أخبار الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

ميلفورد هافن يقود تحول مواني المملكة المتحدة إلى الهيدروجين

توقعات بإضافة 7 مليارات دولار إلى الاقتصاد الوطني

حياة حسين

طلبت إدارة ميناء ميلفورد هافن بالمملكة المتحدة منحة من الحكومة لتعزيز خطط التحول إلى الهيدروجين خلال السنوات المقبلة، مبديةً رغبتها في تحرير الميناء للحصول على ميزات ضريبية على كل مراحل هذا التحول، متضمنةً البنية التحتية المخططة، لتأخذ زمام القيادة في هذا المجال بالبلاد.

وميلفورد هافن من أكبر مواني بريطانيا، ومركز أساس للسفن المحملة بالنفط والغاز الطبيعي، إذ يضم أكبر محطة لتحويل الغاز المسال إلى الطبيعي في العالم، ثم دفعه في خطوط أنابيب إلى أوروبا، تلك القارة التي تسعى لمقاومة محاولات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف وصول هذا الوقود المهم حاليًا، حسبما ذكر تقرير تحليلي على موقع صحيفة "تليغراف"، يوم السبت 23 سبتمبر/أيلول 2023.

وعلى الجانب الآخر، يدير الميناء البريطاني ميلفورد هافن الواقع في ويلز نحو 25% من إمدادات الطاقة داخل الدولة.

غير أن التقرير، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، يتوقع تغيرًا جذريًا في صورة المواني البريطانية خلال العقود المقبلة، نتيجةً لاتجاه الدولة نحو التخلص من الوقود الأحفوري المتمثل في النفط والغاز.

إنتاج الهيدروجين

يتجه ميناء ميلفورد هافن البريطاني ليكون مركزًا لإنتاج الهيدروجين واحتجاز الكربون وتوليد طاقة الرياح، في إطار تحقيق هدف الحياد الكربوني.

وقال الرئيس التنفيذي للميناء توم ساوير: "نحن الآن نبدأ حقبة تاريخية جديدة.. إنها فرصة كبيرة لنا، والجميع يدرك ذلك".

ويمثّل ميناء ميلفورد هافن جزءًا أساسًا في المجمع الصناعي لجنوب ويلز، الذي يضم مدينة (سوانسي) ومينائي تالبوت ونيوبورت، ومصانع الصلب والورق، لذلك تُعدّ مصدرًا لنحو 25% من انبعاثات الكربون في ويلز، و5% من إجمالي انبعاثات المملكة المتحدة، ما يعني أنه إذا أرادت البلاد التخلص من الانبعاثات، فإن الميناء جزء رئيس من الخطة.

وتدير شركة "آر دبليو إي" الألمانية (RWE) محطة كهرباء بمبروك البريطانية، التي تعمل بالغاز، وتقع على الجانب الجنوبي من الممر المائي، وتُعدّ الآن من أكبر محطات أوروبا وأكثرها كفاءة.

وقال مدير المحطة رولاند لونغ: "إنه خلال العامين المقبلين، يضطر مديرو المحطة لاتخاذ قرارات نحو المستقبل.. إذا واصلنا العمل بالأسلوب نفسه، سنغلق أبوابنا في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2034، لذلك يجب أن نسأل أنفسنا: ماهي الخيارات المتاحة؟".

وتتجه الشركة الألمانية إلى تحويل المحطة للطاقة الخضراء، عبر احتجاز الكربون المنبعث منها عند حرق الغاز وتخزينه، ثم تحويله إلى الصورة السائلة ونقله لمواقع أخرى، وقد يُنقل عبر خطوط أنابيب، ويُضاف إلى احتياطي النفط والغاز تحت مياه بحر الشمال.

كما أنه من المتوقع أن تطور الشركة الألمانية محطتين لإنتاج الهيدروجين بالتحليل الكهربائي للمياه وفصله عن الأكسجين، باستعمال كهرباء الطاقة المتجددة، إضافة إلى أنها تتطلع لتدشين مصنع لبطاريات التخزين بالموقع ذاته.

وقال لونغ: "جلبنا المهندسين للعمل هنا الآن على أمور مثل: ماذا نفعل لاحتجاز الكربون، وكيف نطيل عمر المصنع، أي العمل على مثل هذه التفاصيل.. إنه الوقت الذي يجب أن يبدأ الناس العمل فيه على صناعة الكهرباء".

مزرعة رياح بحرية
مزرعة رياح بحرية - الصورة من كنت

فوائد التحول

يساعد التحول إلى الهيدروجين في مواني بريطانيا على الاستغناء عن الغاز في بعض أنشطة المنشآت، مثل مصفاة نفط فاليرو، التي تنتج 270 ألف برميل نفط يوميًا، خاصة في مجال توليد الحرارة.

وعلى سبيل المثال -أيضًا- فإن شركة آر دبليو إي الألمانية ستجلب الكهرباء الخضراء التي تريد استعمالها في إنتاج الهيدروجين، من مزارع الرياح العائمة على ساحل بحر السيلاتك، والتي يُتوقع لها توليد نحو 20 غيغاواط.

ولم تستقبل حكومة المملكة المتحدة أيّ عروض في مناقصة مشروعات مزارع الرياح العائمة، التي طرحتها مؤخرًا، بسبب انخفاض الأسعار بشدة، ما يضع تساؤلات عن كيفية تحول ميناء ميلفورد هافن إلى الطاقة الخضراء، وفق خطّته المستهدفة، وفق تقرير "تليغراف".

كما يرى التقرير أن إنتاج الهيدروجين بالميناء يحتاج إلى مدّ خطوط أنابيب لنقله عبر اوث ويلز، وضرورة توفر طلب محلي.

غير أن ميناء ميلفورد هافن يستعد لازدهار طاقة الرياح بتدشين البنية التحتية المناسبة لاستقبال مكونات مزارع الرياح والتعامل معها.

وتعتقد مديرة إستراتيجية الأصول في مشغّل شبكة كهرباء الغاز "ويلز آند ويست" سارة ويليامز، أنّ تعاون مواني المملكة المتحدة في التحول إلى الهيدروجين، قد يضيف للاقتصاد الوطني 6 مليارات جنيه إسترليني (7.32 مليار دولار أميركي).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق