التقاريرالتقارير السنويةتقارير الغازحصاد 2023رئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

سوق الغاز المسال العالمية 2023.. أسعار هادئة وتغيرات في خريطة التجارة

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

يبدو مشهد سوق الغاز المسال العالمية في 2023 مختلفًا عن العام الماضي بصورة كبيرة، على مستوى الأسعار والتجارة وحجم المشروعات المقترحة للتصدير عالميًا.

ويُعد انخفاض أسعار الغاز المسال الفورية منذ مطلع 2023 وحتى الآن، مقارنة بمستوياتها القياسية التاريخية خلال العام الماضي، من أبرز مظاهر الاختلاف خلال العامين.

كما واصلت سوق الغاز المسال العالمية في 2023 استقبالها عددًا من المستوردين الجدد، مثل الفلبين التي انضمت إلى قائمة الدول المستوردة لأول مرة، بعد انضمام ألمانيا والسلفادور خلال العام الماضي.

أما على مستوى الخطط الجديدة فقد شهد 2023 سلسلة من المشروعات التوسعية المقترحة، لزيادة قدرات تصدير الغاز المسال في الدول المصدرة، مثل الولايات المتحدة وقطر وأستراليا.

كما أعلنت عدة دول أخرى مشروعات طموحة لإنشاء محطات تصدير الغاز المسال، بعضها لأول مرة، مثل المكسيك وكندا، إلى جانب خطط التوسع في الدول الأفريقية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية على مدار العام.

انخفاض أسعار الغاز في 2023

انخفضت أسعار الغاز الفورية خلال عام 2023، بمعدلات تراوحت بين 60% و70% على مستوى مناطق التسعير الرئيسة في أوروبا وآسيا حتى أول 9 أشهر من عام 2023، مقارنة بمستوياتها القياسية عام 2022، قبل أن ترتفع إلى حد ما مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

أما على مستوى الربع الثالث فقط فقد انخفضت أسعار الغاز الفورية في مركز تي تي إف الهولندي -المقياس الرئيس للأسعار في أوروبا- بنسبة 8% إلى متوسط يزيد قليلًا على 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ما يقل بنحو 80% عن مستويات عام 2022.

بينما ارتفعت أسعار الغاز في آسيا -وفق مؤشر "اليابان-كوريا ماركر" (جيه كيه إم)، التابع لمؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال- بنسبة 15% إلى 12.5 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الربع الثالث من عام 2023، ما يقل بنسبة 70% عن معدل الأسعار خلال المدة نفسها من 2022.

أما في الولايات المتحدة فقد ارتفعت أسعار الغاز الفورية في مركز هنري هوب القياسي بنسبة 20% إلى متوسط بلغ 2.6 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال الربع الثالث من 2023، بانخفاض 65% عن مستويات عام 2022.

ومن المتوقع وصول متوسط أسعار الغاز الفورية في أوروبا خلال عام 2023 كاملًا إلى 13 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في حين يُتوقع وصوله في آسيا إلى 13.5 دولارًا، أما أسعار الغاز في الولايات المتحدة فقد تصل إلى 2.7 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

ووصلت متوسطات أسعار الغاز الفورية في الاتحاد الأوروبي إلى 32.3 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية عام 2022، في حين وصلت إلى 13.7 دولارًا في اليابان.

أما في الولايات المتحدة فقد بلغ متوسطها 5.1 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية عام 2022، في حين وصلت في الصين إلى 15.9 دولارًا، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير آفاق الطاقة العالمية الصادر عن وكالة الطاقة الدولية لعام (2023).

يُشار إلى أن أسعار الغاز الطبيعي عادة ما تختلف حسب المناطق، إذ تتسم أسواق الغاز العالمية بكونها أسواقًا مجزأة على خلاف أسعار النفط التي تبدو شبه موحدة على مستوى العالم.

وتشهد أوروبا أعلى مستويات لأسعار الغاز عالميًا بصفة عامة، في حين تشهد الولايات المتحدة أدناها، بحسب البيانات المقارنة للأسعار التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة على مدار الأعوام الـ12 الماضية.

تجارة الغاز المسال العالمية

واصلت تجارة الغاز المسال العالمية نموها خلال عام 2023، مع زيادة الإمدادات بنسبة 3% حتى أول 9 أشهر من عام 2023، وتوقعات نمو الطلب في آسيا والمحيط الهادئ نحو 5%، ليعود إلى مستويات ما قبل 2022.

وقادت الصين التجارة في سوق الغاز المسال، مع زيادة وارداتها منه 13% على أساس سنوي حتى سبتمبر/أيلول 2023، ويُتوقع ارتفاعها بنحو 14% مع نهاية العام.

كما يُتوقع استقرار نمو الطلب على الغاز المسال في أوروبا عند مستوياته التاريخية المسجلة في عام 2022، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وارتفعت صادرات الغاز المسال العالمية بنسبة 3.1% على أساس سنوي إلى 373 مليون طن حتى أول 11 شهرًا من عام 2023، في حين ارتفعت الواردات العالمية بنسبة 2.7% إلى 370.1 مليون طن، بحسب أحدث بيانات صادرة عن منتدى الدول المصدرة للغاز.

ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، حجم التجارة في سوق الغاز المسال بين عامي 2019 و2023:

تجارة الغاز المسال العالمية

وجاءت منطقة آسيا والمحيط الهادئ في المركز الأول من حيث الأكثر استيرادًا في سوق الغاز المسال، إذ ارتفعت وارداتها منه بنسبة 3.5% إلى 237.7 مليون طن خلال الشهور الـ11 الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

بينما جاءت أوروبا في المركز الثاني من حيث أكبر مناطق الاستيراد العالمية للغاز المسال، مع استقرار وارداتها منه عند 112.5 مليون طن حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وهو المستوى نفسه المسجل خلال المدة المقارنة من عام 2022.

وجاءت منطقة أميركا الجنوبية والبحر الكاريبي في المركز الثالث عالميًا، مع ارتفاع وارداتها منه بنسبة 13% إلى 11.5 مليون طن خلال أول 11 شهرًا من عام 2023.

كما جاءت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المركز الأخير بين الأكثر استيرادًا بسوق الغاز المسال، مع ارتفاع إجمالي وارداتها منه 6.5% إلى 7.2 مليون طن حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

تغيرات في خريطة المصدرين والمستوردين

شهدت حركة الصادرات والواردات في سوق الغاز المسال تغيرات ملحوظة خلال عام 2023، على مستوى ترتيب بعض الدول الكبرى، بالإضافة إلى دخول دول جديدة لقائمة المستوردين لأول مرة مثل الفلبين.

واحتلت الولايات المتحدة المركز الأول عالميًا في تصدير الغاز المسال خلال عام 2023، تليها أستراليا في المركز الثاني، في حين جاءت قطر في المركز الثالث، بحسب تقرير صادر عن منتدى الطاقة الدولي.

ويختلف هذا الترتيب بصورة كبيرة عن عام 2022، إذ كانت قطر تحتل المركز الأول، تليها أستراليا ثم الولايات المتحدة، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وزادت صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال إلى 11.81 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال عام 2023، بزيادة 11.5%، أو ما يعادل 1.22 مليار قدم مكعبة يوميًا عن عام 2022، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي تتوقع زيادة الصادرات إلى 12.36 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2024.

(مليون طن متري = 48.02 مليار قدم مكعبة)

وفي عام 2023، انتعشت صادرات الغاز المسال الأميركية مع عودة محطة فريبورت للغاز المسال إلى الخدمة بعد انقطاع 9 أشهر منذ حريق يونيو/حزيران 2022.

كما أدت زيادة الطلب العالمي في سوق الغاز المسال، لا سيما في أوروبا، إلى مواصلة تدفق صادرات الغاز الأميركية إلى القارة العجوز بمعدلات قياسية.

وظلت دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الوجهة الرئيسة للغاز المسال الأميركية خلال عام 2023، كما هو الحال خلال عام 2022، مع استحواذها على قرابة 67% من إجمالي الصادرات الأميركية.

وسجلت الصادرات الشهرية للولايات المتحدة أقل مستوياتها في يناير/كانون الثاني 2023 عند 10.88 مليار قدم مكعبة يوميًا، في حين سجلت أعلى مستوياتها في ديسمبر/كانون الأول عند 12.7 مليار قدم مكعبة يوميًا، بحسب البيانات الشهرية، التي يوضحها الرسم التالي:

صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال

وتربعت قطر على عرش قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم خلال عام 2022، بعدما صدّرت 10.5 مليار قدم مكعبة يوميًا.

بينما بلغ متوسط صادرات أستراليا -في المركز الثاني- 10.4 مليار قدم مكعبة يوميًا، تليها الولايات المتحدة بمتوسط صادرات بلغ 10.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وبلغت صادرات أستراليا من الغاز المسال قرابة 67 مليون طن حتى أول 9 أشهر من عام 2023، في حين بلغت صادرات قطر قرابة 65 مليون طن، أما الولايات المتحدة فقد بلغت صادراتها قرابة 70 مليون طن حتى سبتمبر/أيلول 2023، بحسب تقديرات منتدى الطاقة الدولي.

أما على مستوى المركزيْن الرابع والخامس لأكبر المصدرين في سوق الغاز المسال في عام 2023، فلم تحدث تغيرات عليهما في الترتيب، إذ ظلت روسيا الرابعة عالميًا، تليها ماليزيا، في حين حلّت نيجيريا بالمركز السادس، ثم الجزائر في المركز السابع، وبعدها على الترتيب غينيا بيساو وترينيداد وتوباغو وسلطنة عمان وإندونيسيا.

كما شهدت خريطة أكبر المستوردين للغاز المسال عالميًا تغيرات ملحوظة على مستوى ترتيب الـ5 الكبار، مع تصدر الصين القائمة واختطافها المركز الأول من اليابان المتصدرة عام 2022.

واستحوذت كوريا الجنوبية على المركز الثالث من حيث الأكثر استيرادًا في سوق الغاز المسال عام 2023، بعد الصين واليابان، تليها تايوان في المركز الرابع، والهند في المركز الخامس.

وكانت الدول الخمس الأوائل في عام 2022 هي اليابان والصين وكوريا الجنوبية وفرنسا وإسبانيا على الترتيب، بحسب بيانات التقرير السنوي لمعهد الطاقة البريطاني الصادر عام 2023.

حالة إمدادات سوق الغاز المسال

توسع المعروض العالمي في سوق الغاز المسال بنسبة 4% خلال عام 2022، في حين زاد بنسبة 3% حتى أول 9 أشهر من عام 2023، مدفوعًا بزيادة الإمدادات من الولايات المتحدة والجزائر وموزمبيق والنرويج.

ويعكس هذا النمو المتواضع للمعروض في عام 2023 محدودية الإضافات الجديدة في قدرات إسالة الغاز الطبيعي عالميًا، وانقطاع بعض مرافق التصدير الرئيسة وانخفاض إمدادات غاز التغذية لمحطات الإسالة من حقول الغاز القديمة، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وبصورة عامة، توقعت الوكالة الدولية زيادة المعروض في سوق الغاز المسال بما يزيد على 40 مليار متر مكعب خلال المدة من 2022 إلى 2023، لكن هذه الكمية لا تكفي لتعويض عجز انقطاع الغاز الروسي عن أوروبا عبر خطوط الأنابيب، إذ يُقدر هذا العجز بنحو 122 مليار متر مكعب عام 2023، مقارنة بعام 2021.

واستحوذت الولايات المتحدة وحدها على أكثر من نصف صادرات الغاز المسال الإضافية عام 2023، مع زيادة إنتاجها بنسبة 8% أو بمقدار 11 مليار متر مكعب خلال أول 9 أشهر من 2023.

بينما استحوذت الولايات المتحدة والجزائر معًا على 85% من حجم النمو في صادرات الغاز المسال حتى أول 9 أشهر من عام 2023، مع زيادة صادرات الجزائر بنسبة 30% أو بمقدار 2.8 مليار متر مكعب.

