سياراتأسهمأسهم وشركاتتقارير السياراترئيسية

هبوط كبير في أسهم تيسلا بعد استدعائها أكثر من مليوني سيارة بأميركا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • مكانة تيسلا تتعرّض لهزة في السوق الأميركية
  • تهيمن تيسلا حاليًا على نصف سوق السيارات الأميركية الضخمة فقط
  • يستهدف نظام أوتو بايلوت المصمم بوساطة تيسلا تمكين السيارات من التوجيه والتسارع وكبح السرعة آليًا
  • يُعد الاستدعاء هو الثاني هذا العام الذي يتعلق بأنظمة القيادة الآلية من شركة تيسلا
  • تستطيع تيسلا أن تغيّر هذا المسار الهبوطي من خلال إطلاق شاحنتها الصغيرة سايبر تراك

تعرّضت أسهم تيسلا اليوم لهبوط كبير بعد أن امتثلت عملاقة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية لنتائج الفحص الذي أجرته السلطات المختصة في الولايات المتحدة على مدار عامين، لتسحب في النهاية ملايين المركبات من السوق المحلية، لوجود عيب تقني يعرّض حياة السائقين للخطر.

ولطالما توقع الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات الأعلى قيمة في العالم إيلون ماسك، أنها على وشك تقديم استقلالية كاملة في قيادة سياراتها، غير أن القيادة الذاتية الكاملة تتطلّب سائقًا يقظًا تمامًا، لإبقاء يديه على عجلة القيادة، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعد الاستدعاء المذكور الثاني هذا العام (2023) المتعلق بأنظمة القيادة الآلية من تيسلا، التي خضعت لتدقيق متزايد بعد مئات الحوادث، أدى بعضها إلى وفيات، بحسب بلومبرغ (Bloomberg).

وفي هذا السياق تستدعي تيسلا أكثر من مليوني مركبة في الولايات المتحدة الأميركية، مزودة بنظام مساعد السائق الإلكتروني المتقدم أوتو بايلوت (Autopilot)، بهدف تزويده بعناصر تحكم جديدة، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

إساءة استعمال متوقعة

يأتي إعلان تيسلا بعدما قالت الهيئة المسؤولة عن تنظيم السلامة، إن نظام أوتو بايلوت مهيّأ تمامًا "لإساءة استعمال متوقعة".

وفتحت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة إن إتش تي إس إيه (NHTSA) باب التحقيق مع الشركة منذ أكثر من عامين فيما إذا كانت مركبات الشركة تضمن بصورة كافية انتباه السائقين عند تنشيط نظام مساعد السائق المتقدم.

وقالت تيسلا في الأمر التنفيذي الخاص باستدعاء السيارات، إن عناصر التحكم في نظام البرمجيات الخاص بتقنية أوتو بايلوت "ربما لا تكون كافية لمنع إساءة استعماله من قبل السائق"، ومن الممكن أن يزيد من خطر وقوع الحوادث.

تيسلا موديل 3 من الداخل
تيسلا موديل 3 من الداخل - الصورة من رويترز

معضلة الثقة البشرية

في أغسطس/آب (2023) قالت القائمة بأعمال المدير في إن إتش تي إس إيه، آن كارلسون: "من المهم جدًا أن تأخذ أنظمة مراقبة السائق في الحسبان حقيقة مفادها بأن البشر يضعون ثقة زائدة بالتقنية"، في تصريحات أدلت بها إلى وكالة رويترز، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويستهدف نظام أوتو بايلوت المصمم بوساطة تيسلا تمكين السيارات من التوجيه والتسارع إلى جانب كبح السرعة آليًا داخل حارتها، في حين يمكن أن يساعد نظام أوتو بايلوت المعزز في تغيير الحارات على الطرق السريعة، لكنه لا يجعلها ذاتية القيادة.

ولعل أحد المكونات الرئيسة في نظام أوتو بايلوت هو التوجيه الذاتي (Autosteer) الذي يحافظ على مجموعة من السرعات أو حتى متابعة المسافة، والعمل على إبقاء المكابح في حارة القيادة المخصصة لها.

هبوط أسهم تيسلا

قالت الشركة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، إنها لم تتفق مع التحليل الذي أعدته الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، غير أنها ستنشر تحديًثا للبرنامج الذي سيتضمن إضافة عناصر تحكم إضافية وأدوات تنبيه إلى نظيرتها الموجودة بالفعل في المركبات المسحوبة من السوق، بهدف تشجيع السائق على الالتزام بمسؤولياته المستمرة عند تنشيط خاصية التوجيه الذاتي.

وقاد بيان الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة إلى انخفاض أسهم تيسلا بما يصل إلى 1.6%، لتستقر عند 233.30 دولارًا للسهم قبل بدء التداول المنتظم، الأربعاء.

ومنذ عام 2016، فتحت إن إتش تي إس إيه ما يزيد على 30 تحقيقًا خاصًا في حوادث سيارات تيسلا في الحالات التي يشتبه في صلتها باستعمال أنظمة السائق مثل أوتو بايلوت، مع الإبلاغ عن 23 حالة وفاة حتى الآن.

مقر شركة تيسلا
مقر شركة تيسلا - الصورة من AFP

أوتو بايلوت.. سجل سيئ

لا تعد تلك هي المرة الأولى التي دفعت فيها إن إتش تي إس إيه شركة ماسك إلى إجراء تغييرات على خصائص نظام أوتو بايلوت أو حتى نظام القيادة الذاتية الكاملة بعد اكتشافها عيوبًا تهدد سلامة السائق.

ففي فبراير/شباط (2023) استدعت الشركة جميع مركباتها التي تسير على الطرق والبالغ عددها 363 ألف وحدة، المزودة بخاصية القيادة الذاتية الكاملة، بعدما وجدت أن تلك المركبات تخرق قوانين المرور، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتعكف إتش تي إس إيه والمجلس الوطني لسلامة النقل -حاليًا- على التحقيق في أسباب حوادث تتعلق بمركبات تيسلا مزودة بخصائص مساعدة السائق المختلفة، من بينها سلسلة من الاصطدامات بمركبات الطوارئ في مواقع حوادث أخرى.

تيسلا تترنح محليًا

شهدت مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا قفزة كبيرة، مسجلةً ما يزيد على 300 ألف وحدة للمرة الأولى في الربع الثالث من عام 2023، لكن الحصة السوقية لشركة تيسلا تراجعت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، وفق ما أظهره تقرير صادر عن شركة كوكس أوتوموتيف (Cox Automotive) المتخصصة في أبحاث السوق.

وتهيمن تيسلا -حاليًا- على نصف سوق السيارات الأميركية الضخمة فقط، هبوطًا من حصبة الـ62% التي كانت تستحوذ عليها في الربع الأول من عام 2023، رغم حرب الأسعار التي بدأتها الشركة لتوطيد مكانتها في ساحة السيارات الكهربائية التنافسية.

وبمقدور تيسلا أن تغيّر هذا المسار الهبوطي من خلال إطلاق شاحنتها الصغيرة سايبر تراك (Cybertruck)، التي طرحتها الشركة أوائل ديسمبر/كانون الأول (2023).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق