صفقات الغاز المسال العربية في 2023.. 3 دول تشهد طفرة كبيرة
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
شهدت صفقات الغاز المسال العربية طفرة هائلة في التعاقدات متوسطة وطويلة الأجل مع دول أوروبا وآسيا، بقيادة دول الخليج العربي.
واحتدمت المنافسة بين دول أوروبا وآسيا، لاقتناص أكبر قدر ممكن من صفقات الغاز المسال، لتعويض انقطاع الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى القارة الأوروبية، وتأمين الإمدادات على المديَين القصير والطويل.
وجاءت أبرز صفقات الغاز المسال العربية من سلطنة عمان وقطر والإمارات، إذ وقّعت شركات الغاز الوطنية -العمانية للغاز المسال وقطر للطاقة وأدنوك الإماراتية- عقودًا متنوعة للتصدير مع شركات آسيوية وأوروبية متعددة.
ووقّعت سلطنة عمان ما لا يقل عن 10 صفقات قصيرة ومتوسطة الأجل، في حين وقّعت قطر 6 صفقات طويلة الأجل، كما وقّعت الإمارات 6 صفقات متوسطة الأجل، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
صفقات الغاز المسال العمانية
يختلف متوسط عمر صفقات الغاز المسال العربية من دول إلى أخرى، إذ تفضّل الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال توقيع عقود تتراوح بين 4 و10 سنوات، خلافًا لمتوسط عمر الصفقات العالمية الذي يتراوح بين 15 و20 عامًا، بحسب تقديرات شركة أبحاث وود ماكنزي.
وشهد يناير/كانون الثاني وحده توقيع 4 صفقات لتصدير الغاز المسال العماني، الأولى مع شركة شل "Shell" العالمية متعددة الجنسيات، لتصدير 0.8 مليون طن متري سنويًا لمدة 10 سنوات تبدأ من 2025.
وجاءت الصفقتان التاليتان في (18 يناير/كانون الثاني 2023)، مع شركة "بي تي تي العامة المحدودة" التايلاندية لتصدير 800 ألف طن سنويًا بداية من 2026، وشركة توتال إنرجي الفرنسية لتصدير 800 ألف طن سنويًا بداية من عام 2025.
بينما جاءت الصفقة الرابعة في 30 يناير/كانون الثاني 2023 مع تركيا، لتصدير مليون طن سنويًا من الغاز المسال العماني لمدة 10 سنوات، على أن يبدأ التصدير من عام 2025.
وجاءت الصفقة الخامسة مع الصين في 7 فبراير/شباط 2023، عبر شركة "يونيبك" الصينية لشراء الغاز المسال العماني لمدة 4 سنوات، بكميات تصل إلى مليون طن متري سنويًا بداية من عام 2025.
بينما وقّعت الصفقة السادسة مع بنغلاديش في 14 يونيو/حزيران 2023، لتصدير كميات من الغاز المسال العماني تتراوح بين 0.25 مليونًا و1.5 مليون طن سنويًا، ولمدة 10 سنوات تبدأ من عام 2026.
وشهد أغسطس/آب 2023 توقيع 3 صفقات أخرى لتصدير الغاز المسال، الأولى في 14 أغسطس/آب مع شركة "سيفي" الألمانية، لتصدير 0.4 مليون طن متري من الغاز المسال سنويًا بداية من عام 2026، لمدة 4 سنوات فقط.
بينما وقّعت الصفقة الثانية في 30 أغسطس/آب 2023، مع شركة شل متعددة الجنسيات لتصدير 0.8 مليون طن متري من الغاز المسال سنويًا بدءًا من عام 2025 ولمدة 10 سنوات، أما الصفقة الثالثة فكانت مع شركة أوكيو للمتاجرة، لإمدادها بنحو 0.75 مليون طن متري سنويًا لمدة 4 سنوات تبدأ من عام 2026.
وجاءت الصفقة العاشرة في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مع شركة النفط البريطانية "بي بي"، لتصدير مليون طن متري سنويًا لمدة 9 سنوات تبدأ من 2026.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي جميع اتفاقيات سلطنة عمان، التي قادت طفرة صفقات الغاز المسال العربية في 2023:
وكانت الشركة العمانية قد وقّعت اتفاقًا مع توتال إنرجي الفرنسية، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لتوسيع الشراكة بينهما عبر تمديد شراكتها مع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال إلى ما بعد عام 2024، لمدة 10 سنوات، وفي مشروع قلهات للغاز المسال، لمدة 5 سنوات.
وتشير خريطة صفقات الغاز المسال العربية، التي وقعتها عُمان في 2023، إلى تنوع جهات التصدير إلى آسيا عبر اليابان والصين وتايلاند وبنغلاديش بعد 2025 و2026، كما تنوعت جهات التصدير إلى أوروبا عبر تركيا وفرنسا وألمانيا وغيرها.
صفقات الغاز المسال القطرية
أضافت شركة قطر للطاقة إلى صفقات الغاز المسال العربية 6 صفقات جديدة للتصدير إلى آسيا وأوروبا في 2023، أولاها كان في مطلع يونيو/حزيران 2023، لتصدير 1.8 مليون طن سنويًا إلى بنغلاديش لمدة 15 عامًا، تبدأ من عام 2026.
أما الصفقة الثانية فكانت في 20 يونيو/حزيران 2023، مع مؤسسة النفط الوطنية الصينية "سي إن بي سي"، لتصدير 4 ملايين طن إلى الصين لمدة 27 عامًا بداية من 2026، عبر حصتها المشتركة في توسعة حقل الشمال القطري.
بينما جاءت الصفقة الثالثة في 11 أكتوبر/تشرين الأول مع شركة توتال إنرجي الفرنسية عبر توقيع اتفاقيتين لتوريد 3.5 مليون طن سنويًا إلى فرنسا لمدة 27 عامًا تبدأ من 2026.
ومن المخطط توريد هذه الكميات من الشركتين المشتركتين بين قطر للطاقة وتوتال إنرجي، اللتين تمتلكان حصصًا في مشروعي توسعة حقلي الشمال الشرقي، والشمال الجنوبي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
أما الصفقة الرابعة فقد وُقعت في 18 أكتوبر/تشرين الأول لتصدير 3.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال القطري إلى هولندا لمدة 27 عامًا تبدأ من 2026.
ومن المقرر تصدير هذه الكميات عبر اتفاقيتين موقعتين مع شركة شل العالمية متعددة الجنسيات من خلال حصتها المشتركة مع قطر للطاقة في مشروعات توسعة حقلي الشمال الشرقي، والشمال الجنوبي.
كما وقعت الصفقة الخامسة في 23 أكتوبر/تشرين الأول، مع شركة إيني الإيطالية لتصدير مليون طن سنويًا إلى إيطاليا لمدة 27 عامًا بداية من عام 2026، عبر حصتها المشتركة في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي.
ويستهدف مشروع توسعة حقل الشمال زيادة القدرة الإنتاجية للغاز المسال من 80 مليون طن سنويًا في الوقت الحالي إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2026.
أما الصفقة السادسة فقد جرى توقيعها في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مع شركة الصين للبتروكيماويات سينوبك، لتصدير 3 ملايين طن من الغاز المسال سنويًا من مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي، لمدة 27 عامًا تبدأ من 2026.
وتتفاوض شركة النفط والغاز التايلاندية "بي تي تي" مع قطر منذ يوليو/تموز الماضي، لاستيراد مليون إلى مليوني طن سنويًا من الغاز المسال لمدة 15 عامًا، لكن الصفقة لم تُحسم حتى الآن، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتقترب شركة قطر للطاقة من إضافة اتفاقيات جديدة إلى صفقات الغاز المسال العربية مع شركات آسيوية وأوروبية، بحسب تصريح حديث لوزير الطاقة والرئيس التنفيذي للشركة سعد بن شريدة الكعبي في 18 ديسمبر/كانون الأول (2023).
وتهدف قطر -أكبر مصدر للغاز المسال عام 2022- إلى زيادة قدرتها في تصدير الغاز المسال عبر توسعة حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي، وسط منافسة شرسة مع الولايات المتحدة وأستراليا.
صفقات الغاز المسال الإماراتية
أضافت شركة أدنوك للغاز إلى صفقات الغاز المسال العربية 6 صفقات تصدير جديدة إلى آسيا وأوروبا خلال عام 2023، بقيمة تجاوزت 12 مليار دولار.
وجاءت أولى صفقات الغاز المسال الإماراتية مع شركة "توتال إنرجي غاز آند باور" التابعة لشركة توتال إنرجي الفرنسية في مايو/أيار 2023.
وتراوحت قيمة الصفقة بين 1 و1.2 مليار دولار، في حين بلغت مدة التصدير 3 سنوات تبدأ من عام 2023 وتنتهي 2025، لكن لم تعلن كميات التصدير على وجه التحديد.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أول 5 صفقات من أدنوك لتصدير الغاز المسال في 2023:
بينما جاءت الصفقة الثانية مع مؤسسة النفط الهندية المحدودة في يوليو/تموز، لمدة 14 عامًا، بقيم تتراوح بين 7 و9 مليارات دولار، لتصدير 1.2 مليون طن متري سنويًا، وهي أول صفقة طويلة الأجلة توقعها شركة هندية مع أدنوك.
كما جاءت الصفقة الثالثة في شهر أغسطس/آب 2023، مع شركة اليابان المحدودة لاستكشاف النفط "جابيكس"، لتصدير الغاز المسال الإماراتي لمدة 5 سنوات، بقيمة تراوحت بين 450 و550 مليون دولار، دون إعلان الكمية المصدرة ولا موعد بدء التنفيذ.
أما الصفقة الرابعة فقد تم توقيعها في سبتمبر/أيلول 2023 مع شركة بتروتشاينا الدولية الصينية بقيمة إجمالية تتراوح بين 450 و550 مليون دولار، دون تحديد جدول زمني للتصدير ولا الكمية المتعاقد عليها.
كما وقّعت الصفقة الخامسة في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع شركة جيرا اليابانية بقيمة تراوحت بين 500 و700 مليون دولار دون إعلان المدة الزمنية أو الكمية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي 20 ديسمبر/كانون الأول 2023، وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، الصفقة السادسة مع شركة "إي إن إن" للغاز الطبيعي المسال، إحدى أكبر شركات الطاقة الخاصة في الصين.
وتُعد هذه الاتفاقية أول صفقة طويلة الأجل لتصدير الغاز المسال من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات، إذ اتفق على تصدير ما لا يقل عن مليون طن سنويًا لمدة 15 عامًا تبدأ مع تشغيل العمليات التجارية للمشروع في عام 2028.
وللاطلاع على حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2023 بشأن النفط والغاز والفحم والطاقة المتجددة والهيدروجين والسيارات الكهربائية، يرجى الضغط هنا.
اقرأ أيضًا أبرز موضوعات حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2023:
- اكتشافات النفط والغاز عربيًا.. 4 دول تعثر على حقول جديدة في 2023
- احتياطيات النفط والغاز العالمية 2023.. زيادة في دول الشرق الأوسط وأميركا
- أسعار النفط في 2023.. خسائر وتقلبات بعد عامين من المكاسب
- سوق النفط في 2024.. توقعات حذرة للأسعار مع تباطؤ الطلب
- سوق الغاز المسال العالمية 2023.. أسعار هادئة وتغيرات في خريطة التجارة
- الطلب على الغاز الطبيعي في 2023.. عودة تدريجية للنمو بعد صدمة الأزمة الأوكرانية
- مشروعات الهيدروجين في 2023.. إعلانات وخطط طموحة مع نقص المشترين
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في 2023.. 7 دول عربية تتسابق نحو الريادة العالمية
- الطاقة المتجددة في 2023.. طفرة قياسية بالأسواق الكبرى فاقت قدرة الشبكات
- قطاع الطاقة المتجددة عربيًا 2023.. 3 دول خليجية تتصدر المشهد وخطوة مهمة للجزائر