كما أسهمت صادرات موزمبيق في زيادة إمدادات سوق الغاز المسال بمقدار 2.3 مليار متر مكعب على أساس سنوي، وكذلك أسهمت النرويج بمقدار 2.3 مليار متر مكعب، في حين أسهمت صادرات إندونيسيا بـ1.4 مليار متر مكعب، أما صادرات قطر فقد دعّمت المعروض العالمي بنحو مليار متر مكعب حتى سبتمبر/أيلول 2023، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

سعة مشروعات الإسالة المقترحة عالميًا

شهد عام 2023 سلسلة إعلانات طموحة عن مشروعات إسالة أغلبها بغرض التصدير في عديد من دول العالم على مستوى أميركا الشمالية والجنوبية وآسيا والشرق الأوسط.

وبلغت السعة الإجمالية لمشروعات إسالة الغاز المسال عالميًا -المقترحة وتحت الإنشاء- قرابة 917 مليون طن سنويًا حتى ديسمبر/كانون الأول عام 2023، بزيادة 18% عن عام 2022.

بينما بلغت الطاقة التصديرية لمشروعات الإسالة -تحت الإنشاء فقط- قرابة 193 مليون طن سنويًا في عام 2023، ويتوقع أن تسهم في زيادة القدرة العالمية على تصدير الغاز المسال بنسبة 41%، عند دخولها إلى حيز التشغيل، بحسب تقديرات مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور.

وتستحوذ 5 دول فقط على 75% من القدرات المخططة لمشروعات تصدير الغاز المسال الجديدة عالميًا -المقترحة وتحت الإنشاء-، هي: الولايات المتحدة وروسيا وكندا والمكسيك وقطر، على التوالي.

وتأتي الولايات المتحدة في المقدمة، بطاقة تصديرية مقترحة وتحت الإنشاء تبلغ 337 مليون طن سنويًا، وسط خطط طموحة لبناء 20 محطة تصدير جديدة خلال السنوات المقبلة، تُضاف إلى المحطات الـ7 العاملة حاليًا.

بينما تأتي روسيا في المركز الثاني، بطاقة تصديرية مخططة تصل إلى 164.1 مليون طن سنويًا، تليها كندا بقدرة 75.5 مليون طن سنويًا، ثم المكسيك التي تخطط لتصدير الغاز المسال لأول مرة في تاريخها، عبر مجموعة محطات مقترحة وتحت الإنشاء، بسعة 69.3 مليون طن سنويًا.

كما تخطط قطر لتعزيز قدراتها في تصدير الغاز المسال بنحو 49 مليون طن سنويًا، في حين تستهدف إيران بناء محطات تصدير للغاز المسال بقدرة 12.7 مليون طن سنويًا، وكذلك تخطط الإمارات لمشروعات بقدرة 9.6 مليون طن سنويًا.

أما على مستوى أفريقيا فتقود موزمبيق خطط بناء محطات التصدير -مقترحة وتحت الإنشاء- بقدرة 47.3 مليون طن سنويًا، تليها أستراليا من حيث ترتيب القدرات -المقترحة وتحت الإنشاء- بسعة 26.7 مليون طن سنويًا.

على الجانب الآخر، تستحوذ الولايات المتحدة وقطر وحدهما على أكثر من نصف طاقة مشروعات التصدير العالمية -تحت الإنشاء-، ما يعادل 107 ملايين طن سنويًا، إذ تبلع قدرة مشروعات التصدير في أميركا قرابة 74 مليون طن سنويًا، في حين تبلغ في قطر قرابة 33 مليون طن سنويًا.

أمّا فيما يتعلق بمشروعات استيراد الغاز المسال؛ فتستحوذ آسيا وأوروبا على 90% من القدرات -المقترحة وتحت الإنشاء-، التي بلغت 705.2 مليون طن سنويًا حتى أوائل ديسمبر/كانون الأول 2023، بزيادة 4% عن عام 2022.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أكبر دول أوروبا في بناء قدرات استيراد الغاز المسال، لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي عبر الأنابيب:

استيراد الغاز المسال

وللاطلاع على حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2023 بشأن النفط والغاز والفحم والطاقة المتجددة والهيدروجين والسيارات الكهربائية، يرجى الضغط هنا.

اقرأ أيضًا أبرز موضوعات حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2023:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق