أسعار النفطالتقاريرالتقارير السنويةتقارير النفطحصاد 2023رئيسيةسلايدر الرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

أسعار النفط في 2023.. خسائر وتقلبات بعد عامين من المكاسب

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

سجّلت أسعار النفط في 2023 أول خسائر سنوية في 3 سنوات، بعد المكاسب القوية التي حققتها في العامين الماضيين، جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتعافي الاقتصادي من جائحة كورونا.

وشهدت أسعار الخام تقلبات قوية، وتراوحت بين 70 و96 دولارًا للبرميل (خام برنت)، إذ كانت حائرة بين تخفيضات تحالف أوبك+ الداعمة لارتفاعها من جهة، وبين المخاوف الاقتصادية التي ضغطت على الطلب من جهة أخرى.

ولولا التخفيضات الطوعية التي أجرتها السعودية ودول تحالف أوبك+، لكانت أسعار النفط في 2023 قد شهدت خسائر أكبر، خاصة في ظل ارتفاع الإنتاج من خارج التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، وتزامنًا مع عدم اليقين الاقتصادي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وكانت معنويات سوق النفط سلبية بصورة كبيرة في الربع الأخير من 2023، بصفة خاصة، إذ تزامنت قوة المعروض من خارج أوبك+ مع نمو أقلّ من المتوقع للطلب على الخام، ما أدّى إلى هبوط الأسعار أقلّ من 80 دولارًا للبرميل.

تحركات أسعار النفط في 2023

رغم تلقيها بعض الدعم من التوترات في الشرق الأوسط أواخر العام، سجّلت أسعار النفط في 2023 انخفاضًا بنحو 5.7% لخام برنت، و7% لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي منذ بداية العام حتى جلسة (26 ديسمبر/كانون الأول)، بعد الارتفاع القوي في عامي 2021 و2022.

ويُظهر الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، المتوسط الفوري لأسعار النفط في 2023 على أساس يومي، وفق إدارة معلومات الطاقة الأميركية:

أسعار النفط اليومية في 2023

وفي رصد وحدة أبحاث الطاقة للمتوسط السنوي للسعر الفوري برنت -الخام القياسي العالمي- فإنه قد تهاوى قرب 42 دولارًا للبرميل عام 2020، مع تداعيات جائحة كورونا، لكنه عاود الارتفاع محققًا مكاسب بأكثر من 50% عام 2021، ليصل إلى متوسط 70.86 دولارًا، بعد خروج الاقتصاد العالمي من عمليات الإغلاق.

ولم تهدأ أسعار النفط في العام التالي (2022)، فمع بدايته جاء الغزو الروسي لأوكرانيا، ليرفع الأسعار عند 139 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 2008، قبل أن تستقر عند متوسط 100.9 دولارًا لهذا العام.

وبالعودة إلى أسعار النفط في 2023، فإنها تتجه إلى متوسط سنوي 82.40 دولارًا لخام برنت و77.6 دولارًا لخام غرب تكساس الأميركي، بانخفاض 18 دولارًا تقريبًا، مقارنة بمتوسط عام 2022، ويشير الرسم التالي، تحركات خام برنت يوميًا منذ عام 1987:

أسعار خام برنت اليومية

وبصورة أكثر تفصيلًا، أنهت أسعار النفط جلسات العام الماضي عند 85.91 دولارًا للبرميل لخام برنت، و80.26 دولارًا لخام غرب تكساس الوسيط، قبل أن يشهد تقلبات حادة في الربع الأول من 2023، إذ قفز خام برنت فوق 88 دولارًا في يناير/كانون الثاني، ثم هبط أدنى من 73 دولارًا في مارس/آذار.

وأنهى خام برنت الربع الأول تحت 80 دولارًا للبرميل، مع مخاوف تباطؤ الطلب على النفط جراء عدم اليقين الاقتصادي، واستمرار رفع أسعار الفائدة.

وواصلت أسعار النفط في 2023 هبوطها خلال الربع الثاني من العام، رغم ارتفاعها خلال أبريل/نيسان بعد إعلان السعودية و8 دول في تحالف أوبك+ خفضًا طوعيًا للإمدادات.

وشهد يونيو/حزيران الماضي تسجيل أقلّ مستوى لأسعار النفط في 2023؛ إذ هبط خام برنت إلى 71.84 دولارًا للبرميل في جلسة 12 يونيو/حزيران، كما تراجع الخام الأميركي إلى 67.12 دولارًا للبرميل في الوقت نفسه، مع المخاوف بشأن نمو الطلب على النفط وزيادة المعروض من الخام الروسي، رغم العقوبات.

وجاء الربع الثالث من 2023 مغايرًا لما قبله؛ إذ ارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوياتها لهذا العام في جلسة 27 سبتمبر/أيلول 2023، عند مستوى 96.55 دولارًا لبرميل خام برنت، في حين بلغ سعر الخام الأميركي مستوى 93.68 دولارًا، بفضل الخفض الطوعي الإضافي من جانب السعودية بمقدار مليون برميل يوميًا، بدءًا من يوليو/تموز.

ورغم ذلك، فإن ضعف البيانات الاقتصادية في أوروبا والولايات المتحدة دفع أسعار النفط للخسائر والتقلبات من جديد في أكتوبر/تشرين الأول، قبل أن تواصل الهبوط، ويعود برنت مجددًا أقلّ من 80 دولارًا وخام غرب تكساس أدنى 75 دولارًا خلال الشهر الأخير من العام، رغم إقرار عدّة دول من تحالف أوبك+ تخفيضات طوعية خلال الربع الأول من 2024.

ويستعرض الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، التحركات اليومية لأسعار خام غرب تكساس الأميركي تاريخيًا:

أسعار خام غرب تكساس الوسيط

العوامل المؤثرة في أسعار النفط خلال 2023

كان للمخاوف الاقتصادية، ومن ثم القلق بشأن الطلب تداعيات سلبية على أسعار النفط في 2023، إذ تباطأ النمو الاقتصادي من 3.5% عام 2022 إلى 3% هذا العام، وفق تقديرات صندوق النقد الدولي، مع استمرار رفع أسعار الفائدة في الدول الكبرى.

ورغم تثبيت معدل الفائدة الأميركية مؤخرًا عند 5.25% و5.50%، فإنه يظل عند أعلى مستوى منذ 22 عامًا، ما يضيّق الخناق على الاقتصاد الأميركي والعالمي، من ثم يتأثّر الطلب على النفط.

ويتجه الطلب العالمي على النفط إلى النمو بنحو 2.3 مليون برميل يوميًا في 2023، ليصل إلى 101.73 مليونًا، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، التي يرصدها الرسم البياني التالي:

الطلب العالمي على النفط

وكان نمو الطلب على النفط في النصف الثاني من عام 2023 أقلّ من التوقعات، مع تفاقم الضغوط الاقتصادية، إذ يتجه اقتصاد منطقة اليورو إلى الركود الاقتصادي خلال المدّة نفسها.

وأثارت هذه المخاوف حالة من التشاؤم بشأن أسعار النفط في 2023، خاصة الربع الأخير من العام، ووصلت المضاربات على ارتفاع الأسعار إلى أقلّ مستوياتها منذ عام 2011، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وإلى جانب المعروض، عملت دول تحالف أوبك+ على دعم أسعار النفط في مواجهة مخاوف الطلب، بإقرار تخفيضات طوعية للإنتاج، وتمديد اتفاقية خفض الإمدادات -التي بدأت نوفمبر/تشرين الثاني 2022- بمقدار مليوني برميل يوميًا حتى نهاية 2024، بعدما كانت ستنتهي عام 2023.

وفي إجراء احترازي يهدف إلى دعم أسعار النفط في 2023 ومواجهة التحديات التي تشهدها الأسواق العالمية، أعلنت السعودية و8 دول في تحالف أوبك+ خفضًا طوعيًا للإنتاج، يصل في الإجمالي إلى 1.657 مليون برميل يوميًا، بدءًا من شهر مايو/أيار المقبل حتى نهاية 2023 -قبل تمديده لاحقًا إلى نهاية 2024-.

وبدءًا من يوليو/تموز 2023، أجرت السعودية خفضًا طوعيًا إضافيًا للإنتاج قدره مليون برميل يوميًا، يُضاف إلى الخفض الطوعي البالغ 500 ألف برميل يوميًا، الذي بدأ في مايو/أيار 2023، وتبعتها روسيا بخفض إضافي للصادرات قدره 300 ألف برميل يوميًا منذ سبتمبر/أيلول.

وفي مقابل هذه التخفيضات، قفز إنتاج النفط الأميركي لمستويات قياسية، كما عززت إيران -المعفاة من اتفاقية خفض الإمدادات- إنتاجها لأعلى مستوى في عدّة سنوات، لتبقى أسعار النفط في 2023 تحت الضغط، تزامنًا مع تباطؤ الطلب.

وأسهم هذا الارتفاع في تقليل تأثير جهود تحالف أوبك+ لدعم الأسعار، ما دفع 8 دول من التحالف بقيادة السعودية وروسيا بإقرار تخفيضات طوعية للإنتاج -روسيا ستخفض الصادرات وليس الإنتاج- بإجمالي 2.191 مليون برميل يوميًا في الربع الأول من 2024.

وبصفة عامة، تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو إجمالي المعروض العالمي من النفط إلى 101.9 مليون برميل يوميًا في 2023، مقابل 100.1 مليونًا العام السابق له، بقيادة دول خارج أوبك+.

ومن جهة أخرى، شكّل ارتفاع المخزونات الأميركية والعالمية فوق مستويات العام الماضي (2022) عامل ضغط إضافيًا على أسعار النفط في 2023، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

مخزونات النفط العالمية

تأثّرت أسعار النفط في 2023 بارتفاع المخزونات العالمية مقارنة بعام 2022، إذ بلغت مخزونات الخام التجارية لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 2.821 مليار برميل بنهاية النصف الأول من 2023، مقارنة بـ2.657 مليار برميل في المدّة نفسها من 2022، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وواصلت مخزونات النفط العالمية ارتفاعها خلال النصف الثاني من 2023، على أساس سنوي، لتتجه إلى مستوى 2.8293 مليار برميل بنهاية الربع الأخير، ارتفاعًا من 2.746 مليار برميل بنهاية العام الماضي.

وعلى أساس شهري، ارتفعت مخزونات النفط التجارية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى 2.853 مليار برميل خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لتسجّل أعلى مستوى منذ منتصف عام 2021.

بينما سجلت المخزونات النفطية أقلّ مستوى لها خلال 2023، عند 2.746 مليار برميل خلال مارس/آذار 2023، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، مخزونات النفط التجارية أسبوعيًا حول العالم بين عامي 2021 و2023:

مخزونات النفط التجارية العالمية

وفي الولايات المتحدة، تُقدّر إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن تصل مخزونات النفط الخام والمنتجات النفطية إلى 1.246 مليار برميل، بنهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، بعدما أنهت الشهر نفسه من 2022 عند 1.223 مليار برميل.

وبالنسبة إلى مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، فقد بلغت 443.7 مليون برميل حتى الأسبوع المنتهي في 15 ديسمبر/كانون الأول 2023، وفق أحدث البيانات المعلنة من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، مقابل 418.2 مليون برميل في الأسبوع نفسه من العام الماضي.

ويُظهر الرسم أدناه، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، تغيرات مخزونات النفط الخام في أميركا أسبوعيًا بين عامي 2029 و2023:

مخزونات النفط الأميركية

وعلى النقيض من عام 2022، لم تتأثّر أسعار النفط في 2023 من اتجاهات المخزون الإستراتيجي الأميركي، وذلك بعد أكبر عملية سحب على الإطلاق من الاحتياطي الإستراتيجي بلغت 180 مليون برميل خلال العام الماضي.

ولم تجرِ عمليات إعادة ملء المخزون الإستراتيجي الأميركي تدريجيًا، كما كان مخططًا له حتى الآن، إذ أعلنت وزارة الطاقة الأميركية -أكتوبر/تشرين الأول- خططها لشراء 3 ملايين برميل، على أن تكون من النفط المنتج داخل أميركا الشمالية، ولكن عودة الأسعار إلى الارتفاع حالت دون ذلك.

ورفعت الولايات المتحدة السعر الذي تأمل في إعادة شراء النفط به إلى 79 دولارًا أو أقلّ للبرميل، ارتفاعًا من النطاق السعري السابق الذي حدده وزارة الطاقة الأميركية بين 68 دولارًا و72 دولارًا للبرميل.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلنت وزارة الطاقة الأميركية خططها لإعادة ملء مخزون النفط الإستراتيجي الأميركي، بنحو 1.2 مليون برميل، بعدما تلقّت عروضًا لذلك.

وفي أواخر ديسمبر، أوضحت وزارة الطاقة الأميركية شراء 3 ملايين برميل من النفط تسليم مارس/آذار 2024، لتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي، بمتوسط سعر 77.31 دولار للبرميل.

وبلغ مخزون النفط الإستراتيجي الأميركي مستوى 352.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 15 ديسمبر/كانون الأول 2023، بانخفاض 26.1 مليون برميل عن الأسبوع نفسه من العام الماضي، كما يرصد الرسم أدناه:

مخزون النفط الإستراتيجي الأميركي

 

وللاطلاع على حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2023 بشأن النفط والغاز والفحم والطاقة المتجددة والهيدروجين والسيارات الكهربائية، يرجى الضغط هنا.

اقرأ أيضًا أبرز موضوعات حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2023:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق