحكومة للبرنامج الوطني "الهواء النظيف"، فإن جهود تحسين نوعية الهواء والسيطرة على التلوث يبدو أنها باءت بالفشل.

وحصدت 9 مدن هندية من أصل 10 على لقب المدن الأكثر تلوثًا في العالم لعام 2020، وفقًا لرصد أعدته شركة "آي كيو إير" السويسرية لتكنولوجيا نوعية الهواء.

وشملت أكثر 10 مدن تلوثًا للهواء في العالم عام 2020 مدينة هوتان الصينية، بالإضافة إلى 9 مدن هندية.

قائمة المدن الأكثر تلوثًا

تلوث الهواء في الهند
تلوث الهواء في الهند - الصورة من فاينانشيال تايمز

احتلّت مدينة غازي آباد المرتبة الثانية في القائمة العالمية لأكثر المدن تلوثًا عام 2020، مُسجلةً نسبة تلوّث تصل إلى 106.6 ميكروغرام/متر مكعب، وفي المرتبة الثالثة مدينة بولاند شاهر بنسبة 98.4، ثم مدينة بيسراخ جلال بور بنسبة 96، تلتها مدينة بيوادي بنسبة 95.9.

جاء في المرتبة السادسة مدينة نويدا بنسبة 94.3 ميكروغرام/متر مكعب، ثم مدينة نويدا الكبرى بنسبة 89.5، عقبها مدينة كانبور بنسبة 89.1، ثم مدينة لكناو بنسبة 86.2، وذُيّلت العاصمة السياسية للبلاد دلهي قائمة أعلى 10 مدن تلوثا على الصعيد العالمي بنسبة 84.1.

ويزداد عدد المدن المُلوثة في الهند يومًا بعد يوم، ووصل عدد المدن ذات مستويات تلوّث أقلّ من المعايير الوطنية 132 مدينة، ارتفاعًا من 102 مدينة قبل عامين.

إعلان الحرب

ذكر تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (سي آر إي إيه) أن عوامل زيادة معدلات تلوث الهواء في الهند وإعاقة تحسّن جودته تضمنت محدودية التمويل، وعدم وجود معايير صارمة لتحجيم الانبعاثات الصادرة عن الصناعات، وأبرزها أجهزة إذابة المعادن، وكذلك مصافي النفط والتباطؤ في إضافة محطات المراقبة.

وأكد التقرير أن الحكومة الهندية عليها التعامل مع الأمر كـ"الحرب" لمحاولة الوصول إلى أهداف تضمن الحدّ من التلوث، مع تنفيذ إجراءات صارمة في كل القطاعات للحدّ من حجم الانبعاثات.

وتبلغ أزمة تلوث الهواء في الهند ذروتها خلال فصل الشتاء، إذ يُقبل المزارعون على حرق ما تبقّى من محاصيل الأراضي الزراعية خاصة في المدن الشمالية والعاصمة نيودلهي، ما يتسبّب في تغطية سماء تلك المناطق بالدخان الضبابي الخانق.

الفحم والسيارات في قفص الاتهام

تُشكّل محطات الكهرباء العاملة بالفحم بالإضافة إلى المصانع والسيارات أبرز مصادر التلوث في الهند، إذ يقطن 90% من سكان الهند في مناطق تشهد انخفاضًا في مستويات جودة الهواء مقارنةً بما أقرّته منظمة الصحة العالمية.

تلوث الهواء في الهند
تلوث الهواء في الهند - الصورة من وكالة بلومبرغ

وأدى تلوث الهواء في الهند إلى وفاة 1.67 مليون شخص عام 2019، وتُسهم عملية البطء في معالجة الأمر بزيادة معدل الوفيات بالسبب ذاته، وفق ما نشرته صحيفة إنديا تايمز ذي إيكونوميك تايمز.

وتمثّل تلك الظاهرة ضغطًا على اقتصاد الهند؛ بسبب معدلات الإنفاق الصحي المرتفعة، بالإضافة إلى خسائر الإنتاج الناجمة عن الوفيات والإصابات.

من جانب آخر، يُلقي تلوث الهواء في الهند ورداءته بظلاله على الصورة التجارية للدولة، ما يسبّب عزوف بعض الاستثمارات.

ووفق تقرير مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، تسعى الهند لتنفيذ إستراتيجية وطنية تدفع لخفض الانبعاثات بنسبة 30% بحلول عام 2024، عن مستويات عام 2017، رغم عدم تقدّم أيّة جهات مسؤولة بالدولة بخطط عمل لتنفيذ الأمر.

وقال أحد المسؤولين عن إعداد التقرير، سونيل داهيا، إنه يجب عمل دراسات لرصد جودة الهواء في مدن مختلفة، مشيرًا إلى أن تحديد حجم التلوث بكل مدينة على حدة يوفر الوقت والإنفاق ويزيد كفاءة التعامل مع الأمر.

أميركا تدعم الحوار المناخي

في غضون ذلك، يعتزم المبعوث الأميركي الخاص للمناخ، جون كيري، زيارة الهند خلال الشهر الجاري أو المقبل، لبحث القضايا والأهداف المناخية مع وزير البيئة بوبندر ياداف، وفق صحيفة هندوستان تايمز.

تلوث الهواء في الهند
تلوث الهواء في الهند - الصورة من ذي رادار

وتطرّق المسؤولان خلال مكالمة هاتفية إلى الأهداف المناخية التي تعهدت الهند بتحقيقها خلال قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26 التي عُقدت قبل شهرين في مدينة غلاسكو الإسكتلندية، وكيفية التعاون (الأميركي-الهندي) لتحقيقها.

وتعهّدا ببدء "حوار المناخ" في أقرب وقت ممكن، بعد أن أطلقت أميركا والهند (حوار العمل المناخي وحشد التمويل) في سبتمبر/أيلول الماضي، شراكةً بين البلدين، لتعزيز استثمارات مشروعات الطاقة النظيفة.

ويُشكّل حوار المناخ أحد جوانب خطة البلدين حول المناخ والطاقة النظيفة المستهدفة لعام 2030، ووسيلة لتمويل المشروعات الداعمة لتلك الأهداف.

الطاقة المتجددة.. الهند تستثمر 1.6 مليار دولار في مشروع الممر الأخضر

الهند والحياد الكربوني

واجهت حكومة رئيس الوزراء الحالي، ناريندرا مودي، اتّهامات لعدم تحديد مدد زمنية حول خفض استهلاك البلاد للفحم الذي يُسهم بإنتاج 70% من الكهرباء المحلية، بالإضافة إلى تمديده عمر محطات الكهرباء.

شملت الأهداف المناخية الهندية التي أعلنها رئيس الوزراء -خلال كوب 26- التعهد بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، والعمل على خفض كثافة الكربون في الاقتصاد الهندي وأعمال القطاعات المختلفة بما يعادل مليار طن بحلول 2030.

وأكد مودي التزام بلاده برفع قدرة الكهرباء غير الأحفورية إلى 500 غيغاواط بحلول 2030، بما يلبّي 50% من الطلب على الكهرباء في البلاد.

وشدّد في الوقت ذاته على أنّ توافر التمويل يعزز تحقيق الهند لتلك الأهداف الطموحة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق