كهرباءتقارير الكهرباءرئيسية

الغاز الطبيعي ينقذ الكهرباء في تكساس.. وانتقادات للطاقة المتجددة

أسماء السعداوي

تشهد شبكة الكهرباء في تكساس الأميركية ارتفاعًا قياسيًا في الطلب لتلبية أغراض التدفئة، مع وصول موجة باردة عنيفة من القطب الشمالي دفعت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتكساس هي أكبر مستهلك للكهرباء في أميركا، وتتجه لإفساح مساحة أكبر لاستعمال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إنتاج الكهرباء بعيدًا عن الوقود الأحفوري بسبب الانبعاثات الناجمة عنه، في إطار جهود البلاد لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

لكن الطاقة المتجددة نالت انتقادات بسبب تراجع إنتاجها بصورة ملحوظة في وقت حرج، ما جعل شبكة الكهرباء على شفا انقطاع التيار والانهيار.

وخلال الشتاء الجاري، طالب مسؤولون سكان الولاية بترشيد استهلاك الكهرباء خلال ساعات الصباح، بسبب انخفاض إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لكن الغاز الطبيعي أدّى دور المنقذ للشبكة الهشة؛ بعدما أسهم بتوليد النسبة الأكبر من الإمدادات.

الطاقة المتجددة في تكساس

تكساس من أكبر الولايات إنتاجًا للنفط والغاز في أميركا، كما أنها رائدة في مجال الطاقة المتجددة، وعلى مدار السنوات الماضية، استثمرت تكساس مبالغ طائلة في محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أكثر من أيّ ولاية أخرى.

لكن خلال الموجة الباردة الحالية، أدّى الغاز الطبيعي الدور الرئيس في إبقاء الأنوار مضاءة، في المقابل، كانت حصة الطاقة المتجددة ضئيلة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (nytimes).

الثلوج تغطي أحد الطرق في تكساس
الثلوج تغطي أحد الطرق في تكساس - الصورة من وكالة أسوشيتد برس

وقبل عامين، نجحت الولاية وحدها في إنتاج 26% من كل الكهرباء المنتجة بوساطة طاقة الرياح في أميركا، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما تجاوز إنتاج طاقة الرياح هناك الطاقة النووية لأول مرة في عام 2014، وتجاوز إنتاج الفحم في 2020.

وعن ذلك، يقول أستاذ القانون البيئي في جامعة كاليفورنيا، ويليام بويد، إن القدرات المركبة الجديدة لطاقة الرياح في تكساس خلال 2022 تخطّت نظيرتها لطاقات الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات في كاليفورنيا.

وفي العام الماضي (2023)، شكّلت الطاقة الشمسية نسبة 7% من مزيج الكهرباء في تكساس، ارتفاعًا من 5% فقط في العام السابق.

دور الغاز الطبيعي

يقول رئيس معهد أبحاث الطاقة، توماس جيه بيل، إن الغاز الطبيعي حاسم وأساس لدعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وتشير بيانات مشغّل الشبكة مجلس موثوقية الكهرباء في تكساس إلى أن المنظومة اعتمدت بصورة كبيرة على الغاز الطبيعي، مع بداية الموجة الباردة التي دفعت درجات الحرارة إلى تحت صفر فهرنهايت (سالب 17.7 درجة مئوية).

يُعيد ذلك إلى الأذهان ذكرى العاصفة الشتوية يوري في شتاء 2021، عندما انقطعت الكهرباء بسبب انخفاض درجات الحرارة، ما تسبَّب في مصرع 240 شخصًا تقريبًا، وتجمُّد خطوط أنابيب نقل الغاز وتوربينات الرياح، وانهيار الشبكة بفعل ارتفاع الطلب.

ومنذ ذلك الحين، اجتهد مسؤولو قطاع الطاقة في تكساس لعزل خطوط نقل الغاز وحمايتها من البرد والحيلولة دون تجمّدها خلال الشتاء، بحسب تقرير نشرته منصة "إنسايد كلايمت نيوز" (insideclimatenews) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

خطوط نقل الغاز تغطيها الثلوج
خطوط نقل الغاز تغطيها الثلوج - الصورة من "newscientist"

بدوره، يقول محلل شؤون الطاقة المقيم في تكساس، ديفيد بلاكمون: إن "نجاح أو فشل شبكة الكهرباء لا يعتمد على أداء الطاقة المتجددة، وإنما الغاز الطبيعي".

وأضاف: "يجب أن يكون كل سكان تكساس ممتنّين للآلاف من الرجال والنساء العاملين في صناعة الغاز".

وأضاف أن بيانات شبكة الكهرباء في تكساس ليوم الإثنين (15 يناير/كانون الثاني) كشفت أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات أسهمت كلها بأقلّ من 8%، في حين شكّلت مصادر الوقود الأحفوري نسبة 85% من مزيج التوليد.

هل الطاقة المتجددة متهمة؟

يتّهم مشرّعون جمهوريون ومسؤولون بصناعة الوقود الأحفوري، مصادر الطاقة المتجددة بالتسبب في أزمة الكهرباء خلال الشتاء.

لكن ذلك الرأي يقابله تحقيق فيدرالي قدّم أدلة دامغة على أن انقطاع الكهرباء كان نتيجة لتجمُّد خطوط نقل الغاز والآبار بسبب انخفاض الحرارة.

وتعليقًا على ذلك الجدال، يقول مستشار الطاقة، دوغ لوين، إن الغاز الطبيعي أدّى دورًا حيويًا في الحفاظ على استقرار شبكة الكهرباء في تكساس خلال العاصمة الشتوية المستمرة حاليًا، لكنه قال -أيضًا-، إن الطاقة الشمسية والبطاريات أسهمتا بكهرباء وفيرة في وقت لاحق.

وفي يوم الثلاثاء (15 يناير/كانون الثاني 2024)، أضافت الطاقة الشمسية 1.5 غيغاواط من الكهرباء إلى الشبكة، كما أسهمت البطاريات بنحو 1.2 غيغاواط خلال اليوم، وما لا يقلّ عن 2 غيغاواط في يوم الأربعاء التالي.

ووفق تقديرات رابطة صناعات الطاقة الشمسية، يمكن لغيغاواط واحد من الكهرباء أن يوفر الكهرباء لأكثر من 150 ألف منزل.

ويضيف لوين: "لا أريد القول، إنه ينبغي إزالة الغاز من المنظومة في العام أو العامين المقبلين أو شيء من هذا القبيل، فالغاز قدّم الكثير من الكهرباء في وقت الشتاء، ونحتاج إلى توفيره في فصل الشتاء".

وعزا تراجع حصة طاقة الرياح في الأسبوع الماضي إلى ازدحام خطوط نقل الكهرباء، وهو أمر معروف داخل الصناعة، عندما يتعذر على خط نقل الكهرباء استيعاب التدفق الزائد في وقت ما، وهو ما يدفع مشغّل الشبكة إلى قطع التيار لتجنّب الانهيار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق