لأول مرة.. الأردن يتحدث عن تصدير الهيدروجين في أنابيب الغاز
يضع الأردن آمالًا كبيرة على خطط تصدير الهيدروجين، في إطار إستراتيجيته الرامية إلى أن يتحول لمركز إقليمي للطاقة، في ظل الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها في توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
وفي هذا الإطار، تحدّث وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة لأول مرة عن خطط لتصدير الهيدروجين في أنابيب الغاز إلى أوروبا، قائلًا: "مشروع الغاز الطبيعي الأردني يتمتع بالعديد من المزايا من حيث الموقع الإستراتيجي الذي يمكّنه من التواصل مع العديد من مصادر الغاز في المنطقة، كما يوفر فرصًا لتصدير كميات كبيرة من الغاز الطبيعي أو الهيدروجين الأخضر".
وشدد على أن المشروع الغاز الأردني يؤكد رؤية الأردن ليصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
يعدّ الأردن جزءًا من مشروع خط الغاز العربي الذي يمر من العريش إلى طابا في مصر، ومن ثم إلى العقبة، ومنها إلى رحاب في الأردن، ومن رحاب مرورًا بجابر إلى حمص بسوريا، فمنطقة دير عمار في لبنان، ويعادل طول الخط 1200 كم، وقدرته الاستيعابية تبلغ 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا.
ويعدّ الخط أحد أبرز مشروعات ربط الغاز العربي الرائدة في المشرق العربي، كما يعدّ مثالًا عمليًا للتكامل في مجال الطاقة بين الدول العربية، وكان من المخطط أن يصل للسوق الأوروبية من سوريا عبر تركيا، إلّا أن الأحداث التي مرّت بها سوريا منذ عام 2011 حالت دون مواصلة هذا المخطط.
أمن الطاقة
أكد صالح الخرابشة أهمية التعاون بين دول العالم من أجل تحقيق أمن الطاقة في إطار مستدام يحقق آمال مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ.
وقال خلال مشاركته بافتتاح أعمال قمة البوسفور 14 المنعقدة في العاصمة التركية إسطنبول، إن تحقيق التوازن بين أمن الطاقة والعدالة والاستدامة بمعزل عن العالم أمر صعب ومكلف".
وأشار إلى مبادرة الأردن الطموحة الهادفة لتحقيق الترابط الإقليمي بين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول أوروبا، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح أن بلاده تعمل على ذلك من من خلال تطوير البنية التحتية لقطاع الطاقة، وخاصة الشبكة الكهربائية المحلية، مما يتيح تطوير الربط الكهربائي الإقليمي، وتقديم إطار تعاون إقليمي منظم في مجال الطاقة الخضراء.
وشدد الخرابشة على أن الأردن يمكنه المساهمة بتحول الطاقة في الاتحاد الأوروبي إلى اقتصاد منخفض الكربون ودعم الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
تنويع مصادر الطاقة
لفت الخرابشة إلى جهود الأردن المبذولة لتحقيق التنويع في مصادر الطاقة لديها من خلال تطوير مشروع الصخر النفطي لتوليد الكهرباء.
وقال، إن إنشاء خط أنابيب نقل الغاز الأردني يعدّ جزءًا إستراتيجيًا من البنية التحتية للطاقة في البلاد، ويؤدي دورًا رئيسا في السعي لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز أمنها، إذ تخدم هذه الأنابيب محطات توليد الكهرباء والصناعات المحلية.
وأكد الخرابشة أنه تمّت صياغة خريطة طريق للهيدروجين الأخضر، تبعها تطوير إستراتيجية شاملة تحدد الفرص والتطبيقات والأطر القانونية والتنظيمية لإنتاج الهيدروجين الأخضر واستعماله وتصديره.
وأوضح أن الحكومة تعمل على تحديد بنيته التحتية لمشروعات الهيدروجين الأخضر، التي ستكون بمثابة العمود الفقري لمشروعات الهيدروجين الأخضر الضخمة المقرر تنفيذها في البلاد، وستعزز الجاذبية والقدرة التنافسية من حيث التكلفة للمستثمرين والمطورين الدوليين الذين أعربوا عن اهتمامهم بالاستثمار في إنتاج وتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا في الأردن.
وعبّر الخرابشة عن أمله في أن تُمكّن السياسات والمساعي البلاد من الحصول على إمدادات طاقة آمنة مع معدل وصول مرتفع إلى الطاقة بأشكالها المختلفة، إضافة إلى الوفاء بالالتزامات المناخية ودعم البلدان الأخرى في تحقيق التزاماتها أيضًا.
الحد من الانبعاثات
قال وزير الطاقة الأردني، إن هناك حاجة ملحّة اليوم لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ من الانبعاثات الكربونية، وصولًا إلى مستقبل منخفض الكربون ومعالجة تغير المناخ، وإيجاد توازن دقيق بين أمن الطاقة والعدالة والاستدامة، في ظل مشهد الطاقة العالمي الذي يواجه تحديات عميقة ناجمة عن الصراعات والاضطرابات المستمرة في جميع أنحاء العالم، مما أثّر بأمن إمدادات الطاقة، والارتفاع في أسعارها عالميًا.
وأكد الخرابشة، خلال كلمة ألقاها في جلسة "ثلاثية الطاقة: سياسات وديناميكيات الطاقة" في افتتاح أعمال قمة البوسفور 14، أن الأردن أدرك ضرورة تحقيق هذا التوازن، فطوّر إطارًا تنظيميًا قويًا، إلى جانب آليات التمويل والحوافز لاستغلال موارده المحلية، وهو ما قاد البلاد إلى تحقيق زيادة كبيرة في نسبة مساهمة الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة الإجمالي وتوليد الكهرباء، بما يصل إلى 14% و27% على التوالي.
وأشار إلى أن الأردن يهدف إلى خفض انبعاثاته الكربونية بنسبة 31% بحلول عام 2030، تحقيقا لالتزاماته المناخية وتماشيًا مع الجهود العالمية في مواجهة تغير المناخ.
ودعا الخرابشة قادة الطاقة وصانعي السياسات إلى صياغة سياسات تحفّز الطلب على ناقلات الطاقة منخفضة الكربون في المستقبل، مثل الهيدروجين الأخضر، لتحقيق مزاياها واسعة النطاق.
وتُعقد قمة البوسفور بنسختها الـ14 في إسطنبول خلال المدة من 16-17 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، تحت عنوان "الإبحار في القرن القادم: التحديات والوعود"، بمشاركة عدّة دول، بالإضافة للمؤسسات الاقتصادية والتجارية والصناعية والشركات والأفراد.
وتُعنى القمة، التي تنظمها منصة التعاون الدولي سنويًا منذ عام 2009، بالمسائل التي تتعلق بالتعاون الدولي في مجالات الأعمال والاقتصاد، ويشير برنامج فعاليات قمة هذا العام الى مواضيع تشمل القضايا الدولية ذات الانعكاسات الواضحة على التعاون التجاري والاقتصادي بين كل دول العالم، وأبرزها النظام الدولي والمناخ.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر في الأردن يشهد 4 مذكرات تفاهم جديدة (صور)
- الهيدروجين الأخضر في الأردن يترقب أفضل خيارات التصدير
اقرأ أيضًا..
- تجارة الغاز المسال العالمية قد تقفز إلى 500 مليون طن سنويًا
- محطة نووية تدعم مشروع المغرب لأطول خط كهرباء بحري في العالم
- مصر تخطط لتصدير الكهرباء إلى أوروبا.. خط بحري عملاق