التقاريرأنسيات الطاقةتقارير السياراتتقارير النفطسلايدر الرئيسيةسياراتنفط

هل يتأثر الطلب على النفط بانتعاش السيارات الكهربائية؟ أنس الحجي يجيب

أحمد بدر

مع بزوغ نجم السيارات الكهربائية، توقع كثيرون أن يتأثر الطلب على النفط -الذي يُشتق منه البنزين والديزل- بتوجه العالم نحو البطاريات التي تُشحن بالكهرباء، إلا أن السنوات الأخيرة كشفت عن أن الأمر لا يتعدى الدعاية.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن هناك 3 أمور تتعلق بالطلب العالمي على النفط، وآثار هذه السيارات في هذا الطلب، لا سيما مع ما يُثار بشأن احتمالات وجود تأثير.

جاء ذلك، خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدمها الدكتور أنس الحجي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، تحت عنوان "المستقبل المظلم.. السيارات الكهربائية والنفط"، التي تحدّث خلالها عن الطلب على النفط وارتباطه بتلك السيارات.

وأضاف: "قلت سابقًا إن هناك حاجة إلى 700 مليون سيارة على الأقل، والحديث هنا عن السيارات ذات العجلات الـ4، وليس الدراجات النارية أو ثلاثية العجلات، لأن الأرقام التي دائمًا ما تتفاخر بها الهند، هي (موتوسيكل) أو (ريكشا) ذات العجلات الـ3".

السيارات الكهربائية والطلب على النفط

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن هناك أزمة تتمثل في استبدال محركات تعمل بوساطة شحن الكهرباء بأكفأ المحركات العاملة بالبنزين، فالأزمة في المحركات التي تستهلك البنزين بصورة كبيرة.

وأضاف: "أما استبدال أكفأ السيارات فيُعد أمرًا غير منطقي، لذلك أجريت دراسة عن النرويج، التي يبلغ فيها عدد السيارات الكهربائية والهجينة نحو 600 ألف سيارة، وهو رقم أثره في الطلب على النفط بسيط في كل الحالات".

السيارات الكهربائية في النرويج

على سبيل المثال، وفق الدكتور أنس الحجي، باعت الصين 9.5 مليون سيارة كهربائية خلال العام الماضي 2023، وهذه خفّضت الطلب على النفط بمقدار 270 ألف برميل يوميًا فقط، لذلك فإن كل الحديث عن النرويج وارتفاع المبيعات بنسبة 90% يشهد مبالغات كبيرة.

وتابع: "بخصوص الدراسة المتعلقة بالنرويج، نجد ما يلي؛ أن عدد السيارات الكهربائية يجب أن يخفض الطلب على النفط بحدود 15 ألف برميل يوميًا، ولكن الانخفاض الفعلي كان بحدود 8 آلاف برميل يوميًا فقط، أي هناك 7 آلاف برميل يوميًا فرقًا".

لذلك، بحسب الحجي، فإن الحديث عن توفير كميات معينة غير صحيح، والبيانات لا تؤكد هذه الفكرة، إذ إن البيانات تشير إلى أن ما حدث هو انخفاض بنسبة 60% فقط، في حين هناك 40% من هذا الانخفاض في الطلب على النفط لم يحدث، أي أن الطلب أعلى مما يقوله داعمو السيارات الكهربائية.

الأمر الآخر، أن مواطني النرويج اشتروا السيارات الكهربائية بسبب الإعانات الضخمة التي تقدمها الدولة إلى المشترين، إذ إن أغلب الإعانات كانت في صورة إعفاء ضريبي، لأن الضرائب كانت ضخمة جدًا على السيارات، وبصورة خاصة السيارات الفارهة.

إلا أنه بالنظر إلى ما يحدث في النرويج، يُلاحظ أن أغلب العائلات اشترت السيارات الكهربائية بوصفها سيارات إضافية، ولم تحل لدى هذه العائلات محل سيارات البنزين، التي يستعملونها في الرحلات الطويلة، وفق تصريحات الحجي.

وأردف: "الآن نجد أن النرويج، التي أنتجت وباعت النفط والغاز، حصلت على العائدات ووضعتها في صورة دعم للسيارات الكهربائية، وفجأة تحول مرتادو الحافلات والقطارات إلى هذه السيارات، فأصبح هناك زحام في الشوارع، لتضطر الدولة إلى تغيير خطتها، ومطالبة الناس بالعودة إلى الحافلات العامة".

منصة لإنتاج النفط النرويجي
منصة لإنتاج النفط النرويجي - الصورة من إنرجي فويس

تآكل إطارات السيارات الكهربائية

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه بمقارنة المركبات الكهربائية بالسيارات المماثلة لها التي تعمل بالبنزين والديزل، يُلاحظ أنه بسبب الوزن الزائد للبطاريات تتآكل الإطارات بصورة كبيرة، لدرجة أن المعدل يكون 1 إلى 4 أو 1 إلى 5.

وأضاف: "إذا كانت السيارة العادية ستسير مسافة تبلغ 80 ألف كيلومتر قبل أن تبدل إطاراتها التي تآكلت، فإن المعدل بالنسبة إلى السيارات الكهربائية يكون بين 10 و12 ألفًا وربما 15 ألف كيلومتر لتبديل الإطارات بعد أن تتآكل".

إطارات السيارات الكهربائية

وأوضح الدكتور أنس الحجي، خلال إدارته حلقة برنامج "أنسيّات الطاقة" على منصة "إكس"، أنه بدراسة الأمر، تبيّن أنه منذ عام 2016 وحتى الآن، زاد الطلب على النفط بسبب تآكل إطارات السيارات الكهربائية، وتغييرها الزائد، بنحو 60 مليون برميل تقريبًا.

ولفت إلى أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل يزيد الطلب على النفط أيضًا بسبب تآكل الطرق والأسفلت الذي تسير عليه السيارات الكهربائية بسبب وزنها، لذلك تكون هناك حاجة إلى تبديله وتطويره، موضحًا أن حماة البيئة يفضلون الأسفلت رغم كونه من النفط، لأنهم يعتبرونه وسيلة أفضل لخفض الكربون لاحقًا.

لذلك، وفق الحجي، فإن ما خلصت إليه الدراسات، أن انخفاض الطلب على النفط كان أقل بكثير مما توقعوا في ظل وجود السيارات الكهربائية، وذلك في النرويج، وبالنسبة إلى إطارات هذه السيارات التي تتآكل أصبحت هناك زيادة في الطلب.

الأمر الثالث، هو أن هذه السيارات بسبب ثقلها، تخفف الشركات المصنعة لها من وزنها، وهو ما يأتي من جسم السيارة، فبدلًا من استعمال معادن "فولاذ أو حديد" الآن يستعملون أنواعًا متقدمة جدًا من البلاستيك، وهي كلها مصنوعة من البتروكيماويات.

ومن ثم، بحسب الحجي، بالنظر إلى الصين، يُلاحظ أنها أنتجت عددًا ضخمًا من السيارات الكهربائية في عامي 2022 و2023، وباعت 9.5 مليون وحدة، وصدّرت إلى دول كثيرة حول العالم، خاصة في أوروبا وأفريقيا، لذلك فإن تصنيع هذه السيارات يحتاج إلى مزيد من منتجات صناعة البتروكيماويات.

وبالنظر إلى الأرقام يتضح أن الطلب على النفط في الصين انخفض بصورة كبيرة، في مدة الإغلاقات بسبب جائحة كورونا، ومع الانفتاح، زاد الطلب فجأة وبصورة كبيرة، ولكن أغلب الزيادة جاءت من قطاع الطيران بسبب وقود الطائرات.

وأشار إلى إعلان أرامكو السعودية الاستثمار في مجمع بتروكيماويات في الصين، لإنتاج النافثا وغيرها من المواد البتروكيماوية، التي أصبحت أساسية في صناعة السيارات الكهربائية، مؤكدًا أن الطلب على النفط قد يتأثر بزيادة المركبات الكهربائية، ولكن أقل بكثير مما تنشره بعض وسائل الإعلام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق