تقارير الغازالتقاريرالنشرة الاسبوعيةرئيسيةغاز

تحول الطاقة في أفريقيا لن يحدث دون الاعتماد على الغاز الطبيعي (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج حقل الغاز سونغو سونغو يولّد الآن نحو 45% من الكهرباء في تنزانيا
  • في أميركا يُستعمل الغاز الطبيعي أكثر من أي وقود آخر لتوليد الكهرباء السكنية والصناعية
  • الولايات المتحدة تستعمل ما يقرب من ثلث الغاز الطبيعي المنتج على مستوى العالم
  • سيتطلب تحقيق أهداف تحول الطاقة تدفقًا كبيرًا لرأس المال الاستثماري إلى الاقتصادات الأفريقية

نظرًا للحاجة الماسة إلى توفير الكهرباء لعدد كبير من السكان والإيرادات لتعزيز التنمية الاقتصادية، يَبرز دور الغاز الطبيعي بصفته ركيزة لمستقبل مزدهر لتحول الطاقة في أفريقيا.

ومع اجتماع القادة من جميع أنحاء العالم في قمة المناخ كوب 28، وتركيز المناقشات على أهداف خفض الانبعاثات والطاقة المتجددة، أشار الرئيس التنفيذي لغرفة الطاقة الأفريقية (energychamber)، إن جيه أيوك، إلى أن الغاز الطبيعي يُعدّ وقودًا نظيفًا.

وأكد أنه "ينبغي لنا، في حماستنا لتحقيق أهدافنا المناخية، ألا نتجاهل النفع الهائل الذي يمكن أن يحققه الغاز"، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

حقل غاز سونغو

قال أيوك، إن حقل غاز سونغو سونغو في تنزانيا كان مفيدًا للبلاد ومواطنيها، فقد اُستعمِل ناتج المشروع، منذ عام 2004، لصالح الاقتصاد التنزاني، وإمدادات الطاقة المحلية والبيئة وتوظيف العمالة.

ومع وجود الآبار ومحطة المعالجة في جزيرة سونغو سونغو، فإن الجهود العامة والخاصة تضع الاحتياجات المحلية في المقام الأول، وذلك باستعمال الإنتاج لتزويد عملية تحويل الغاز إلى الكهرباء في أوبونغو فضلًا عن شركة أسمنت كبرى وبرنامج كهربة القرى.

ويولّد إنتاج حقل الغاز سونغو سونغو الآن نحو 45% من الكهرباء في تنزانيا، ما يقلل الحاجة إلى الوقود المستورد مرتفع الثمن.

وتوجد فائدة مهمة أخرى، فعندما تتضاءل إمدادات البلاد من الطاقة الكهرومائية بسبب الجفاف، يمكن الاعتماد على توليد الكهرباء من الغاز لسد هذه الفجوة.

وقد أدى تطوير المشروع إلى خلق 190 فرصة عمل بصورة مباشرة وجعل 113 ألفًا و809 فرص عمل إضافية ممكنة، وساعد ذلك في خفض انبعاثات الكربون بصورة كبيرة (في شركة أسمنت بورتلاند التنزانية وحدها، تم تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 80 ألف طن سنويًا)، وتوفير مصدر طاقة أنظف في محطات توليد الكهرباء بمدينة دار السلام عن طريق استبدال الديزل وزيت الوقود الثقيل.

ويُعدّ هذا المشروع مجرد مثال واحد على ما يمكن أن يفعله الغاز الطبيعي، لتعزيز اقتصادات الطاقة في أفريقيا، والقوى العاملة، وإمدادات الطاقة، وصحة البيئة والسكان.

شعلة الاحتراق في أحد حقول الغاز النيجيرية
شعلة الاحتراق في أحد حقول الغاز النيجيرية - الصورة من رويترز

الغاز في أفريقيا

يقول الرئيس التنفيذي لغرفة الطاقة الأفريقية (energychamber)، إن جيه أيوك: "لقد شهدنا التأثير الإيجابي للغاز الطبيعي في مناطق أخرى من العالم".

في أميركا، على سبيل المثال، يُستعمل الغاز الطبيعي أكثر من أي وقود آخر لتوليد الكهرباء السكنية والصناعية، كمواد خام لإنتاج البتروكيماويات والأسمدة، ووقودًا مفضلًا لتوليد الطاقة الكهربائية، وتستعمل الولايات المتحدة ما يقرب من ثلث الغاز الطبيعي المنتج على مستوى العالم، ويتزايد الطلب عليه هناك.

ويرى أيوك أن هناك أسبابًا وجيهة لذلك، بدءًا بحقيقة أن الغاز الطبيعي هو أنظف أنواع الوقود الأحفوري، وينبعث منه ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50% إلى 60% أقل من الفحم عند حرقه، ويُصْدر ما يصل إلى 30% أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالنفط الخام.

ويتساءل: "إذا كان الغاز الطبيعي خيارًا جيدًا للدول الغنية مثل أميركا، فلماذا لا تجني الدول النامية الفوائد نفسها؟".

في المقابل، يمكن أن يوفر الغاز في أفريقيا طاقة نظيفة متاحة بسهولة لدول جنوب الصحراء الكبرى، في حين أن البنية التحتية والتكنولوجيا للطاقة المتجددة لديها "تلحق" بالدول الغنية والصناعية للغاية.

وعندما تكون الإمدادات من المصادر المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح متقطعة، كما هو الحال في الأيام الملبدة بالغيوم وعندما يكون الهواء ساكنًا، يمكن للغاز أن يسد الفجوة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

معالجة فقر الطاقة

يرى الرئيس التنفيذي لغرفة الطاقة الأفريقية، إن جيه أيوك، أنه ينبغي للدول الغنية ألا تحاول تحديد مواعيد نهائية لانتقال أفريقيا إلى مصادر الطاقة المتجددة، ولكن هذا يحدث بالفعل.

ويضيف: "تمارس المؤسسات، من البنك الدولي إلى بنك الاستثمار الأوروبي، ضغوطًا على أفريقيا للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بسرعة، وحتى جماعات الضغط الأفريقية من كينيا تطالب بالتخلص التدريجي من الغاز لمدة 30 عامًا".

ويقول: "يجب على الحكومات وأصحاب المصلحة في صناعة الطاقة في أفريقيا أن يقاوموا ذلك".

ويوضح أن "المستثمرين الذين يعرفون أفريقيا يدركون الصعوبات التي تصاحب الحرمان من الكهرباء الذي يعيشه أكثر من ثلثي سكان منطقة جنوب الصحراء الكبرى، أو أكثر من 620 مليون نسمة.. ويتعيّن على هؤلاء المستثمرين أن يواصلوا المسار بدلًا من النأي بأنفسهم عن الوقود الأحفوري الأفريقي".

ويذكر أيوك في كتابه الصادر عام 2019 بعنوان "المليارات المؤثرة.. مستقبل الطاقة في أفريقيا وعقد الصفقات"، أن "نقص الكهرباء أكثر من مجرد إزعاج".

ويشير إلى أن نقص الكهرباء يحرم الناس من الرعاية الصحية الحديثة ويعرّضهم للسموم في منازلهم الناتجة عن الوقود البدائي، ويمنع التقدم في القطاعات الاقتصادية من الأعمال إلى الصناعة إلى التعليم".

ويؤكد أن "الصورة قاتمة، ومن المتوقع أن تزداد سوءًا بسبب النمو السكاني المتوقع، إذ يحتاج السكان إلى الكهرباء الآن، ويمكن للوقود الأحفوري أن يوفرها لهم بسرعة أكبر بكثير، في حين تستمر الطاقة الخضراء في التطور وتزداد انتشارًا".

ويبيّن أن "الغاز في أفريقيا يؤدي دورًا حاسمًا في مزيج الطاقة اللازم للقارة، لتلبية احتياجاتها الحالية والمتنامية من الطاقة"، و"يتعين علينا أن نجعل القضاء على فقر الطاقة أولوية أهم من الالتزام بتقويم انتقالي اعتباطي واحد يناسب الجميع".

إسالة الغاز في أفريقيا

يشير الرئيس التنفيذي لغرفة الطاقة الأفريقية، إن جيه أيوك، إلى أن "التحول العادل في مجال الطاقة في أفريقيا يتطلب استعمال مواردنا من النفط والغاز بصفتها جزءًا من هذه العملية".

ويقول: "لقد بدأ التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وهناك المزيد في المستقبل، وفي هذه الأثناء، تحتاج أفريقيا إلى إنتاج الغاز لتوليد الكهرباء وإسالة مواردها من النفط والغاز. ويمكن لعائدات هذه الموارد أن تموّل بصورة تدريجية البنية التحتية والتنمية اللازمة للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة".

وسيتطلّب تحقيق أهداف تحول الطاقة تدفقًا كبيرًا لرأس المال الاستثماري إلى الاقتصادات الأفريقية، على سبيل المثال، لكي تحقق نيجيريا أهداف خطتها لتحول الطاقة (إي تي بي)، فإنها ستحتاج إلى نحو 410 مليارات دولار أميركي بحلول عام 2060.

سفينة عائمة لمعالجة الغاز أمام سواحل أفريقيا
سفينة عائمة لمعالجة الغاز أمام سواحل أفريقيا - أرشيفية

ويذكر أيوك أن "أفريقيا لا تعاني نقصًا في احتياطيات الغاز الطبيعي، وتبلغ إجمالي إحصائية منصة الاستثمار الأخيرة 800 تريليون قدم مكعبة، موزعة على ما يقرب من نصف جميع الدول الأفريقية".

والمطلوب بصورة عاجلة هو وضع إستراتيجيات لجذب الاستثمار، ما يمكن من استخراج هذا الغاز من خزاناته تحت الأرض وتحت سطح البحر، ونقله وتخزينه، وسيؤدي المحتوى المحلي دائمًا دورًا مهمًا في هذه العملية.

ويرى أن الأمر يتطلب الإبداع لتوفير الحلول للبنية الأساسية غير الكافية للإنتاج والنقل والتخزين، مثل بناء محطات نموذجية صغيرة الحجم للغاز المسال، واستعمال الغاز الطبيعي المضغوط الذي يعمل على تقليص غاز الميثان إلى أقل من 1% من حجمه الطبيعي لأغراض النقل والتخزين.

ويضيف أيوك: "سأكرر نقطة مهمة: هناك طلب متزايد على الغاز الطبيعي على مستوى العالم، وهذا يمثل فرصة ينبغي لأفريقيا أن تغتنمها الآن".

ويردف: "يجب علينا أن نستثمر موارد الغاز في أفريقيا من أجل خير اقتصاداتنا، وصحة سكاننا، وتنمية مبادرات الطاقة الخضراء بوتيرة جيدة للقارة، وهذه هي الرسالة التي سأشاركها خلال قمة المناخ كوب 28 وفي المستقبل".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق