التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجلمنوعات

مع تزايد الضغوط لخفض الانبعاثات.. هل تُحدد الهند هدفًا للحياد الكربوني؟

نيودلهي ثالث أكبر مصدَر للانبعاثات عالميًا

أحمد شوقي

ترى البلدان النامية أنها ليست مُجبرة على التعهّد بالتزامات الدول المتقدمة نفسها للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، في حين أنها لم تُسهم -كثيرًا- في الانبعاثات التاريخية مثل الدول الكبرى.

وبالطبع، يمكن قبول هذا التبرير من الدول النامية، لكن الوضع مختلف بالنسبة إلى الهند، كونها ثالث أكبر مصدَر لانبعاثات الكربون في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، بحسب رؤية نائب رئيس أبحاث الطاقة في آسيا والمحيط الهادئ في وود ماكنزي، غافين طومسون، والتي نقلتها شركة الأبحاث.

الانبعاثات في الهند

بلغت انبعاثات الكربون في الهند نحو 2.616 مليار طن متري بنهاية عام 2019، في الوقت الذي يستحوذ فيه الفحم على 70% من توليد الكهرباء في الدولة الآسيوية.

ورغم إعلان نيتها التخلّص التدريجي من الفحم، فإن وزير الفحم والمناجم والشؤون البرلمانية الهندي، برالهاد جوشي، صرّح -مؤخرًا- بأن الهند تخطّط للاعتماد على الفحم، ليُشكّل 50% من توليد الكهرباء في البلاد بحلول 2040.

وبحسب التوقعات الأساسية لوود ماكنزي، فإن انبعاثات قطاع الكهرباء في الهند ستبلغ ذروتها بحلول عام 2049، قبل أن ترتفع أكثر من 200%، مقارنة بمستويات عام 2005 مع حلول منتصف القرن الحالي.

الضغط يتزايد على الهند

مع اقتراب مؤتمر الأطراف (كوب 26) في نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام، يتزايد الضغط على الهند للالتزام بهدف تحقيق الحياد الكربوني، بحسب التقرير.

وأكبر ضغط على الهند قد يأتي من الصين، فرغم أنها لا تزال تُصنّف على أنها اقتصاد نامٍ، فقد حددت هدفًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

ومن المتوقع أن تبلغ انبعاثات الصين ذروتها نهاية العقد الحالي، على الرغم من أنها ستكون أكثر 3 مرات من ذروة الهند المتوقعة في 2049، وفقًا للتقرير.

ويرى وزير الكهرباء الهندي، أر كيه سينغ، أن أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050 -التي تعهّدت بها العديد من الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة، واليابان، والاتحاد الأوروبي- بمثابة مهمة مستحيلة، مع الإشارة إلى أن الإجراءات الحالية لتلك الدول لن تساعد على تحقيق هذا الهدف.

ومع الضغط على الهند لإعلان هدف الحياد الكربوني، قدّم سينغ حجة للدفاع عن موقف بلاده، تتمثّل في خفض الانبعاثات على أساس نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وفي هذا الصدد يمكن القول إن الهند هي الاقتصاد الرئيس الوحيد الذي يسير على المسار الصحيح في خفض الانبعاثات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى توسعها في الطاقة المتجددة.

وتهدف الهند إلى خفض كثافة الانبعاثات بنسبة 33-35% مقارنة بمستويات عام 2005 بحلول نهاية العقد الحالي، إذ ترى أن الوعود بخفض الانبعاثات في المستقبل البعيد ليست كافية.

وفي الحقيقة، يجب على الدول الغنية دعم الاقتصادات النامية بتنشيط جهودها نحو إزالة الكربون، من خلال تقديم دعم مالي وتقني.

وبالنسبة إلى الهند ستكون المساعدة في خفض تكاليف التكنولوجيا الجديدة -للتخفيف من تأثير التحوّل على سكان البلاد- أمرًا بالغ الأهمية، كما يرى التقرير.

وفي المقابل، يجب على حكومة الهند -أيضًا- تجنُّب الاستثمار الضخم على المدى القريب والمتوسط ​​في مصادر الطاقة كثيفة الكربون، ودفع الاستثمار نحو الطاقة النظيفة، وفقًا للتقرير.

سيناريوهان للحياد الكربوني

ترى وود ماكنزي أن هدف الحياد الكربوني بحلول 2060 المماثل للصين يبدو أكثر جدوى للهند عن منتصف القرن.

ومع ذلك، فإن سيناريو خفض درجات الحرارة درجتين مئويتين يعني أن الهند ستصل للحياد الكربوني بحلول عام 2070، على الرغم من زيادة مستويات الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والعمل الأكثر صرامة للتخلص من الفحم، بحسب التقرير.

وتمتلك الهند خططًا طموحة للغاية لكل من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مع هدفها إضافة 450 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول نهاية هذا العقد.

وبلغ توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الهند نحو 92.97 غيغاواط حتى فبراير/شباط الماضي.

وفي سيناريو خفض درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية، من المرجح أن تصل الهند إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، لكن لتحقيق ذلك يجب أن يزيد تغلغل مصادر الطاقة المتجددة بشكل أكبر بالتزامن مع اعتماد تقنيات أخرى مثل الهيدروجين وإزالة الكربون، وفقًا للتقرير.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق