خبير: دعم تحول الطاقة في مصر يرتبط بتمويل الأبحاث العلمية
داليا الهمشري
ترتبط أجندة تحول الطاقة في مصر ارتباطًا وثيقًا بتمويل الأبحاث العلمية، وذلك لتحقيق إستراتيجية البلاد الهادفة لرفع حصة مشاركة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي إنتاج الكهرباء بحلول عام 2035.
وفي هذا الإطار، يسهم مركز التميز في الطاقة بجامعة عين شمس في تمويل الأبحاث العلمية بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وبالتعاون مع جامعة ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية، بهدف تعزيز عملية التحول الطاقي في مصر.
وأكد المستشار الفني للمركز الدكتور تامر النادي -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- أن المركز يسهم في التغلب على تحديات قطاع الطاقة، ودعم تحولها في مصر من خلال توفير التدريب والتمويلات.
مواجهة التحديات
يرى الدكتور تامر النادي، أن تحول الطاقة في مصر يحتاج إلى مقومين رئيسيْن للتقدم، هما العمالة المُدربة في قطاع الطاقة والأبحاث الموجهة للنهوض بهذا المجال.
وأضاف أن مركز التميز في الطاقة يعمل على تجهيز الخريجين بصورة أفضل، من خلال تعريفهم على آخر المستجدات في مجال العلم الحديث في الولايات المتحدة، وبالتحديد في جامعة أريزونا، عبر إرسال البعثات.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل المركز على تطوير المناهج في الجامعات المصرية، وإنشاء معامل التدريب.
وتابع أن كل هذه الجهود تندرج في إطار تدريب الخريجين ورفع كفاءتهم وتعريفهم بآخر المستجدات العالمية في قطاع الطاقة، ما يؤهلهم إلى التعامل مع التحديات عند الخروج إلى سوق العمل.
واستطرد أن جهود المركز تركز -كذلك- على تمويل الأبحاث العلمية المواكبة لتطوير قطاع الطاقة، بما يكفل تحقيق تحول الطاقة في مصر، ومساعدتها في تحقيق الريادة المنشودة من خلال إشراك عنصر من الصناعة لتنفيذ هذه الأبحاث.
وأكد أن المركز يشترط في الأبحاث التي يمولها أن يعبّر شريك صناعي عن حاجته إلى إجراء هذا البحث، لضمان أن يكون له مردود على الصناعة المصرية.
مركز التميز في الطاقة
أشار الدكتور تامر النادي إلى أن المركز يولي اهتمامًا كبيرًا للأبحاث العلمية التي تقدم تقنيات جديدة في طاقة الشمس والرياح، والهيدروجين الأخضر، والطاقة الكهرومائية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة.
كما يعمل المركز على تعزيز كفاءة الطاقة في المباني، لدعم أجندة تحول الطاقة في مصر، مشيرًا إلى أن تقليل استهلاك الكهرباء يُغني عن توليد المزيد منها.
وحول الجهود المبذولة لتوطين صناعة معدات الطاقة المتجددة، لفت النادي إلى أن المركز يدرب الطلاب على تصنيع توربينات الرياح، وذلك ضمن جهود دعم تحول الطاقة في مصر.
وأوضح أن الطلاب المصريين قد أظهروا كفاءة عالية في تصنيع توربينات الرياح على مدار الأعوام الماضية وشاركوا في المسابقة الدولية في هولندا، وحصلوا على المركز الأول مرتين في تصنيع التوربين الـ1 كيلوواط خلال عامي 2019 و2022.
وأبرز النادي -في تصريحاته الخاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن الطلاب يتلقون تدريبًا -حاليًا- على تطوير توربيني الـ1 كيلوواط والـ5 كيلوواط.
وسلط الضوء على أن استعمالات التوربين الـ1 كيلوواط محدودة للغاية، لافتًا إلى أن قدرته تقتصر على توفير الإنارة البسيطة للمنازل.
بينما التوربين بقدرة 5 كيلوواط يمكن الاستعانة به في المناطق الزراعية النائية لتشغيل مضخات المياه، ويمكنه أن يحل محل المحطة الشمسية في توليد الكهرباء المطلوبة، لتشغيل الأجهزة المنزلية للمزارعين في الأماكن النائية ومضخات الري.
إنتاج الوقود الحيوي
أكد الدكتور تامر النادي -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن المركز يهدف إلى المساعدة في توليد الطاقة النظيفة، لتحقيق تحول الطاقة في مصر.
وأشار إلى أنه في بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا يستغلون الطاقة الشمسية رغم أن مواردهم من الشمس لا تضاهي مثيلتها المصرية.
وأوضح أن مصر تتمتع -كذلك- بسرعات رياح جيدة، مضيفًا أن المركز يعمل على دعم الأبحاث في مجال الوقود الحيوي لاستغلال المخلفات.
وحول آليات المركز لتمويل الأبحاث العلمية في مصر، لفت إلى أن الأمر يبدأ بإعلان دعم مشروعات بحثية بتمويلات معينة صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، مشيرًا إلى أن المشروع الكبير يحصل على تمويل بقيمة 160 ألف دولار، والمتوسط 125 ألف دولار، و55 ألف دولار للمشروع الصغير، وفقًا لتقدير الباحث لحجم المشروع.
إلا أنه أكد أن هناك اشتراطات للحصول على هذا الدعم، تتمثل في ضرورة أن يشتمل على باحث رئيس من جامعة مصرية، وباحث رئيس من جامعة أريزونا الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، لا بد من أن يكون للمشروع البحثي مردود على المجتمع والصناعة في مصر، لذا يشترط المركز مشاركة إحدى الشركات على أن توقع ما يفيد بدعمها لهذا المشروع على المستوى الصناعي.
كما لا بد من أن يكون المشروع منطقيًا للتنفيذ خلال المدة الزمنية المذكورة، وأن تكون خبرات الباحثين السابقة تؤهلهم لتنفيذ هذه الأفكار.
بجانب أن المركز يشترط وجود طلاب ماجستير ودكتوراه مشاركين في المشروع البحثي، من أجل ضمان الاستمرارية والتواصل بين الأجيال البحثية.
كفاءة المحطات الشمسية
قال الدكتور تامر النادي، إن المركز ينظم تدريبات وورشات عمل حول تحسين كفاءة محطات الطاقة الشمسية، لجعلها قادرة على توليد مزيد من الكهرباء، واختبار كفاءة الألواح.
وأضاف أن المنحة المُقدمة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى مركز التميز في الطاقة لتمويل الأبحاث العلمية على مدار 5 أعوام، مضى منها عامان ولا يزال أمامه 3 أعوام.
إلا أن المركز -وفق النادي- يخطط للاستمرار في أداء مهامه في تمويل الأبحاث العلمية على المدى الطويل، عبر بعض الأنشطة التي تدر أرباحًا.
ولفت إلى شراء بعض الأجهزة للمركز التكنولوجي للطاقة، ليكون هذا المركز قادرًا على تقديم خدمات للصناعة من خلال اختبار بعض الإجراءات مقابل رسوم.
كما سيمنح المركز دورات وشهادات للعاملين في القطاع الصناعي مقابل رسوم.
وتابع أنه سيكون هناك تعاون مع قطاع الصناعة من خلال تقديم استشارات، كما يمكن أن تعمل الجامعات المُشاركة على تنفيذ أبحاث لصالح القطاع الصناعي.
ويعمل المركز على مساعدة الباحثين للحصول على تمويلات من جهات مانحة أخرى محلية ودولية، من خلال بعض الدورات التدريبية حول كيفية التقديم للحصول على منحة للمشروعات البحثية.
موضوعات متعلقة..
- قطاع النفط المصري ينفذ خطة متكاملة لتحول الطاقة وخفض الانبعاثات
- الطاقة المتجددة في مصر قد تضيف 63 مليار دولار للناتج المحلي
- أبرز 10 أبحاث مصرية في قطاع الطاقة خلال 2023 (صور)
اقرأ أيضًا..
- خبير بريطاني يدعو للعودة إلى الفحم والغاز لحماية بلاده من "الأعداء"
- أكبر 5 صفقات نفطية في يناير 2024 تشهد صدارة جزائرية
- هل يتأثر الطلب على النفط بانتعاش السيارات الكهربائية؟ أنس الحجي يجيب
- 6 خبراء يكشفون لـ"الطاقة" دوافع أرامكو السعودية لوقف زيادة الإنتاج