التغير المناخيتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسية

خبير بريطاني يدعو للعودة إلى الفحم والغاز لحماية بلاده من "الأعداء"

أسماء السعداوي

دعا خبير أمني إلى العودة مجددًا لاستعمال الفحم والغاز، ليس لتحقيق أمن الطاقة في المملكة المتحدة فحسب، بل ولحماية الأمن القومي أيضًا.

ويقول مدير برنامج ماكيندر في كلية لندن للاقتصاد المستشار لدى حلف الناتو ووزارة الدفاع البريطانية، البروفيسور غويثيان برينس، إن مصادر الطاقة التقليدية هي السبيل الوحيد لعدم ترك الأمن القومي للبلاد تحت رحمة "الدول الأعداء".

وبينما وصف التحول الأخضر بكونه "رفاهية"، أكد أن العالم على شفا الدخول في حرب عالمية ذات أنماط صراع مختلفة، وعلى أصعدة متباينة، مثل الحرب ذات النمط الحركي في أوكرانيا والشرق الأوسط وتايوان، والحرب الاقتصادية الباردة مع الصين وروسيا وإيران، والحرب الرمادية النفسية والفكرية والتخريبية مع "أعداء العالم الحر".

يثير ذلك الوضع مخاوف بشأن الاعتماد على الواردات من الخارج لتلبية الاحتياجات المحلية الضرورية، كما يسلّط الضوء على المخاوف بشأن هشاشة الطاقة المتجددة.

ولذلك، دعا برينس إلى أن تحذو المملكة المتحدة حذو ألمانيا في العودة لاستعمال الفحم النظيف لتوليد الكهرباء، وأيضًا استعمال توربينات الغاز ذات الدورة المركبة مؤقتًا.

أمن الطاقة في المملكة المتحدة

في ظل عالم ما قبل الحرب، طالبَ الخبير الأمني غويثيان برينس بتأمين إمدادات شبكة الكهرباء أولًا، مشيرًا إلى تأخّر شحنات الغاز المسال القطرية، وهو ما قد يضع أمن واستقرار الشبكة في المملكة المتحدة بخطر.

وقبل أيام، أبلغت قطر شركة إنديسا الإسبانية (Endesa) بتأخّر شحنة غاز مسال، بسبب توترات البحر الأحمر التي دفعت السفن بعيدًا عن الطريق المهم باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأعلى تكلفة.

في ذلك الوضع، يعتمد الواقع الداخلي على وصلات الكهرباء مع الدول المحيطة وخطوط أنابيب الغاز التي يمكن لقوّات البحرية الروسية قطعها بسهولة.

وبناءً على ذلك، فإن كل البنية الأساسية البحرية من أنابيب ووصلات معرّضة للخطر أيضًا، بحسب ما جاء في المقال الذي نشرته منصة "نِت زيرو ووتش" (netzerowatch).

البروفيسور غويثيان برينس
البروفيسور غويثيان برينس - الصورة من "thirdsector"

ولكن الغاز عنصر أساس بشكل خطير لأمن الطاقة في المملكة المتحدة؛ لأن طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي لا يمكن التحكم بها تزعزع استقرار الشبكة بسهولة.

ولذلك، يقول الخبير، إنه يجب ضمان أمن الشبكة عن طريق "مصدر الكهرباء الكبير والثابت الوحيد المتبقي، وهو محطات توليد الكهرباء العاملة بتوربينات الغاز ذات الدورة المركبة (CCGT).

ويشير مصطلح الدورة المركبة في توليد الكهرباء إلى الدورة التي تتألف من محركات حرارية تعمل بالتتابع بمصدر الحرارة نفسه، محولةً هذا المصدر إلي طاقة ميكانيكية، تُوظَّف مباشرة في توليد الكهرباء باستعمال مولدات متخصصة.

ولفت إلى تضاعف القدرة الاستيعابية لأكبر مواقع تخزين الغاز في المملكة المتحدة الذي أُعيد افتتاحه في عام 2022، إلى 54 مليار قدم مكعبة في 2023، لكن هناك حظر مفروض على عمليات التكسير لاستخراج الغاز الصخري.

الفحم.. ألمانيا نموذجًا

يقول الخبير الأمني، غويثيان برينس، إنه لا يوجد سوى طريق سريع وحيد لتحقيق أمن شبكة الكهرباء في المملكة المتحدة، وهو أن تحذو حذرو ألمانيا التي كانت في السابق موطنًا للسياسات الخضراء الداعمة للبيئة، ثم اتجهت عبر الطريق الصعب إلى الفحم، ولكن عبر استعمال تقنية المراجل فوق الحرجة (USC) التي تقلل انبعاثات الكربون، وتحقق نحو 50% من الكفاءة الحرارية.

بالإضافة لذلك، يدعو الكاتب إلى إصلاح نقاط الضعف المتعلقة باستيراد الفحم، وهو ما يستدعي إعادة فتح المناجم في ساوث ويلز ونوتينغهام؛ لأن البلاد بحاجة لإمدادات المحلية من أجل تشغيل الشبكة بموارد رخيصة وموثوقة.

ولحين تحقيق ذلك، يمكن فيما بعد إخراج توليد الكهرباء بالفحم باستعمال تقنية المراجل فوق الحرجة من الخدمة، مع الاستعانة بها في أوقات الذروة، لإفساح المجال لاستعمال وقود عالي الجودة لتوليد الكهرباء.

محطة كهرباء تعمل بحرق الفحم
محطة كهرباء تعمل بحرق الفحم - الصورة من شبكة "سكاي نيوز"

انبعاثات الكربون

أقرّ الخبير الأمني في كلية لندن للاقتصاد وحلف الناتو والحكومة البريطانية بالمخاطر الإستراتيجية لما أسماه بـ"هشاشة مصادر الطاقة المتجددة"، مدّعيًا بأنها تؤدي إلى نتيجة حتمية، وهي "وجوب رفع الدعم عنها".

وفيما يتعلق بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، يقول الكاتب، إنه يمكن تقييم مخاطر الانبعاثات بشرية الصنع على الأمن العالمي مقارنة بالمخاطر الأخرى، ثم التكيف معها.

وبينما وصفها بأنها "مشكلات شريرة"، قال، إنه لا يمكن التخفيف من حدّتها؛ لأنه لا يوجد فهم كافٍ بشأن سببها وتأثيرها.

وأكد أنه في عالم الجغرافيا السياسية الحقيقي والصعب، تحتلّ مخاطر الكربون بشرية الصنع اهتمامًا ضئيلًا للغاية، وبالنسبة لما وصفهم بـ"الخصوم"، قال: إنهم "يستعملون الفكر الأخضر بوصفه سلاحًا ضدنا".

وأكد أن العودة إلى الفحم المحلي لتوليد الكهرباء وإلغاء الدعم للطاقة المتجددة غير الموجودة والتخلّي عن أهداف الحياد الكربوني، سيكون علامة على العودة إلى التفكير القويم والواضح.

وإذا تحول ذلك إلى واقع، "سيكون لدينا اقتصاد يهتم -فعلًا- بالدفاع عن المملكة وثروات المواطنين وصحتهم وصحة البيئة أيضًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق