رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةأخبار الكهرباءطاقة متجددةكهرباء

إستراتيجية الطاقة في بريطانيا تتجاهل وضع حلول لأزمة ارتفاع الفواتير

وتعول على طاقة الرياح والمفاعلات النووية لتحقيق الاكتفاء الذائي

انتقد عدد كبير من الخبراء تجاهل إستراتيجية الطاقة في بريطانيا -التي كُشِف عنها اليوم الخميس- وضعَ حلول جذرية وفورية لأزمة ارتفاع فواتير الكهرباء والغاز، والتي وصلت مستويات قياسية.

تتضمن إستراتيجية الطاقة البريطانية خططًا للتوسيع في مشروعات الطاقة النووية وطاقة الرياح البحرية لتعزيز استقلال الطاقة، إلّا أنها لاقت هجومًا لإخفاقها في تحسين كفاءة الطاقة لمواجهة ارتفاع تكاليف التدفئة.

مع ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية هذا العام، مدفوعًا جزئيًا بغزو روسيا لأوكرانيا، حددت بريطانيا أهدافًا لزيادة توليد الطاقة من الرياح والطاقة النووية والشمسية، ودعم الإنتاج المحلي من النفط والغاز.

قصور الإستراتيجية

إستراتيجية الطاقة في بريطانيا، افتقرت إلى الخيارات التي كان من الممكن أن تحقق تأثيرًا فوريًا، مثل أهداف التوسع في الرياح البرية وتحسين العزل المنزلي.

قال رئيس مجلس إدارة شركة "إي أون" في المملكة المتحدة، مايكل لويس، إن الإخفاق في تضمين تدابير لمساعدة الناس على تقليل استخدام الطاقة وعزل المنازل يحكم على آلاف العملاء الآخرين بالعيش في منازل باردة وعاصفة، وإهدار الطاقة ودفع فواتير أكثر مما يحتاجون إليه مقابل ذلك، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

كانت هناك أيضًا تفاصيل قليلة حول كيفية تمويل المشروعات الجديدة، لكن بريطانيا تعهدت العام الماضي بما يصل إلى 1.7 مليار جنيه إسترليني (2.2 مليار دولار) لمشروع نووي جديد واسع النطاق، وقالت في وقت سابق من هذا العام، إنها ستعقد مزادات لدعم المشروعات المتجددة سنويًا.

إستراتيجية الطاقة في بريطانيا
موقع إنشاء محطة طاقة نووية جديدة في بريطانيا

خطة الطاقة في بريطانيا

قال رئيس الوزراء بوريس جونسون، إن إستراتيجية الطاقة في بريطانيا ستعمل على توسيع نطاق المصادر المحلية للطاقة المعقولة التكلفة والنظيفة والآمنة.

وأضاف في بيان: "سيقلل ذلك من اعتمادنا على مصادر الطاقة المعرضة لأسعار دولية متقلبة لا يمكننا السيطرة عليها، لذا يمكننا التمتع بقدر أكبر من الاكتفاء الذاتي من الطاقة بفواتير أرخص".

نظرًا لأن بريطانيا تزيل المستويات المنخفضة من النفط والغاز التي تحصل عليها من روسيا، فإنها ستتوسع أكثر في المجال النووي، مع طموحها لزيادة السعة إلى 24 غيغاواط بحلول عام 2050، وهو من شأنه أن يلبي نحو ربع الطلب المتوقع على الكهرباء، بزيادة حادة من نحو 14% اليوم.

من المقرر إغلاق جميع المحطات النووية الحالية في بريطانيا، باستثناء محطة واحدة، بحلول عام 2030، ومن المتوقع تشغيل محطة هينكلي، وهي أول محطة جديدة منذ أكثر من 20 عامًا، في عام 2026، أي بعد عقد تقريبًا من الموعد المحدد في الأصل وميزانيته.

نزاعات التمويل

ستستهدف بريطانيا أيضًا ما يصل إلى 50 غيغاواط من الرياح البحرية بحلول عام 2030، ارتفاعًا من نحو 10 غيغاواط حاليًا، مع ما يصل إلى 5 غيغاواط القادمة من المنشآت العائمة في أعماق البحار.

كما من المقرر أن تكون هناك أيضًا جولة ترخيص جديدة لنفط وغاز بحر الشمال، ومشاورات حول قواعد مشروعات الطاقة الشمسية.

ومع ذلك، شعر النشطاء البيئيون بخيبة أمل في إستراتيجية الطاقة في بريطانيا، التي تجاهلت وضع خطط للرياح البرية، بعد أن قالت الحكومة، إنها ستستكشف شراكات مع عدد محدود من المجتمعات التي يمكنها استضافة مزارع الرياح مقابل فواتير أقلّ.

كان جونسون قد وعد بالإستراتيجية منذ شهر تقريبًا، لكنها تأخرت بسبب الخلافات حول التمويل ومعارضة بعض المشرّعين لمزارع الرياح البرية لأسباب جمالية.

إستراتيجية الطاقة في بريطانيا
طاقة الرياح عنصر رئيس في إستراتيجية الطاقة في بريطانيا

أسعار الطاقة

من غير المحتمل أن يكون للخطّة تأثير فوري على العرض أو الأسعار التي ساعدت في دفع التضخم في المملكة المتحدة إلى أعلى مستوى له في 30 عامًا.

وقال وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ، إن الإستراتيجية ستستغرق من 3 إلى 4 سنوات لإحداث تأثير في الفواتير.

وأوضح أن إستراتيجية الطاقة في بريطانيا ستساعد في خفض فواتير الطاقة الاستهلاكية في غضون السنوات القليلة المقبلة، مع انخفاض تكلفة الموارد المتجددة.

ولدى سؤاله عن المدة التي سيستغرقها تأثير الاستراتيجية الجديدة، وقال: "أعتقد أن التأثير يمكن أن يكون قريبًا جدًا، وأعني قريبًا 3 أو 4 سنوات.. لقد رأينا خلال السنوات العشر الماضية التكلفة من الرياح البحرية تنزل".

ارتفعت أسعار الطاقة العام الماضي مع إعادة فتح الاقتصاد العالمي بعد الوباء، وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاعها مرة أخرى.

الواردات الروسية

على عكس ألمانيا، لا تعتمد بريطانيا على الطاقة الروسية، إذ توفر الدولة 8% من الطلب على النفط وأقلّ من 4% من الغاز الطبيعي، لكنها ستتأثر بالمنافسة، إذ تسعى أوروبا إلى مصادر بديلة.

وتخطط بريطانيا إلى حظر النفط والفحم الروسي بحلول نهاية العام، والغاز الروسي في أقرب وقت ممكن.

تسبّب ارتفاع الأسعار في ارتفاع فواتير المستهلك البريطاني بنسبة 54% في أبريل/نيسان، وتقول صناعات مثل منتجي الزجاج والصلب والكيماويات، إنهم لا يستطيعون المنافسة عندما تكون الأسعار مرتفعة للغاية.

ولّدت المحطات التي تعمل بالغاز 40% من الكهرباء في بريطانيا عام 2021، إذ توفر الرياح 20% ، والطاقة النووية 14%، والواردات 9%، وغيرها مثل الطاقة الحيوية والطاقة الشمسية والفحم الباقي.

وقالت الحكومة، إنها ستدفع المشروعات النووية الجديدة إلى الأمام في أقرب وقت ممكن، ستُنشَأ هيئة جديدة -النووية البريطانية العظمى-، ويمكن تسليم ما يصل إلى 8 مفاعلات جديدة.

أسعار الغاز

حدد وزير الأعمال كواسي كوارتنغ، أنسب الطرق لتوفير أمن الطاقة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، قائلًا: إن "طريقة إزالة الكربون ليست من خلال الاقتصاد المخطط، ولكن من خلال الطريقة البريطانية بالعلم والابتكار المدعوم من قبل المشروعات الحرة".

وأشار خلال خطابه في كلية هارفارد كينيدي، إلى أن الحياد الكربوني هو الحل لأزمة الغاز العالمية، فالغاز الباهظ هو المشكلة، والطاقة الرخيصة والنظيفة والمحلية هي الحل.

وشدد على أنه مع ارتفاع أسعار الغاز إلى مستويات قياسية وهبوط أسعار الطاقة المتجددة، فإن هناك حاجة إلى تسريع الانتقال بعيدًا عن الغاز باهظ الثمن.

وأوضح أن ارتفاع أسعار الغاز يُعد سببًا إضافيًا للابتعاد عن الوقود الأحفوري وإعادة تشكيل مساحة الطاقة في المملكة المتحدة لتصبح أنظف وأكثر حرية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق